صحفي رياضي، مقدم برنامج في التسعين
طائر الفينيق "المغربي" يحلق بالحلم العربي
بقلم أحمد شريف | المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
عندما ارتقى مهاجم المنتخب المغربي نصيري في سماء البرتغال ليلة أمس ودكّ مرماها دكّا، لم يكن يحلق وحيدا، فقد حلقت الأمة العربية معه فرِحةً بإنجاز غير مسبوق لا للكرة المغربية ولا للعربية.
وما الفرحة التي عاشها المواطن العربي من المحيط إلى الخليج إلا دليلا صارخا على تعطش أبناء العروبة جميعا لمجد غاب طويلا، وأشرقت شمسه من المغرب العربي ترفل بقميصها الأحمر في أرض قطرية.
قدرات عربية تكبح جماح الغرب
فوز المنتخب المغربي الشقيق على نظيره البرتغالي لم يكن الحدث فقط، فقيمة هذا الفوز المعنوية للمواطن العربي المحطم والمنهك نفسيا وماديا كانت أضعافا مضاعفة، فلأول مرة يشعر العربي بأنه يتفوق على الغرب، ويشعر بقدرته على كبح جماح كبرياء الغرب الحاقد، فالفوز رياضي لكن قيمته كانت في استعادة المواطن العربي ثقته بأنه قادر على كسر القيود الغربية مهما تفوقت تكنولوجيا وماديا واجتماعيا.
المنتخب المغربي فاز بالمباراة، والكرة العربية كسبت التحدي، وبالتالي فاز العرب جميعا، فاز العرب لأنهم قبل كل شيء تمكنوا من فرض ثقافتهم لأول مرة على العالم كله، ولم يرضخوا لإملاءت الغرب المقيتة، وقدمت الشقيقة قطر التي آمنت بعروبتها والتزامها تجاه قضايا الأمة مونديالا نموذجيا من الألف إلى الياء، شهد له القاصي قبل الداني، وفي مقدمتهم الذين حاولوا بشتى الوسائل تشويه هذا الإنجاز العربي التاريخي.
فوز المنتخب المغربي يزيد الطموحات
فاز العرب أيضا رياضيا بعد أن حوّل الأشقاء المغاربة الحلم إلى حقيقة، وحوّلوا مشاركة أكبر فرق أوروبا إلى كابوس سيطاردهم على الأقل في السنوات الأربع القادمة، وساهم تحليق طائر الفينيق المغربي في سماء الدوحة في رفع سقف الطموحات العربية لخطف اللقب الأغلى في تاريخ العرب، فالحلم بات على بعد خطوتين فقط.
شمس الكرة العربية أشرقت من المغرب، وانتصار عربي هام به من لم يهم، ونظم فيه الشعر من لم يشعر، فنجوم المغرب تلألأت كالجواهر، وكل نجم منهم اختال على البساط الأخضر كسيف استل من غمده، فحق لهم أن يتمختروا بتاج الفوز على رؤوسهم فخورين بما أنجزوه في دوحة العرب، وأثبتوا أنه مونديال العرب حقا.