حذرت وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية المواطنين اليوم الخميس من الانسياق وراء إعلانات الحج الوهمية التي تزعم تنظيمها رحلات بتأشيرات
نظام جديد لتنظيم الزوايا والتكايا في الأردن

النظام جاء لضبط التصوف بعد تجاوزات أدعياء الطرق
أوضح أمين عام وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، عبدالله العقيل لـ حسنى اليوم الإثنين، أن الأسباب الموجبة لوضع نظام الزوايا والتكايا الذي يهدف إلى تنظيم الزوايا والتكايا والطرق الصوفية في المملكة، جاءت بعد تصاعد الشكاوى والانتهاكات المتعلقة باستغلال التصوف لأغراض شخصية أو تجارية.
أكد العقيل أن النظام الجديد معروض حاليا على الموقع الإلكتروني لديوان التشريع والرأي، ويتم تلقي الملاحظات من المواطنين والمتخصصين، بهدف ضمان تمثيل وجهات النظر المختلفة وصياغة نظام متوازن.
يشار إلى أن مجلس الوزراء قرر أمس الأحد، الموافقة على الأسباب الموجبة المتعلقة بنظام الزوايا والتكايا والطرق الصوفية لسنة 2025 تمهيدا لإرساله إلى ديوان التشريع والرأي لإبداء الملاحظات عليه قبل المضي في إقراره حسب الأصول.
دوافع نظام الزوايا والتكايا ومحاذير من التأويل
أوضح العقيل أن نظام الزوايا والتكايا لا يزال في مرحلة الأسباب الموجبة، وقد تم رفعه إلى ديوان التشريع والرأي لعرضه على العامة والنقاش المجتمعي، مؤكدا أن الهدف من النظام ليس فرض القيود أو الرسوم، بل تحقيق الشفافية ومنع التجاوزات، مشددا على أن الغاية هي التنظيم لا التضييق.
طمأن العقيل المواطنين بأن النظام لا يسعى للتضييق على الحريات الدينية، وإنما لتنظيم المؤسسات التي تدعي التصوف وتدعو الناس للالتحاق بها، مشيرا إلى أن إقامة زاوية أو تكية أو طريقة صوفية يجب أن تكون مرخصة رسميا وتخضع للرقابة، حماية للمجتمع من المتلاعبين.
استغلال التصوف يفرض التحرك
أشار العقيل إلى أن بعض المنتسبين للتصوف أساؤوا استخدام هذا الاتجاه الروحي العميق، وظهر أدعياء ودجالون يستغلون مظاهر التصوف لكسب مكانة اجتماعية أو الاستيلاء على أموال الناس، ما دفع الوزارة للتحرك من أجل حماية الصورة الحقيقية للتصوف الإسلامي.
وأوضح أن التصوف في أصله مرتبة إيمانية راقية تقوم على الزهد وتهذيب النفس والسمو الروحي، وأن الكثير من كبار العلماء كانوا صوفيين في نهجهم، داعيا إلى عدم السماح بتشويهه أو العبث به.
الترخيص ضرورة لمنع الفوضى
أكد العقيل أن إنشاء أي زاوية أو طريقة صوفية ودعوة الناس إليها يجب أن يتم تحت إشراف وترخيص رسمي، مبينا أن ذلك حق قانوني ودستوري لحماية المجتمع من الممارسات غير المشروعة أو الانحرافات العقدية.
وأوضح أن الصوفية ليست فكرة تولد فجأة، بل لها أصول وامتداد تاريخي، وضرب مثالا القائد صلاح الدين الأيوبي وارتباطه بالطرق الصوفية.
وشدد على أن الطريقة الصوفية ليست حالة فردية تنشأ فجأة، بل لها أسانيد وسلاسل متوارثة، وليست مفتوحة لمن هب ودب ليؤسس زاوية أو يلقن الناس أورادا باسم الدين.
التكايا ومؤسسات الإطعام: بين العبادة والتنظيم
تحدث العقيل عن التكايا بوصفها أماكن تقدم فيها وجبات الطعام، وغالبا ما تكون مرتبطة بالزوايا الصوفية. وأكد ضرورة تنظيم هذه المؤسسات الخيرية، خصوصا في ظل انتشار مبادرات فردية غير خاضعة للرقابة، قد تستغل لأغراض أخرى مثل التهرب الضريبي، أو يدار دون رقابة صحية أو اجتماعية، رغم نوايا الخير.
وقال إن الوزارة تسعى لتنظيم عمل التكايا بالتعاون مع صندوق الزكاة وبناء على دراسات اجتماعية، لتوجيه جهود المحسنين نحو الفئات الأكثر حاجة، وضمان سلامة الغذاء وتوزيعه بشكل منظم وعادل.
وأوضح أن بعض الأشخاص يقدمون الطعام بشكل موسمي أو دائم، دون معرفة الجهات الرقابية بمصدر التمويل أو المستفيدين، مشددا على ضرورة ربطها بصندوق الزكاة والدراسات الاجتماعية لتوجيه الإطعام إلى مستحقيه وضمان سلامة الغذاء.
انخفاض كبير في شكاوى موسم الحج
في سياق آخر، أشاد العقيل بموسم الحج الأخير، مؤكدا أنه شهد انخفاضا ملحوظا في الشكاوى مقارنة بالسنوات الماضية، وأنه سيتم قريبا عقد اجتماع لتقييم الموسم بمشاركة المواطنين والشركات والحجاج.
اقرأ المزيد.. موسم حج ناجح بلا شكاوى كبرى من الحجاج