من بعد خطاب الملك بعد عودته من لقاء ترامب الأخير وكلمته الشهيرة "عيب عليهم" ظهرت في الأردن موضة جديدة لم نعتد عليها ألا وهي موضة "التخوين" فكل من لديه حساب قديم مع أحدهم سواء أكان سياسيا أو إقليميا أو دينيا أو أي نوع آخر من الحسابات الشخصية أصبح يستغل جملة الملك لتخوين الآخر. 

عيب عليهم.. لكيل الاتهامات

هناك دائما من يصطاد في الماء العكر ويهدف إلى تفتيت الجبهة الداخلية وتمزيق النسيج الوطني الأردني، فيظهر من يصور من كانوا في المسيرات والمظاهرات ويضيف إلى الفيديو صوت الملك وهو يقول: "الذين يتلقون أوامر من الخارج.. عيب عليهم"، ويظهر حزب يضع فيديو لحزب آخر وعليه "عيب عليهم". 

أعتقد أنه في هذا الوقت تحديدا، "عيب علينا" حرفيا لأننا أحوج ما نكون حاليا للوحدة واللُّحمة والتكاتف وقوة الجبهة الداخلية؛ لأن العدو لم يعد على الأبواب فحسب، بل بات يمسك بالمقبض. 

الأردن الواعي خط الدفاع عن الأمة

"الأردن الواعي" هو خط الدفاع الأول عن نفسه قبل الجميع وعن فلسطين ولا أبالغ إن قلت إنه خط الدفاع عن الأمة بأكملها. 

أما "الأردن الجاهل" المقطّع الأوصال المليء بالفتن والعنصريات والإقليميات المتفاعل برعونة مع الذباب الإلكتروني الإسرائيلي والذي يجر الأردني نحو إقصاء الآخر وتخوين الأخ وابن العم لمجرد التوجه السياسي المختلف إن كنا كذلك -ونحن للأسف الآن كذلك- فذلك هو المسمار الأول في نعش هذا الوطن والخنجر المسموم في قلب استقرار الوطن وأمنه. 

"اركنوا ربابتكم"

دعونا نبتعد عن التخوين والاتهام للآخر فلو كان الملك يريد تحديد فئة "عيب عليهم" لذكرهم هو، فبالتأكيد لن يخاف أو يخجل منهم فهو سيد البلاد الأول، فأريحوا أنفسكم وبالأردنية "اركنوا ربابتكم" ولا تكونوا أكثر ملكية من الملك فالوطن لا يحَب ولا يُنتَمى إليه بمثل هذه التصرفات. 

يا شعبنا الأردني العظيم دعونا نكوّن جسدا واحدا بقلب واحد نلتحم جميعا من أجل الحفاظ على الأردن والوقوف الحقيقي والقوي والمؤثر بجانب إخوتنا في غزة وفلسطين. 

أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض

دعونا نتجاوز كل الخلافات ونضع جميع الحسابات الشخصية جانبا فليس هذا وقتها. لا تجعلوا منا فريسة سهلة للذئاب التي تتجهز للهجوم على وطننا وضمه ووضعه ضمن خريطة مشروعهم الأعظم 

ختاما، كتبت أبياتا من الشعر أتمنى أن تقرؤوها بقلوبكم:

أُكلتُ يوم أُكِل الثور الأبيضُ
كم مرّةً قيلت ومن سيبالي

إن لم تبالِ حين يؤكلُ إخوتك
فاعلم بأنك قد تكون التالي

اقرأ المزيد.. من الهلال الخصيب إلى حلوى مكشوفة