ماذا تعني كمية الأجسام المضادة؟
بقلم حسام أبو فرسخ
الكثير من الناس لا يعرفون، ماذا تعني كمية الأجسام المضادة من الكورونا، لذلك أجد من المناسب عرض مثال واقعى لمعرفة دلالات نتائج الفحوصات من خلال هذين المثالين:
الحالة الأولى تقول: كنت قد أخذت جرعتي لقاح سينوفارم الصينى قبل مدة، وبعد تلقي الجرعتين وصلت الأجسام المضادة عندي إلى 27 وحدة، وبعد نحو 6 إلى 9 أشهر نزلت وحدات (الإيجابي فوق 4 وحدات). ثم أخذت لقاح فايزر الجرعة المعززة، ووصلت الأجسام المضادة بعد شهر إلى 149 وحدة.
الحالة الثانية: زميل لي أخذ جرعتي لقاح سينوفارم الصينى، ثم أصيب بالكورونا ففحص بعد 3 أسابيع في المختبر في نفس الوقت وكانت الأجسام المضادة هي 16 (إيجابي).
السؤال الأهم: من الأكثر حماية من التعرض إلى إصابة جديدة بالكورونا (خاصة أوميكرون) أنا أم هو؟
الجواب ببساطة : هو أكثر حماية من الإصابة بكورونا وخاصة سلالة أوميكرون بناء على المعطيات التالية:
- الأجسام المضاد التي فحصت هي فقط لنوعين من البروتينات المنظمة التي ينتجها الجسم ضد كورونا ونعلم أن الفيروس يمتلك أربعة بروتينات منظمة و16 بروتين غير منظم. فهو في الغالب عنده من الأجسام المضادة لكل مكونات الكورونا (البروتينات المنظمة وغير المنظمة) كما هو متوقع من مناعة الجسم، بينما أنا لدي فقط لنوع واحد هو البروتين الشوكي، والبروتين الشوكي للحالة الأولى (الذى أنا أتمتع بحماية منه)، هو للكورونا الأصلية بحيث لم يعد وجود لهذا الفيروس الآن على وجه الكرة الأرضية (أي أن الفيروس الأصلي قد اختفى تماما) بينما السلالات الأخرى هي مختلفة إلى درجة كبيرة عن الكورونا التي أخذت لها اللقاح.
- - المناعة التي كونتها ضد البروتين الشوكي هي معظمها أجسام مضادة، أما المناعة التي كونها صاحبي (الحالة الثانية) هي أجسام مضادة وخلايا تائية ومناعة أخرى من كريات ليمفاوية قاتلة للفيروسات NK cells.
هكذا تُقرأ النتائج في المختبر. لهذا يجب على من يَقرأ نتائج المختبر أن يكون لديه علم عن الفيروسات والمناعة والطب؛ حتى يقرر ما دلالات النتائج، وهذا بالمناسبة ينطبق على كثير من النتائج الطبية الأخرى التي كثيرا ما تُقرأ بمعزل عن الفهم الطبي السريري للموضوع.