على ماذا تحتوي الكبسولة الزمنية التي كشف الأردن غطاءها أمس؟

الصورة
المصدر
آخر تحديث

أعلن الأردن أمس الثلاثاء اكتشاف كبسولة زمنية في منطقة الجفر عمرها 9000 عام من العصر الحجري الحديث أقدم فترات الوجود الإنساني وبداية الاستيطان، ما يمثل إضافة نوعية للأردن والتاريخ البشري.

وتحتوي الكبسولة الزمنية المكتشفة من قبل فريق أردني- فرنسي بدأ عمله منذ 10 سنوات، على منشأة طقسية بداخلها ثلاثة تماثيل ومصائد ومخطط معماري للمصائد، بالإضافة إلى مئات القطع العظمية.

وأوضح مدير دائرة الآثار العامة فادي بلعاوي لـ حسنى اليوم أن إطلاق اسم الكبسولة الزمنية على المنطقة يأتي لاحتوائها على معلومات زمنية تتعلق بالعادات الاجتماعية والدينية لأهالي المنطقة في ذلك الحين، مشيرا إلى أن الكبسولة تمثل الشيء البسيط الذي يحتوي الكثير من المعلومات.

وقال بلعاوي إن المخطط المعماري المكتشف ضمن الكبسولة يعتبر الأقدم في العالم، وهو منصوب على أحد التماثيل ويرسم المصائد المستخدمة في تلك الحقبة بدقة عالية.

ويضيف أن العالم لا يملك الكثير من المعلومات عن العصر الحجري وتحديدا في المناطق الصحراوية التي يعتمد سكانها على الصيد والترحال وليس على النشاط الزراعي كما هو سائد، ما يعزز أهمية هذه الاكتشافات، مؤكدا ضرورة تعظيم الاكتشافات الأثرية وتسليط الضوء عليها.

وأشار بلعاوي إلى أن التماثيل الثلاثة التي اكتشفت تعني وجود معتقد سائد في تلك الفترة، حيث أن الإنسان يبحث منذ الأزل عن الكون والإله.

كيف تم تحديد عمر الكبسولة الزمنية ؟

وقال بلعاوي إنه تم التأكد من عمر المنطقة المكتشفة عبر تقنيتين هما الكربون المشع والتوهج الضوئي لثلاثين عينة أشارت جميعها إلى ذات الفترة الزمنية وهي 7000 عام قبل الميلاد ما يعني 9000 عاما من الآن.

خطة طموحة للمنطقة المكتشفة

وكشف بلعاوي عن وجود خطة طموحة لجعل المنطقة المكتشفة نقطة جذب سياحية للأردن بمختلف الطرق والأفكار،  منها عرض جزء من المكتشفات في المتاحف والمعارض الأردنية ،إلى جانب تطوير المنطقة كاملة لتصبح نقطة تدر الدخل والتنمية المستدامة على الأردن.

وبين بلعاوي أن الموقع الحالي ليس مهيأ للسياحة ويبعد عن أقرب تجمع سكني حوالي 70 كم.

الصورة

 

مهندس معماري: نبارك للأردن و العالم هذا الاكتشاف المذهل

وقال المهندس المعماري عمار حماش على صفحته على فيسبوك إن الموقع المكتشف إحدى مصائد الحيوانات البرية الواقعة إلى الشرق من قاع الجفر، و تتكون من جدران حجرية غير مرتفعة وبشكل "محقان" له فم متسع من الشرق ونهاية ضيقه عادة من جهة الغرب تتجمع فيها الحيوانات الواقعة في المصيدة.

وأضاف حماش أن الاكتشاف الأخير يعتبر نقطة تحول في فهم المصائد وإعادة النظر إليها بشكل جذري لاكتشاف جانب فني وربما ديني لعملية الصيد قبل ٩ آلاف سنة.

وأشار إلى أن الأردن اليوم هو البلد الوحيد بالعالم المتواجد به أكبر و أقدم مجموعة متحجرات جمعت وتم ترتيبها بشكل طقوسي ديني، وأن الفرصه كبيره لاحتمالية تكرار هكذا "مصائد-مسالخ- معابد" في عشرات المواقع المماثلة في البادية الشرقية الأردنية.

شخصيات ذكرت في هذا المقال
00:00:00