الملك يكرم أمهات أسود الأطلس.. عيد الأم بطريقة مغربية

الصورة
تكريم منتخب المغرب مع أمهاتهم
تكريم منتخب المغرب مع أمهاتهم

بقلم أحمد شريف | المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

آخر تحديث

تستوقفنا المبادرة الرائعة وغير المسبوقة التي تجلت في استقبال ملك المغرب محمد السادس للاعبي ومدربي وإداريي منتخب المغرب لكرة القدم بحضور أمهاتهم ليشاركن في الفرحة، ويشهدن بأعينهن وقلوبهن لحظات تقليد أسود الأطلسي أعلى الأوسمة من الملك.

التكريم الملكي للاعبين كان على أعلى مستوى، ويستحقونه بالفعل بعد أن سطروا إنجازا فريدا للكرة العربية والمغربية في كأس العالم، لكن التكريم الحقيقي كان لمن أنجب هؤلاء الأبطال، للأمهات اللواتي سهرن الليالي الطوال من أجل تأسيس وإعداد أبنائهن لخدمة الوطن كان لحضورهن في الملعب أثر كبير في تحفيز أبنائهن على العطاء فوق البساط الأخضر لتكتمل لوحة الإنجاز بحضور النجوم وأمهاتهم.

تخيلوا معنا

لو قدر لنا أن نسأل الأمهات عن شعورهن وهن يتابعن فلذات أكبادهن يتألقون في الملعب، وينتقلون من انتصار إلى آخر في المونديال، أو عن شعور كل أم منهن بحضرة التكريم الملكي، فهل لنا أن نتخيل الإجابة.

نعتقد أن الكلمات قد تعجز عن وصف فرحة الأمهات واعتزازهن بأبنائهن، وما قدموه مع أسود الأطلسي في مباريات كأس العالم، ونجزم أن الصور التي تناقلتها وكالات الأنباء العالمية لهن وهن يستقبلن أبناءهن بالأحضان في مدرجات الملاعب المونديالية أو الرقصات الاحتفالية معهم بعد الانتصارات التاريخية كانت توثيقا لعلاقة سامية تجمع الأبناء بأمهاتهم، هذه العلاقة التي يفتقدها الغرب ليس على الصعيد الرياضي فقط وأنما في أغلب مجتمعاتهم.

منتخب المغرب.. درس في بر الوالدين

هذه اللوحة الجميلة التي عايشناها في مونديال قطر لأول مرة في ملاعب الكرة، بدأ التجهيز لها بطلب من المدرب المغربي وليد الركراكي الذي طلب من الاتحاد المغربي اصطحاب اللاعبين لعائلاتهم خاصة أمهات اللاعبين، لما لهذا الإجراء من أثر كبير على نفسية اللاعبين، كيف لا وهم يلعبون بحضرة الأمهات اللواتي تعبن في تربية وتنشأة هذا اللاعب في ظروف صعبة، خاصة في الغربة.

وسيبقى العالم شاهدا على تصرفات لاعبي المغرب الكبار، فهذا اللاعب أشرف حكيمي، نجم باريس سان جيرمان يسرع إلى والدته ويقبل رأسها فرحا وردا للجميل واعتزازا بها، قبل أن ينبهر العالم بأجمل جزء عاطفي معبر في اللوحة المغربية برقصة اللاعب سفيان بوفال مع أمه وتقبيله لراسها عدة مرات، هذه اللوحة التي بعثت برسالة أخلاقية وتربوية مفادها أن الشهرة والأضواء والملايين لن تغير أو تبدل في حبهم واحترامها لأمهاتهم، إن بركة رضا الوالدين فيها الخير المؤكد للناس، لاعبين أو غيرهم.

أين نحن منهم؟

هنا لا بد لنا من إجراء مقارنة بسيطة بين ما شاهدناه من طرف لاعبي المنتخب المغربي في الملاعب القطرية وبين التكريم الملكي لأمهات اللاعبين، وبين ما شهدناه مع كل أسف في ملاعبنا في منافسات دوري المحترفين في الموسم الماضي.

شتان بين ما عشناه موندياليا وبين عشناه محليا، فعندما اشتد التنافس بين أنديتنا على لقب البطولة، خرجت بعض الجماهير، وهم بحمد الله قلة، خرجت عن النص الرياضي وكالت الشتائم لأمهات بعض اللاعبين متذرعين بشراسة المنافسة بين اللاعبين، لدرجة أن بعض اللاعبين وهم من نجوم منتخبنا الوطني قرروا الاعتزال والابتعاد عن الملاعب احتراما لمن ربته ورعته صغيرا وكبيرا.

نأمل أن تكون اللوحة المغربية في الملاعب القطرية درسا للاعبينا وجماهيرنا لاحترام خصوصية العلاقة التي تربط الاعبين بأمهاتهم، وهي العلاقة السامية التي أمرنا الله بها وتلتزم بها الأغلبية الساحقة من مجتمعنا الأردني البار، لكنها دعوة لأولئك الذين يحاولون إرهاب اللاعبين بشتم أغلى ما لديهم، بالتوقف عن هذه الممارسات التي لا تمت لديننا ولا مجتمعنا الشهم الأصيل بأية صلة.

الأكثر قراءة
00:00:00