جلبة في الخارج الكل يركض ويصيح، الخوف استحكم منها، تشعر أنها مشلولة عاجزة عن النهوض وكلما تحاول الوقوف تنكسر أقدامها تحتها، تنادي على تلك
حزن عربي على رحيل فارس اللغة العربية نهاد الموسى
عمّ الحزن الوطن العربي بعد أن غيّب الموت، البروفيسور نهاد الموسى، أستاذ النحو العربي واللسانيات العربية بالجامعة الأردنية، وعضو المجمع اللغوي، إذ أحدث خبر وفاة الموسى مساء يوم الجمعة عن عمر تجاوز 80 عاما، حالة حزن كبيرة عبر منصات التواصل الاجتماعي في عموم الوطن العربي، كونه من الشخصيات العلمية البارزة وأحد أهم أعلام اللغة العربية، والمدافعين عنها وقد نعاه رواد كثر في تغريدات عبر تويتر.
من هو نهاد الموسى ؟
ونهاد الموسى رحمه الله، من مواليد مدينة يافا الفلسطينية، عام 1942 وعلى مدار 45 عاماً ارتبطت سيرته بالجامعة الأردنية، شغل فيها رتبة الأستاذية. ومنذ عام 1969 وهو يعمل في مجال التدريس في الجامعة الأردنية، وشغل فيها هذه المناصب:
- رئيس قسم الدراسات العليا للعلوم الإنسانية والاجتماعية 1990
- رئيس قسم اللغة العربية وآدابها (1991/1992 و2007/2008)
- نائب عميد كلية الآداب (1994)
- عميد كلية الآداب (2010).
- عمل مدرّسا في جامعة الملك سعود (1982)، وجامعة الكويت (1988)، وجامعة الإمارات (1993)، وجامعة البنات الأردنية “البترا” (1998)، وجامعة العلوم الإسلامية العالمية.
- عمل مستشارا لمنظمة “اليونسكو” لتعليم العربية في الصين (1983)، ورئيسا للجنة خبراء اللغة العربية في مؤتمر التطوير التربوي في الأردن (1987)، وخبيرا في اللغة العربية لدى مؤسسة التطبيقات التكنولوجية بـواشنطن (1994/1995، و2000).
وتتلمذ على يدي نهاد الموسى رحمه الله ، الكثيرون في المجالين التعليمي والجامعي، وأشرف الموسى على زهاء سبعين رسالة جامعية لدرجتي الماجستير والدكتوراة في اللغة العربية وظواهرها وقضاياها.
نشر دراساته المبكرة في النحو العربي، في الدوريات الجامعية الأكاديمية، ومن مؤلفاته في هذا الشأن، كتابه: (في تاريخ العربية: أبحاث في الصورة التاريخية للنحو العربي)، وكتابه: (الصورة والصيرورة: بصائر في أحوال الظاهرة النحوية ونظرية النحو العربي).
وقد رفد دراساته بمنظور لساني حديث، فوضع كتابه: نظرية النحو العربي في ضوء مناهج النظر اللغوي الحديث (1980)، وكشف فيه عن وجوه الشبه بين أنظار النحاة العرب وأنظار علماء اللسان المحدثين.
كما استضاء نهاد الموسى باللسانيات التطبيقية والتخطيط اللغوي، فرسم مشروعا لحل مشكلة الازدواجية في العربية، بكتابه: قضية التحول إلى الفصحى في العالم العربي الحديث (1987)، وعمل خبيرا للغة العربية، لدى مؤسسة التطبيقات التكنولوجية في واشنطن في برنامج الترجمة الآلية، ووضع في هذا الشأن، كتابه: العربية نحو توصيف جديد في ضوء اللسانيات الحاسوبية (2000).
أسهم نهاد الموسى في تطوير مناهج اللغة العربية
وانشغل بقضايا اللغة العربية في العصر الحديث، فأنشأ في ذلك، كتابه: الثنائيات في قضايا اللغة العربية من عصر النهضة إلى عصر العولمة (2003)، وكتابه: اللغة العربية وأبناؤها: أبحاث في قضية الخطأ وضعف الطلبة في اللغة العربية (1985).
وحين شاعت مقولة موت اللغات، أنشأ كتابه: اللغة العربية في العصر الحديث: قيم الثبوت وقوى التحول (2007).
أسهم نهاد الموسى في تطوير مناهج اللغة العربية وتأليف كتبها، في الأردن وعُمان واليمن، وكان رئيسا للجنة خبراء اللغة العربية في مؤتمر التطوير التربوي في الأردن (1987)، ومستشارا لفرق تأليف كتب اللغة العربية نحو الاقتصاد المعرفي (2004/ 2005) في الأردن.
كان الموسى عضوا في هيئات التحرير لعدد من الدوريات الأكاديمية، وعضوا في لجنة تحكيم جائزة الملك فيصل، وهو عضو في مجلس أمناء جامعة إربد الأهلية، وفي مجلس أمناء مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية.
وأفرد له الأكاديمي الأردني وليد العناتي كتابا مستقلا تقديرا لجهوده في تعليم العربية ، عنوانه: نهاد الموسى وتعليم اللغة العربية: رؤى منهجية، وصدرت طبعته الأولى عن وزارة الثقافة في الأردن (2005).
كما أعد بعض تلاميذه ونخبة من زملائه، كتابا تكريميا له، أصدره مركز دراسات الوحدة العربية (2011)، عنوانه: آفاق اللسانيات (دراسات، مراجعات، شهادات)، كما أعدت باحثة في جامعة الخليل بفلسطين رسالتها للماجستير عن جهوده اللغوية (2011).
من مؤلفاته في تاريخ العربية، نظرية النحو العربي، وقضية التحول إلى الفصحى، والعربية نحو توصيف جديد، وقيم الثبوت وقوى التحول.