تداول أردنيون على نطاق واسع كتابا تضمن قرارا من قبل وزير الصحة فراس الهواري بتاريخ الـ21 من شباط الجاري يقضي بإغلاق مكتب تنسيق المرضى في مطار الملكة علياء الدولي التابع لمديرية السياحة العلاجية في وزارة الصحة اعتبارا من تاريخه. 

وانتقدت أطراف عدة القرار على اعتبار أنه سيلحق ضررا كبيرا بالسياحة العلاجية، مؤكدين أنه يتعارض بشكل صريح مع التوجيهات الملكية ورؤية التحديث الاقتصادي الهادف إلى إنعاش وتطوير السياحة العلاجية وجذب المزيد من المرضى للعلاج في المملكة. 

وأعرب البعض عن استغرابه من توقيت القرار، خاصة في الوقت الذي يسعى فيه الأردن إلى تعزيز وتحسين السياحة العلاجية، مع اقتراب فصل الصيف الذي يعد محركا لذلك النوع من السياحة، فضلا عن أن القرار قد يؤثر سلبا على سمعة القطاع الصحي الأردني، والذي نجح في بناء سمعته على الصعيدين المحلي والدولي.

مديرية السياحة العلاجية لا تملك تفاصيل عن القرار

من جهته قال مدير مديرية السياحة العلاجية في وزارة الصحة أمين المعايطة لـ حسنى، اليوم الأحد، إن المديرية تسلمت كتاب إغلاق مكتب تنسيق المرضى في المطار ولا يوجد لديه أي تفاصيل حول هذا القرار. 

ولفت المعايطة إلى أن مديرية السياحة العلاجية أنشأت منصة إلكترونية لاستقبال التقارير الطبية للمرضى القادمين من الخارج بقصد العلاج في الأردن، لافتا إلى تشكيل لجنة للنهوض بالسياحة العلاجية برئاسة الأمين العام لشؤون الأوبئة والأمراض السارية ومدير عام هيئة تنشيط السياحة ورئيس جمعية المستشفيات الخاصة ونقيب الأطباء ومدير مديرية السياحة العلاجية وسعادة السفير يوسف عبد الغني في وزارة الخارجية ومن غرفة تجارة الأردن بهجت حمدان مساعد المدير العام. 

وأضاف المعايطة، أن السياحة العلاجية حسب تقارير البنك المركزي ساهمت في الربع الأول من العام 2023 بـ119مليون دينار وأن نحو 200 ألف شخص جاء للسياحة العلاجية في الأردن، وأشار إلى أن المملكة العربية السعودية من أكثر البلاد التي يقصد مواطنوها الأردن للسياحة العلاجية.

اقرأ المزيد.. الأردن مركزا إقليميا للسياحة العلاجية والاستشفائية

إغلاق المكتب هو إحدى المشكلات الإدارية في السياحة العلاجية

من جهته رأى رئيس جمعية المستشفيات الخاصة نائل زيدان أنه لا توجد أي جدية في تبني السياحة العلاجية كمشروع وطني وأن إغلاق المكتب هو إحدى المشكلات الإدارية المتعلقة بهذا الملف. 

وأشار زيدان، إلى أن الأردن كان يصنف سادس دولة في العالم في استقطاب المرضى للعلاج وهو الأول في العالم العربي في تلك السياحة. 

لافتا إلى أن الأردن حتى العام 2018 كانت صادراته من السياحة العلاجية تقدر بنحو مليار و200 مليون دينار وتتضمن ما تحققه المستشفيات الخاصة والقطاعات التجارية والخدمية والمرافق الأخرى والمنتجعات ومواقع العلاج الطبيعي المرتبطة بالسياحة العلاجية في المناطق السياحية الأردنية. 

وبين رئيس جمعية المستشفيات الخاصة أن ذلك الرقم قد تراجع مؤخرا بسبب تقييد الجنسيات وأشار إلى وجود 4 ملايين شخص من غير الأردنيين مقيمين في المملكة ما يمثل 40% من مستفيدي السياحة العلاجية، علما أن المستشفيات تفتقر إلى تصنيف يساعد في تحديد تكلفة العلاج للمواطن أو المقيم أو الزائر. 

تجدر الإشارة إلى أن مكتب تنسيق المرضى في مطار الملكة علياء الدولي تأسس عام 1999 لتنظيم دخول المرضى إلى الأردن، فضلا عن أن وزارة الداخلية أعلنت في تشرين الأول عام 2021 عن قرارات لغايات تسهيل إجراءات الدخول إلى الأردن بهدف رفد الاقتصاد الأردني في جميع ‏القطاعات وخاصة القطاع السياحي.

اقرأ المزيد.. وزارة الداخلية: تعليمات دخول الوافدين للعلاج في المملكة ميسرة