انتخابات البلديات ومسؤوليات الناخب والمرشح

الصورة

بقلم: الدكتور صالح نصيرات

آخر تحديث

"إن خير من استأجرت القوي الأمين".. قبل أسابيع قليلة جاء قرار الهيئة المستقلة للانتخابات لإجراء الانتخابات البلدية في 22 آذار من العام المقبل 2022، وهذا القرار أدى إلى قيام أعداد كبيرة من المهتمين بالشأن المحلي بالتحضير للمشاركة في الانتخابات سواء أكان مرشحا أم ناخبا.

مسؤولية الناخب أكبر من مسؤولية المرشح

ولا يغيب عن بال المواطن أن الانتخابات البلدية مهمة ولها آثارها على الخدمات المقدمة له ولمنطقته والتي تراجعت كثيرا في الآونة الأخيرة.

ولأن المرشح يسعى إلى النجاح كعادة كل مرشح في أي انتخابات، فإن مسؤولية الناخب أكثر بكثير من مسؤولية المرشح، وعليه فإنني أرى أن يضع الناخب في اعتباره عددا من المعايير التي على أساسها يقوم باختيار المرشح، وهذه المعايير ليست نهائية فلكل فرد الحق في إضافة ما يراه مناسبا من معايير.

وعلى الناخبين أن يكون همهم من المرشح القيام بمهماته على أكمل وجه، ولا يترددوا في اللقاءات الانتخابية في طرح الأسئلة الاستقصائية وطلب المعلومات الصحيحة وعدم الركون إلى الكلام المعسول والتودد الذي يظهره مرشحون خلال حملاتهم، وأدعوا هنا الناخبين إلى الترفع عن حضور الولائم والابتعاد عنها حتى لا ينطبق عليهم المثل الشعبي "اطعم الفم تستحي العين".

الكفاءة والخبرة

وتعني القدرة على القيام بالمهمة المناطة بالمرشح بعد نجاحه/ نجاحها، والقدرة  هي مجموع المهارات والخبرات التي يتوفر عليها المرشح لتحقيق ما أعلنه/ أعلنته من وعود خلال فترة الانتخابات، والمهارات متنوعة منها ما يتعلق بالقدرات القيادية من صبر وأناة وسعة أفق وحشد الطاقات وتوفير مناخ إيجابي في المكان، بالإضافة إلى الخبرة في إدارة العمل بشكل يحقق أهداف المواطن.

الأمانة ونظافة اليد

العمل العام يحتاج إلى أهل الأمانة الذين يحافظون على المال العام ويخافون الله سبحانه ولا يجعلون من هذا المنصب فرصة للتربح من مال الأمة، وليعلم المرشح أن ما سيأخذه من مال حرام سيكون وبالا عليه وعلى أسرته وعلى الوطن، ومن الأمانة عدم استغلال ما يتوفر لدى البلديات من معدات وقوى بشرية لتحقيق أهدافه الخاصة.

العدل في توزيع الخدمات

وهذا مهم وضروري لأن التحيز لصالح أفراد من الأقارب أو المحاسيب أو المقربين جريمة بحق الآخرين، فكل مواطن عليه مسؤوليات لا يتردد في القيام بها، فهو يلتزم بالقانون ويدفع المستحقات المترتبة عليه، ومن حقه الحصول على الخدمات دون ظلم أو تحيز.

الشعور الحقيقي بأنه خادم لمدينته أو منطقته

من يأتي للعمل العام يجب أن يستشعر عظم المسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى، وأنه محاسب على التقصير، إذ لا تخفى على الله سبحانه خافية، وشعوره بأنه خادم لأهله ومواطنيه يعني تخليه عن الشعور بأنه فوق الجميع والتكبر على الفقير ومن لا سند له، وإهمال المناطق التي يسكنها الفقراء والتركيز على مناطق الأغنياء وأصحاب النفوذ.

عدم استغلال الوظيفة لإرضاء أصحاب النفوذ 

هناك من يترشح للبلديات لتكون معبرا للمجلس النيابي أو الوزارة، وهذا من حقه أن يطمح وأن يحقق ما يريد ولكن ليس على حساب الفقراء والمستضعفين، فبعض من موظفي العمل العام لا يكون همه سوى إرضاء أصحاب النفوذ بمحاباتهم والتزلف إليهم بخدمات يجب أن تكون للجميع دون تمييز.

اختيار القوي الأمين

أن يختار من الموظفين الأكفأ والأمين، وليس أبناء عشيرته أو من وقف إلى جانبه في حملته الانتخابية، فهذه جريمة يجب أن تتوقف.

الأكثر قراءة
00:00:00