معلمون يوجهون رسالة للملك للمطالبة بحل قضية نقابتهم

الصورة

الموقون على الرسالة 265 معلما وما زال التوقيع مستمرا

المصدر

وجه معلمون رسالة الى الملك عبدلله الثاني قالوا فيها إن نقابة المعلمين لم ولن تتجاوز صلاحياتها ولم تخالف أحكام الدستور والقوانين المعمول بها، وإن كان شاب المشهد ما شابه، من أخطاء متراكمة، ومن كل الجهات بلا استثناء، غشاها سوء فهم وسوء التقدير، وغبش في القراءة وارتجال في التحليل واختلال في الإدارة.

وشدد المعلمون على أن ما حصل من إجراءات من قبل الحكومة السابقة بحق نقابة المعلمين من إغلاقٍ للنقابة، واعتقال مجلسها، ومئات المعلمين والمعلمات، وإحالة العديد منهم إلى الإستيداع والتقاعد المبكر، دون أسباب قانونية، قد شكل صدمة كبيرة طالت كل مكونات المجتمع الأردني، وذهب صداها -سلبا- خارج حدود الوطن، وأثارت الدهشة والاستغراب لأنها -ولأول مرة- أظهرت النهج السياسي والإداري في الدولة الأردنية، خارج حدود سيرورتها التاريخية.

 و قال الموقعون على الرسالة إن ما جرى ، من حراك لا يعدو حدود معلم عبر عن رأيه، محاولا إسماع صوته حين أغلقت أمامه السبل، بصورة حضارية راقية شهد لها القاصي والداني، ومعمول بها في كل الدول الديمقراطية المتقدمة، والنظم الرشيدة والمجتمعات الراقية. 

فريحات : النقابة تعرضت لظلم من مختلف السلطات دون سند قانوني و هناك تعنت في التعامل معها

بدوره قال المستشار القانوني للنقابة المحامي بسام فريحات لـ حسنى أن رسالة المعلمين للملك حق دستوري لكل مواطن بمخاطبة السلطات الدرستورية والملك هو رأسها .

وأضاف بأن المعلمين تعرضوا لظلم كبير من خلال إجراءات الحكومة المختلفة دون أي سند قانوني وقد بذلت النقابة كل جهد بالتواصل مع الجهات المختلفة مشددا ان هناك تعنتا رسميا في التعامل مع المعلمين.

وتاليا نص الرسالة :

بسم الله الرحمن الرحيم 
رساله من الهيئة العامة لمعلمي المملكة الأردنية الهاشمية، إلى سليل الدوحة  الهاشمية جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين أعزك الله وأبقاك.
سيدي 
ما أحوجنا اليوم والوطن يمر بهذه الظروف العصيبة، ملكاً وحكومة وشعباً ومؤسسات الدولة الرسمية والمدنية، أن نطوي صفحة الماضي ونفتح صفحة جديدة ملؤها الأمل والتفاهم والتعاطف والترابط الوطني العميق، لنصمد أمام التحدي المصيري، الذي تواجهه المملكة داخلياً وخارجياً، لنصون هذا الوطن ونحمي هذا المنجز العزيز . وتتشابك أيدينا وننظر للأمام، آملين أن نصون نسيج العائلة الأردنية الواحدة، ونقارب ما بين القلوب ونجمع العقل إلى العقل والجهد إلى الجهد لنواجه التحدي ونتجاوز الأزمات، مما يستدعي أن نغوص في عمق المعاناة ونراجع القرارات ونعيد تقدير الموقف لكثير من الملفات، لتلافي كل المعيقات التي من شأنها أن تحد من قدرتنا على الإجتياز نحو استئناف  العطاء الحضاري، لهذه البقعة العزيزة على قلوبنا جميعا.
سيدي 
إننا نؤمن نحن معلمو الأردن وتجتمع آراؤنا على أهمية ومحورية العملية التربوية في صنع الإنسان وتشكيل اللبنة الأولى في بناء الدولة، وذلك بتأهيل الفرد لأجل تلبية متطالبات مجتمعه وعالمه، وهي أولى عوامل التغيير ومصدر النهضة و التقدم في كل الأمم والمجتمعات الإنسانية عبر التاريخ.
ومن هذا المنطلق، أردنا أن تكون نقابتنا مؤسسة مجتمع مدني، حقيقيةً شكلاً ومضموناً، مميزةً لهوية المعلم وكيانه، تؤمن بالحرية وتمارس العطاء بمسلك الإنفتاح على الجميع والعمل بروح المسؤولية، خدمة للدولة والمجتمع والوطن.
ونتيجة لأوضاع المعلم المهنية والمعيشية المتردية وغياب احترام وتقدير دوره في بناء الفرد ونهضة المجتمع جاءت مطالبنا لنؤكد على انتمائنا المطلق لوطننا ، وحرصنا على رفع سوية التعليم ومهنية المعلم والنهوض بهما وتطويرهما ليرقيا إلى أسباب الحضارة ويمتلكا القدرة للنفاذ إلى عصر المعلومات ومجتمع المعرفة .
ونؤكد هنا لجلالتكم أن نقابتنا -وهي بصدد تحقيق ذلك- لم ولن تتجاوز صلاحياتها، ولم تخالف أحكام الدستور والقوانين المعمول بها، والتي هي محل للإحترام والتقدير والإجلال، وإن كان شاب المشهد ما شابه، من أخطاء متراكمة، ومن كل الجهات بلا استثناء، غشاها سوء فهم وسوء التقدير، وغبش في القراءة وارتجال في التحليل واختلال في الإدارة، وتعجل في القرارت وتتابعها، ما أخرج المركبة عن جادتها وضاعف الأزمة.
 إن ما جرى سيدي، من حراك لا يعدو حدود معلم عبر عن رأيه، محاولا إسماع صوته حين أغلقت أمامه السبل، بصورة حضارية راقية شهد لها القاصي والداني، ومعمول بها في كل الدول الديمقراطية المتقدمة، والنظم الرشيدة والمجتمعات الراقية. 
 يا جلالة الملك، إن ما حصل من إجراءات من قبل الحكومة السابقة بحق نقابة المعلمين من إغلاقٍ للنقابة، وإغلاق فروعها، واعتقال مجلسها، ومئات المعلمين والمعلمات، وإحالة العديد منهم إلى الإستيداع والتقاعد المبكر، دون أسباب قانونية، قد شكل صدمة كبيرة طالت كل مكونات المجتمع الأردني، وذهب صداها -سلبا- خارج حدود الوطن، وأثارت الدهشة والاستغراب لأنها -ولأول مرة- أظهرت النهج السياسي والإداري في الدولة الأردنية، خارج حدود سيرورتها التاريخية، وعقدها الاجتماعي في الإدارة والحكم والتعاطي مع الأزمات،  وهو ما ميزها على مدى المئة عام المنصرمة وأسهم في إرساء قواعدها وثبت اركانها فعبرت المرحلة بأقصى درجات الأمن والإستقرار، وهذا ما لم تعرفه أغلب دول الإقليم في منطقة تموج بالفتن والإضطرابات.
 نعم سيدي، لقد جاءت الإجراءات خارج سياق المألوف، إذ لم تعهدها الدولة الأردنية على مر تاريخها، وهي التي لطالما رعت واحتوت وسددت وقاربت وحولت منعطفاتها وتحدياتها إلى روافع وفرص للبناء والتعمير والتصليب لبنية الدولة والمجتمع، والمؤسسات الرسمية والمدنية: أحزاباً ونقابات وتيارات على حد سواء.
سيدي ونحن نكتب لجلالتكم هذه الرسالة نؤمن أنكم حريصون على أن يَعمُرُ مجال وربوع الوطن بالأمن والاستقرار، وتسلكون في المناصحة رشيد المنهج وقويمهُ ، ذابّاً عن حَوزِة الوطن مرامياً ومدافعاً عن أبنائه ومؤسساته ، نتطلع سيدي بما تتمتع به من حاكمية رشيدة وحكمةٍ وفيره أن تنظر بوافي الملاحظة والإهتمام إلى قضية المعلمين بما يقتضيه التوفيق بعقدك وحلك ، والإعتضاد بالحق والعداله بما تهمُّ به من النقض والإبرام . 
أطال الله بقاءكم وأدام عزكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوانكم عن الهيئة العامة للمعلمين
الرسالة مفتوحة لمن يرغب باضافة اسمه من الزملاء والزميلات
شخصيات ذكرت في هذا المقال
00:00:00