من الذي عرّب قيادة الجيش الأردني؟

الصورة
مقال غيث القضاة | من الذي عرب قيادة الجيش الأردني
مقال غيث القضاة | من الذي عرب قيادة الجيش الأردني

بقلم غيث القضاة | المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

تساءلتْ جريدة الكفاح الإسلامي في بعض أعدادها في الخمسينيات (وهي الصحيفة التي كانت تمثل جماعة الإخوان المسلمين، ويرأس تحريرها يوسف العظم رحمه الله) بافتتاحيتها بسؤال جاء بعد تعريب الجيش الأردني عام 1956:(من الذي طرد كلوب باشا؟) فأكدت الصحيفة قائلة: "للحقيقة والتاريخ أن (الحُسين) رحمه الله كان مرآة صادقة لنفسيّةِ شعبه في تلك القضية الخطيرة والحساسة، فانعكست صُور من نضال الشعب الأردني وتضحياته الجسام وبطولاته الخالدة على صفحة ( المليك الشاب) المتوثب، وامتدت يداه لتطيح بالأخطبوط وتلقي به لما وراء البحار!

وقد علّقت (الكفاح الإسلامي) أيضا في أحد أعدادها قائلة (إلى غير رجعة يا أبا فارس)، إلى غير رجعة أيها السيف (المُر) الذي كان مقبضه في لندن ونصلهُ في عمان! حيث كانت المسيرات الشعبية الحاشدة الواعية سياسيا حينها وقبل تعريب الجيش تجوب شوارع عمان وإربد والكرك والمدن المختلفة تطالب بطرد قائد الجيش والتخلص من التبعية وبقايا الاستعمار.

أشار الحُسين (رحمه الله) في أحد خطاباته بعد طرد (كلوب باشا) قائلا: "بأنه قد عرّض حياته للخطر في سبيل (تعريب الجيش) وأنه لن يتغير أبدا وأنه قد كان مع الشعب ومن الشعب" وفي نفس الوقت دعت (الكفاح الإسلامي) في أحد مقالاتها أيضا إلى إخراج (روح) كلوب من حياة الأردنيين جميعا حيث كانت روحه تسري في نفوس بعض المنافقين والمتملقين، ولعلها مازالت تسري في نفوس البعض حتى هذه الأيام!

تعريب قيادة الجيش.. إرادة الحسين والشعب

نعم كان قرار تعريب قيادة الجيش بإرادة من الحسين وبإرادة شعبية كذلك دعمت هذا التوجه لدى القائد وأيدته فالتقت الإرادتان وأثمرت عن هذا التصرف السياسي الذي بقي في ذاكرتنا.

صورة تجمع كلوب باشا مع الملك عبد الله الأول

تذكرُ الروايات الشعبية قصة من قصص سريان روح النفاق والتملق عند بعض أفراد المجتمع، ذلك عندما دُعي الملك عبد الله الأول رحمه الله إلى طعام غداء عند أحد زعماء البدو وكان برفقته (كلوب باشا) أو ما كان يسميه بعض البدو- نفاقا- (الصاحب)، وعندما وصل الملك عبد الله إلى مضارب البدو استقبله الناس وأخذ يسأل عن حاجاتهم ومشاكلهم وأخذوا يبثون له الشكوى، وعندما حضر الطعام نظر الملك عبد الله إلى هذا الشيخ وقال: (ما شاء الله.. الخير كثير يا شيخ! فردَ هذا البدوي ردا فيه تملق شديد (لكلوب باشا) وقال: هذا من خير الله.. وخير الصاحب!) فغضب الملك عبد الله ونَفض يديه من الطعام وقال بلهجة بدوية حادة: (خَسِيتْ..إنتْ.. والصاحب) وعاد الملك أدراجه إلى عمان وقد امتلأ صدره غضبا على هذا البدوي المتملق وعلى (أبو حنيك) كما كان يسمى عند من يكرهون (كلوب).

نرفع تحية للجيش العربي الأردني الذي يدافع عن الوطن والذي قدّم ويقدم الغالي والنفيس لأجل الأردن، وتحية لكل النشامى الذين امتلأت صدورهم بحب الوطن، وتحية لمن يقفون ويسهرون في الثغور وتحية لحرس حدودنا وحُماته وحُراس أمننا من الأجهزة المختلفة، ونتطلع إلى اليوم الذي نتحرر فيه من كل تبعة سياسية أو اقتصادية أو أمنية تُكبلنا أو تُقيدنا أو تُغذي بقايا الاستعمار فينا.

الأكثر قراءة
00:00:00