استفاق قطاع غزة اليوم على وقع مجزرتين مروعتين ارتكبتهما قوات الاحتلال الإسرائيلي، أسفرتا عن استشهاد 88 فلسطينيا، بينهم أطفال ونساء، وإصابة
الأردن يستقبل عددا من مرضى السرطان الغزيين رغم العراقيل التي فرضها الاحتلال
أجلى الأردن خلال الأيام الماضية 9 من مرضى السرطان من قطاع غزة ويستعد لاستقبال المزيد؛ لتقديم الرعاية الطبية اللازمة لهم في مركز الحسين للسرطان نتيجة تدمير الجيش الإسرائيلي للمستشفيات في القطاع.
الاحتلال يعرقل وصول مرضى السرطان من غزة
مدير مركز الحسين للسرطان عاصم منصور قال إن علاج مرضى السرطان القادمين من قطاع غزة هو أقل ما يمكن تقديمه للأهل في قطاع غزة.
وبين منصور لـ حسنى أن الأردن سعى لاستقبال العشرات من مرضى السرطان قبل أكثر من 5 أسابيع، حيث اتخذ مركز الحسين للسرطان والحكومة الأردنية قرار استقبال المرضى بعد بدء العدوان الإسرائيلي، إلا أنه تم وضع عراقيل كبيرة أمام نقلهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
وأكد أن الأردن أرسل طائرة خاصة لنقل المرضى وانتهت مدة استئجارها وعادت فارغة نتيجة العراقيل التي منعت وصول المرضى.
الحالة الصحية للمرضى متوسطة
وأوضح منصور أن الأردن سعى لنقل 41 مريضا بالسرطان لتلقي العلاج في المملكة، إلا أن عدد الذين وصلوا لغاية اللحظة 9 مرضى وهناك 6 آخرون من المتوقع وصولهم خلال الفترة المقبلة.
وأشار إلى أن معظم المرضى لا يحملون وثائق نتيجة تهديم منازلهم من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث أوعز وزير الداخلية مازن الفراية باستقبالهم مباشرة ومن دون الوثائق.
وأكد أن الحالة الصحية للمرضى تتراوح ما بين المتوسطة والجيدة، مبينا أن العلاج كان يجب أن يبدأ قبل أسابيع، مشيرا إلى أن الاستجابة للعلاج لدى الأطفال تعد ممتازة.
أحد مرضى السرطان مشى 4 ساعات من شمال القطاع إلى جنوبه
وحمل مرضى السرطان في ذاكرتهم قصصا أليمة خلفها العدوان الغاشم الذي يشنه جيش الاحتلال منذ أكثر من 55 يوما على عموم مناطق قطاع غزة.
وقال منصور لـ حسنى إن أحد المرضى فقد معظم عائلته خلال القصف الإسرائيلي، ولم يتبق سوى جدته التي رافقته.
وأوضح أن مريضا يبلغ من العمر 21 عاما سار مشيا على الأقدام لمدة 4 ساعات من شمال قطاع غزة إلى جنوبه نحو المعبر "الآمن"، حيث استمر القصف على طول الطريق الذي نزح عليه الآلاف هربا من الصواريخ الإسرائيلية.
الملكة تستمع إلى قضايا المرضى
وقامت الملكة رانيا العبدالله بزيارة مرضى السرطان الذين تم إجلاؤهم يوم أمس الأربعاء، حيث التقت بالمرضى واستمعت إلى قضاياهم.
وقال مدير مركز الحسين للسرطان عاصم منصور إن زيارة الملكة استمرت لأكثر من ساعة، والتقت خلالها بمعظم المرضى.
وبين لـ حسنى أن الملكة استمعت لجميع القضايا التي حملها المرضى؛ سعيا لمحاولة حلها، موضحا أن الزيارة لم تكن بروتوكولية.
مركز الحسين يعتزم تدريب أطباء فلسطينيين على استخدام الأجهزة
ويعاني الفلسطينيون من غياب جهاز العلاج بالأشعة الذي يعالج به أكثر من ثلث المصابين بمرض السرطان، كما تسبب العدوان الإسرائيلي بتدمير المستشفيات والبنى التحتية العلاجية.
منصور أوضح أن جهاز العلاج بالأشعة غير موجود في الضفة الغربية أو قطاع غزة رغم الحاجة الملحة له لعلاج المرضى، حيث يوجد جهاز واحد في مدينة القدس التي لا يستطيع معظم الفلسطينيين الوصول إليها.
وأكد أن أهالي قطاع غزة بحاجة إلى 5 سنوات من الرعاية الطبية؛ نظرا للدمار الهائل الذي تسبب به الجيش الإسرائيلي للقطاع الصحي، حيث تجب إعادة بناء الصروح الطبية من جديد.
وكشف لـ حسنى عن وجود توجه لدى مركز الحسين للسرطان لتقديم الدعم في المجالات التقنية وتجهيز الأجهزة الطبية وتدريب الكوادر الطبية على استخدامها. وتابع:
"المرضى يجب أن يخرجوا من قطاع غزة لتلقي العلاج، وسيكون لنا في الأردن نصيب من هذا الخير، فعلاجهم خير لنا".
وأضاف:
"نملك في مركز الحسين للسرطان صندوقا لدعم غزة قبل العدوان، واستقبل المركز المئات من المرضى خلال السنوات الماضية، كما أننا بحاجة لتعزيز هذا الصندوق من خلال التبرعات".
ويوجد رقم لصندوق دعم مرضى السرطان في قطاع غزة على الموقع الرسمي لمؤسسة الحسين للسرطان وعلى كافة منصات التواصل الاجتماعي التابعة للمؤسسة، حيث يسهم كل دينار بدعم علاج مريض.
وذكر منصور أن المركز درب خلال السنوات الماضية العشرات من الأطباء الفلسطينيين في مجال علاج مرضى السرطان.
اقرأ المزيد.. الأردن يلبي استغاثة أردنية وابنتها أصيبتا بالعدوان على القطاع