على بعد نحو 25 كم من وسط الطفيلة، وعلى ارتفاع 200 متر فوق سطح البحر وفي أحد شقوق حفرة الانهدام، تقع حمامات عفرا المعدنية التي تعد مقصدا علاجيا هاما ووجهة للباحثين عن الهدوء والاستجمام. 

يوفر منتجع عفرا خدمات شاملة للزوار؛ من حيث غرف المنام والخدمات الصحية وسط وجود أمني على مدار الساعة داخل المنتجع السياحي.

خدمات مميزة لزوار حمامات عفرا

خالد الخوالدة -عضو جمعية أبناء ضانا والقادسية التعاونية- يقول لـ حسنى إن الجمعية وقعت عقدا مدته خمس سنوات مع وزارة السياحة بصفتها مالكة حمامات عفرا، وذلك لإدارة الموقع وتشغيله. 

وأوضح الخوالدة أن الجمعية سعت لترويج الموقع سياحيا حتى يكون مقصدا دائما للسياح القادمين إلى مدن الجنوب؛ نظرا لفوائد المياه الحارة للصحة الجسدية والنفسية. 

وأضاف الخوالدة أن المنتجع السياحي يوفر للزوار مظلات شمسية وشاليهات للمبيت، ومرافق عامة للذكور والإناث على مدار العام، حيث يستطيع الزائر المبيت لمدة يوم كامل في أحد الشاليهات بمبلغ مالي يتراوح ما بين 30-40 دينارا للغرفة الواحدة وتوابعها.

ومن الخدمات التي يجدها زائر حمامات عفرا: 

• غرف للمبيت مجهزة بكافة الاحتياجات. 
• مظلات للوقاية من حرارة الشمس. 
• مرافق عامة. 
• رعاية صحية. 
• مفرزة أمنية للحفاظ على زوار المكان بأمان. 
• برك مياه منفصلة للرجال والنساء.

الزائر لحمامات عفرا يحظى بفرصة فريدة للاستمتاع بمشاهدة النقش الصخري الطبيعي للجبال أثناء عيشه للحظات استرخاء مميزة في المياه المعدنية التي تزيد درجة حرارتها على 50 درجة مئوية.

اقرأ المزيد.. الأردن مركزا إقليميا للسياحة العلاجية والاستشفائية

فوائد صحية للمياه المعدنية

الخوالدة بين أن الدراسات أثبتت مدى فائدة المياه المعدنية الحارة لجسم الإنسان، إذ إنها تسهم بعلاج أمراض الروماتيزم وأمراض العظام بشكلٍ عام، كما تساهم في علاج الأمراض الجلدية والديسك وغيرها. 

وأفاد الخوالدة أن المنطقة تحتوي على نسب صحية من أشعة غاما المفيدة لعلاج الأمراض النفسية والاكتئاب والتي تعمل على تحسين المزاج. 

ويتداول السكان المحليون قصصا متوارثة حول وجود بركة ماء ساخنة في منطقة حمامات عفرا تسهم بالشفاء من بعض أمراض العقم لدى الرجال والنساء. 

ضعف في الإقبال السياحي

الخوالدة كشف لـ حسنى عن وجود ضعف بالإقبال السياحي على المنطقة؛ نظرا لأسباب مختلفة مثل ارتفاع كلف الوصول إلى الموقع، إضافة إلى الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعاني منه شريحة واسعة من المواطنين، عدا عن عدم وجود ترويج مسبق للمكان مما جعله غير مدرج على خارطة السياحة المحلية، إلى جانب عدم توفر المكان على خرائط جوجل وهو ما حال دون وصول وفود سياحية عديدة إلى المكان. 

وتبعد أقرب منطقة عن الحمامات نحو 30 كم مما يجبر الزائر على دفع تكاليف تنقل مرتفعة نسبيا قد لا تقل عن 25 دينارا، عدا عن الكلف الأخرى، مما يسهم في الحد من اجتذاب السياح.

رسوم رمزية للاستجمام في برك السباحة

إدارة منتجع حمامات عفرا المعدنية تضع رسوما رمزية على زوار المكان لقاء استجمامهم داخل برك المياه الحارة. وتتوزع الرسوم المدفوعة على النحو التالي: 

• دينار على المواطن الأردني خلال ساعات النهار. 
• ثلاثة دنانير على المواطن الأردني خلال ساعات الليل. 
• خمسة دنانير على المواطن العربي في مختلف الأوقات. 
• ثمانية دنانير على السائح الأجنبي في مختلف الأوقات. 

أما الأطفال دون سن العاشرة فيمكنهم الدخول مجانا. 

وبين الخوالدة أن الرسوم المقطوعة من زوار المكان تعد رمزية مقارنة بمناطق سياحية أخرى توفر الخدمات ذاتها، موضحا أن إدارة المكان بدأت بعمليات ترويجية واسعة له على المستوى المحلي والخارجي، وهو ما من شأنه استقطاب السياح بأعداد أكبر خلال الفترات القادمة. 

طريق متعرج ومطالبات بتوسعته

يمر الزائر لحمامات عفرا المعدنية بطريق أسفلتي بالاتجاهين يعد ضيقا نسبيا؛ حيث يواجه السائقون صعوبة حينما تلتقي مركبتان على الطريق في الوقت ذاته. 

سكان محليون التقتهم حسنى طالبوا الجهات الرسمية ببذل جهود أكبر لتوسعة الطريق والحد من مخاطر وقوع حوادث سير لا تحمد عقباها؛ حيث يتسم المكان بوعورة جبلية تجعل وصول فرق الإنقاذ أمرا صعبا. 

ويحد الطريق من الجانب الأيمن واد عميق يضم العشرات من مزارع فاكهة الجوافة التي تتغذى على الينابيع الطبيعية ومياه سيل الوادي، حيث تُصدَّر منتجات تلك المزارع إلى السوق العالمي والمحلي؛ نظرا لجودتها.

تاريخ ديني لموقع الحمامات

وتحتوي منطقة حمامات عفرا المعدنية على تاريخ ديني كبير، حيث تضم مقام الصحابي فروة بن عمرو الجذامي الذي يعد أول شهيد في الإسلام، خارج حدود الجزيرة العربية. 

كما يضم المنتجع الكنيسة البيزنطية التي تعود إلى القرن السادس الميلادي والتي تتكون من ثلاثة كهوف متلاصقة توجد داخلها رسومات ومظاهر دينية. 

وقال الخوالدة إن حمامات عفرا تقع على أهم طرق الحج لدى الأنباط قديما، حيث كان علية القوم لدى الأنباط يزورون المياه الساخنة فور انتهائهم من الحج. 

ملتقى الطفيلة الإعلامي السياحي الأول

وانطلقت يوم الخميس الماضي الموافق لـ 28 من أيلول فعاليات ملتقى الطفيلة الإعلامي السياحي الأول بعنوان: "اكتشف سحر الطفيلة". 

ويهدف الملتقى إلى وضع محافظة الطفيلة في دائرة الضوء الإعلامي سياحيا واقتصاديا، وقد افتُتح تحت رعاية محافظ الطفيلة الدكتور هاني عبيد الشورة. 

يشارك في المؤتمر 40 إعلاميا دوليا ومحليا، مع حضور 100 شخصية اقتصادية وأكاديمية ومجتمعية من أبناء محافظة الطفيلة، ويأتي هذا المؤتمر بتنظيم من مركز منتدى العقبة الإعلامي بالتعاون مع هيئة تنشيط السياحة.

اقرأ المزيد.. الشاليهات في القرى، ترويح عن النفس أم إيذاء للغير؟