الكهرباء بين وجع الفصل وعقاب الوصل
قرأت اليوم ما صرح به وزير الطاقة والثروة المعدنية حول آلية دفع المشترك لرسوم إعادة التيار الكهربائي نتيجة تخلفه عن دفع فاتورة الكهرباء في وقتها المحدد حسب التعليمات والقوانين التي صدرت بهذا الخصوص.
6 خطوات لتحسين سياسات الكهرباء دون إرهاق المواطن
ولكوني أحب أن أكون إيجابيا في تعليقي على هذا الموضوع ومتوازننا في تقييمي للقرارات التي تصدر في موضوع الطاقة أضع بين يدي المسؤولين هذه المقترحات التي أرجو أن تخدم المواطن وتحافظ على ممتلكات وخدمات شركات الكهرباء التي لا يرغب أحد أن يراها منهارة، كما لا يحب أن يراها تتغول على المواطن وتجني أرباحا تتزايد عاما بعد عاما.
1- فصل التيار الكهربائي لمدة ساعة كل يوم عن المشترك المتخلف عن دفع فاتورته
بما أن العدادات الذكية تساعد بإجراء الفصل التلقائي عن المشترك عن بعد فيمكن فصل التيار الكهربائي لمدة ساعة كل يوم عن المشترك المتخلف عن دفع فاتورته واستحق الفصل حتى يتم إشعاره بجدية الإجراء المتخذ بحقه. هناك فئة من الناس يتم فصل التيار عنهم والسبب ليس عدم قدرتهم على دفع فاتورة الكهرباء ولكن لإهمالهم بتسديدها أو ربما يكون المعيل لهم خارج البلاد.
2- تقسيط رسوم إعادة الكهرباء
إعفاء المتخلف عن دفع الفاتورة من رسوم توصيل الكهرباء للمرة الأولى إجراء صحيح، ولكن حبذا لو أضيف على الفاتورة للمرات الأخرى بدلا من ربط خدمة إعادة توصيل الكهرباء بدفع مبلغ ثلاثة دنانير مسبقا؛ حتى لا يشعر المواطن أنها نوع من العقاب أو التعدي على حق من حقوقه في التمتع بخدمة الكهرباء. وللتخفيف على المواطن يمكن تقسيط الدنانير الثلاثة على ثلاثة أشهر بواقع دينار كل شهر يضاف على فاتورة الكهرباء.
3- مكافأة المنتظمين بالدفع فور صدور الفاتورة
كما أن للذنب عقابا فإن للإحسان ثوابا، من هذا المنطلق لماذا لا تخصص شركات الكهرباء خصما مقداره دينار واحد عن كل فاتورة تسدد خلال 24 ساعة من وقت صدورها. هذا سيزيد النقد المتوفر لشركات الكهرباء ويشجع فئة كبيرة من الناس على الإسراع وتسديد فواتيرها. من جهة أخرى يمكن استحداث مبدأ الدفع المسبق مع إعطاء خصومات لمن يدفع مبلغا مسبقا كل سنة أو ستة شهور، وهذا يساعد في تعزيز الوفر المالي لشركات الكهرباء ويدفع نحو تقدمها وتطورها وتحسين خدماتها.
4- تقليل القدرة بدل القطع الكامل
أعجبتني تجربة فرنسا التي لا تطلب من المشترك الذي قطعت الكهرباء عنه أي رسوم لإعادة الخدمة له؛ لأن القانون يمنع قطع التيار الكهربائي كليا عن غير المقتدرين بل يقلل القدرة الكهربائية الممنوحة لهم إلى الحد الأدنى وهو 1 كيلوواط ليغطي الأساسيات مثل الإنارة وأجهزة شحن الهواتف المحمولة. مع يقيني أن هذا لن يطبق عندنا ولكن يمكن استحداث آليات شبيهة يمكن الحديث عنها في حينه.
5- بطاقات طاقة تلزم باستهلاك محدود يناسب دخل المواطن
هناك طرق كثيرة تسهل على المواطن وعلى شركات الكهرباء تجنب انقطاع الخدمة وإرهاق المواطن، ويمكن عمل آليات دقيقة وموثوقة لتطبيقها ولكنها تحتاج إلى عمل جاد وتعاون من جهات عدة. ومن أبسط هذه الطرق إصدار بطاقات طاقة من شركات الكهرباء تلزم المشترك بصرف كمية محدودة من الكهرباء كل شهر أو كل أسبوع حسب وضعه المادي.
6- تعويض المستهلك عن انقطاع الكهرباء
وأخيرا، أليس من حق المواطن أن يتلقى تعويضا من شركة الكهرباء إذا انقطع عنه التيار الكهربائي سواء كان الانقطاع مبرمجا أو طارئا. ففي بريطانيا مثلا يتلقى المشترك المنزلي 95 جنيها إسترلينيا عن الانقطاع المفاجئ إذا انقطعت الكهرباء لمدة 12 ساعة. في دول كثيرة تقوم شركات الكهرباء بتعويض من انقطعت عنهم الكهرباء بدل الكمية المفقودة بتعرفة أقل.
اقرأ المزيد.. رسوم إعادة التيار الكهربائي ترتفع مع تكرار الفصل