الأردن عام 2022 أحداث حبست أنفاس الأردنيين وتجاوزوها بلطف الله

الصورة
أبرز الأحداث - الأردن 2022
أبرز الأحداث - الأردن 2022
المصدر
آخر تحديث

عاش الأردنيون خلال العام 2022 لحظات عصيبة جدا، إثر حوادث فقدوا خلالها أحبابا لهم، وقد أظهر فيها الشعب الأردني لحمته بكل أصالة فتكاتف وتعالى على جراحه، وأن ما أصابه لم يكن ليخطئه وأن لطف الله في أقداره.

أبرز الأحداث في عام 2022

ومن أبرز الأحداث التي انطبعت في الذاكرة خلال هذا العام حادثة تسرب غاز الكلورين في ميناء العقبة وفاجعة انهيار عمارة مأهولة بالسكان في منطقة جبل اللويبدة في عمان.

وقبيل أن يطوي العام 2022 آخر صفحاته شهدت المملكة أزمة إضراب سائقي الشاحنات ووسائط النقل الأخرى احتجاجا على رفع أسعار المحروقات، واندلعت الاحتجاجات في عدد من المناطق.

وفي الوقت الذي كانت فيه الأجهزة الأمنية تعمل على فرض الأمن في المناطق التي خرجت فيها الاحتجاجات عن السيطرة امتدت يد الغدر إليهم فاستهدفت عناصر جماعة تكفيرية نائب مدير شرطة معان ما أدى إلى استشهاده وما لبث أن لحقه ثلاثة من زملائه في عملية مداهمة لمقر تلك الجماعة.

فاجعة غاز الكلورين في العقبة

في السابع والعشرين من حزيران عام 2022 وقعت حادثة لم يشهد الأردن مثلها من قبل، حيث سقط صهريج يحوي غاز الكلورين السام أثناء محاولة نقله في ميناء العقبة ما أسفر عن مقتل 13 شخصا وأكثر من 200 مصاب، إثر استنشاقهم الغاز السام؛ كان من بينهم 25 عنصرا من مرتبات جهاز الأمن العام، وبثت شاشات التلفزة المحلية مقطعا يوثق لحظة سقوط وانفجار الصهريج.

الحادثة فتحت الباب على مصراعيه حول إجراءات السلامة العامة وكيفية نقل المواد السامة والخطرة داخل الميناء.

في الـ28 من تموز عام 2022، باشر فريق التحقيق الخاص، الذي شكل بإيعاز من رئيس الوزراء بشر الخصاونة وبإشراف مباشر من وزير الداخلية مازن الفراية العمل على كشف ملابسات الحادثة.

في الـ3 من تموز أعلنت الحكومة في مؤتمر صحفي أن السبب المباشر للحادثة هو عدم "ملاءمة قدرة السلك المعدني المستخدم في نقل الصهريج المحمل بالغاز لوزن الحمولة التي زادت عن ثلاثة أضعاف قدرة تحمل السلك ما أدى إلى انقطاعه".

أما الأسباب غير المباشرة للحادثة فقد عزتها الحكومة إلى عدم اتخاذ الاحتياطات اللازمة للسلامة العامة كما أن التحقيق أثبت وجود مسؤولية على عدد من المسؤولين أبرزهم مدير عام شركة العقبة لإدارة وتشغيل الموانئ.

وعلى إثر الحادثة تقرر حل مجلس إدارة شركة العقبة لإدارة وتشغيل الموانئ وإعادة تشكيله لاحقا وإنهاء خدمات مدير عام الشركة ومدير عام الهيئة البحرية الأردنية وعدد من المسؤولين، وإحالة ملفّ التحقيق بجميع أوراقه إلى النِيابة العامة لإجراء المقتضى القانوني.

انهيار عمارة اللويبدة.. 72 ساعة رحمة الله كانت حاضرة

في الـ13 من أيلول انهارت بناية سكنية مكونة من 6 شقق، وتسببت بانهيار مبنى مستقل بجوارها ما أدى إلى وفاة 14 شخصا وإصابة 9 آخرين، ساعات عصيبة عاشها الأردنيون وهم يترقبون على مدار 72 ساعة استغرقتها عملية إنقاذ الناجين من تحت الردم وانتشال الضحايا.

وأبرز ما حفر في الذاكرة خلال تلك الحادثة لحظة انتشال الرضيعة ملاك التي لم تتجاوز الأربعة شهور من عمرها بعد 30 ساعة من انهيار المبنى، لحظة إخراج ملاك الضعيفة من بين الركام كانت قادرة على إعادة صياغة البشر لجعلهم أكثر إحساسا بالحياة وبقيمتها.

حققت النيابة العامة في القضية وأوقفت على إثرها 3 أشخاص؛ هم المشرف على البناء ومالكه وفني الصيانة، وأسندت لهم تهمة التسبب بالوفاة مكرر 14 مرة، والتسبب بالإيذاء مكرر 9 مرات. 

وقد أنكر الأشخاص الثلاثة التهم المسندة إليهم وخلص تقرير الخبرة الذي قدمه عدد من المتخصصين أن سبب انهيار البناية كان أعمال الصيانة التي تمت بذلك اليوم في طابق التسوية، وإزالة أحد جدرانها بالإضافة إلى إزالة عمود الوسط فيها.

انهيار عمارة اللويبدة

 

إضراب قطاع النقل

وفي 4 من كانون الأول 2022 كانت البلاد على موعد مع احتجاجات بدأت من مدينة معان، حيث اعتصم أصحاب الشاحنات وتوقفوا عن تحميل البضائع بسبب الارتفاع المتكرر لأسعار المحروقات وخصوصا الديزل مطالبين تخفيض أسعارها.

ولم تستجب الحكومة لمطالب السائقين وتوسعت دائرة الاحتجاجات لتشمل جميع قطاعات النقل العام في عدد من محافظات المملكة بعد فشل اجتماع نيابي حكومي من التوصل إلى اتفاق يلبي مطالب السائقين.

ليلة 15 من الشهر نفسه اتسع نطاق الاحتجاجات، وأغلق محتجون طرقا بالحجارة والإطارات المشتعلة فردت قوات الدرك بالغاز المسيل للدموع  لتفريقهم، كما تم الاعتداء على بعض الحافلات والشاحنات واستهدافها بالحجارة من قبل بعض الأشخاص، كما دعا رئيس بلدية الكرك الكبرى المهندس محمد المعايطة إلى إضراب في عموم محافظات المملكة مبررا في بيان تلك الدعوة بالحفاظ على الوطن من الفئة الفاسدة التي تأخذ الأردن إلى مصير مجهول

 

استشهاد 4 من رجال الأمن

ووسط الانشغال الشعبي بمتابعة تطورات الإضراب، كانت يد الغدر تتربص بالأجهزة الأمنية حيث أعلنت مديرية الأمن العام عن استشهاد نائب مدير شرطة محافظة معان، العقيد عبدالرزاق الدلابيح برصاص جماعات تكفيرية في منطقة الحسينية في محافظة معان.

وفي اليوم التالي عقد وزيرا الداخلية مازن الفراية والاتصال الحكومي فيصل الشبول ومدير الأمن العام اللواء عبيد الله المعايطة مؤتمرا صحفيا شددوا فيه على عدم السماح بأي تجاوزات، مؤكدين على تعزيز الإجراءات الأمنية في المواقع التي تشهد أعمال شغب وقطع طرق واعتداءات على السائقين.

وطالب الفراية المواطنين بالابتعاد عن المناطق التي تشهد أعمال شغب، مهددا أن الحكومة ستضرب بيد من حديد كل من يعتدي على الممتلكات، وبعيد استشهاد الدلابيح تراجعت خطوات الإضراب إلى الوراء وكأن الحال يقول لا شيء يعلو على الدم الأردني فهو حرام.

الشهيد عبد الرزاق الدلابيح نائب مدير شرطة معان

 

وصباح الـ19 من كانون الأول 2022 نعت مديرية الأمن العام ثلاثة من مرتباتها النقيب غيث قاسم الرحاحلة، والملازم ثاني معتز موسى النجادا، والعريف إبراهيم عاطف الشقارين.

 

وقالت في بيان إنهم ارتقوا شهداء في سبيل الوطن كما أصيب خمسة من مرتباتها أثناء مداهمة لمشتبه به في قتل العقيد الدلابيح كما أسفرت عملية المداهمة عن مقتل شخص تكفيري، قالت المديرية إنه قاتل الدلابيح كما تم اعتقال 9 آخرين من الخلية.

وأظهر استشهاد رجال الأمن العام مشاعر اللحمة الوطنية لدى الأردنيين جميعا مؤكدين رفضهم المساس بأمن الوطن بأي شكل من الأشكال على أمل أن يستقبلوا العام الجديد أو هو يستقبلهم بانفراجه تزيح عن كاهلهم ثقل عام 2022 على أمل بغد يحمل الخير ويعيذهم من فواجع الأقدار.

الأكثر قراءة
00:00:00