من هو عكرمة صبري إمام وخطيب المسجد الأقصى المبارك؟

الصورة
المصدر

من هو الشيخ عكرمة صبري ؟

ولد عكرمة سعيد عبد الله صبري في قلقيلية عام 1939 ، لعائلة معروفة بالتدين وحب العلم، حيث كان والده قاضياً شرعياً لبيت المقدس وعضو محكمة الاستئناف الشرعية، ولديه ثلاثة أبناء من الذكور، وابنتين، عروة بروفيسور بالشريعة الإسلامية وعميد كلية القدس، وعمار يعمل موظفاً بالتنمية الاجتماعية وحاصل على الماجستير في علم الاجتماع، فيما تعمل إحدى بناته محاضرة في جامعة ببيت لحم وهي حاصلة على الماجستير في علم الاجتماع وطالبة دكتوراه الآن، كما تخرجت ابنته الأخرى من جامعة مؤتة الأردنية بدرجة الدكتوراه، فيما قبض الله روح أحد أبنائه رحمه الله، ولدى الشيخ 15 حفيداً أكبرهم طالب دكتوراه في الشريعة الإسلامية وجميعهم داخل القدس.

تخرج عكرمة صبري من جامعة بغداد عام 1963 من قسم الدين واللغة العربية، وحصل على شهادة الماجستير في الشريعة من جامعة النجاح الوطنية في نابلس عام 1989، ثم حصل على شهادة الدكتوراه في الفقه العام من كلية الشريعة والقانون في جامعة الأزهر بمصر عام 2001.

في بدايات مسيرة الشيخ عكرمة عمل مدرساً في ثانوية الأقصى الشرعية بالقدس، وتولى إدارتها عام 1967، ثم انتقل إلى مجالات تربوية وعلمية عديدة، أبرزها عمله مديراً للوعظ والإرشاد في الضفة الغربية ومديراً لكلية العلوم الإسلامية في أبو ديس، ومفتياً عاماً للقدس وضواحيها والديار الفلسطينية حتى عام 2006.

خطبته الأولى في المسجد الأقصى قبل 49 عاماً 

يقول الشيخ عكرمة صبري ل حسنى "كانت أول خطبة لي يوم الجمعة الموافق 4/5/1973، وعندما صعدت أوّل درجة من درجات منبر صلاح الدين بالمسجد الأقصى في أوّل خطبة لي تذكرت القائد صلاح الدين، ولكنّي تذكرت بالثانية أستاذ مساق الوعظ حينما قال لي إن عليّ أن أنظر للمصلين على أنهم تلاميذي وأنا أستاذهم وأن لا أظهر لهم أي ارتباك، والحقيقة بأنني قمت بذلك، كانت قدماي تضربان بعضهما من هول المكان والزمان" يقول الشيخ، فلم يكن الشيخ قد تجاوز الثلاثين من عمره.

واستمر صاحب أطول مدّة كخطيب للمسجد الأقصى في التاريخ، في حديثه عن خطبته الأولى فقال "رغم أنني كنت بالثلاثين من عمري، إلا أنني اخترت موضوعاً جديداً ومهماً وغير اعتيادي، فكانت خطبتي الأولى عن هجرة الكفاءات المقدسية خارج فلسطين، حيث قمت بحث الآباء والأبناء للبقاء في القدس والرباط فيها، وفي حال الهجرة للخارج لأجل التعليم أن يكون بشرط العودة للقدس، وقد لاقت الخطبة استحساناً كبيراً من المصلين، الذين تحلقوا حولي بعد الخطبة للتعرف على هذا الشاب الثلاثيني".

تولى رئاسة الهيئة الإسلامية العليا ومنع أكثر من مرة من قبل المخابرات الإسرائيلية من الخروج من الأراضي الفلسطينية، باعتباره يشكل “خطرا على أمن الدولة”، ولما يشكله الشيخ عكرمة من دور في مواجهة الاحتلال كخطيب للمسجد الأقصى المبارك ورئيس للهيئة الإسلامية العليا بالقدس، ودوره الاجتماعي في مدينة القدس وفي العالم عموما.

يؤكد الشيخ صبري الذي نذر حياته من أجل القدس والمسجد الأقصى رغم تجاوزه الثمانين من العمر أن معركتنا مع العدو الصهيوني طويلة ولا تقاس بالسنوات، فالحروب الصليبية امتدت لمئتي سنة، وافتخر بأن عدد المقدسيين قد تضاعف ستّة مرات من 70 ألف مقدسي عام 1967 إلى قرابة 420 ألف نسمة اليوم، وهم يحرصون جميعاً على التواجد بالمسجد الأقصى المبارك ولكن حواجز الاحتلال بالبلدة القديمة وحول المسجد الأقصى تمنع وصولهم.

00:00:00