قطاع غزة.. خيمة نزوح كبيرة بلا أفق إلا نحو موت بطيء

الصورة
نازحون يستقلون سيارة محطمة في قطاع غزة | المصدر: الشرق الأوسط
نازحون يستقلون سيارة محطمة في قطاع غزة | المصدر: الشرق الأوسط
آخر تحديث

يرصد هذا التقرير، عبر شهادات حية ووقائع ميدانية موثقة، تم نقلها عن الأمم المتحدة والمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، كيف تحول النزوح في غزة إلى رحلة متواصلة من الألم: عائلات تقتلع مرارا من بيوتها، مجاعة تتسع، منظومة صحية تتداعى، ومساحات آمنة تتلاشى. 

يجمع التقرير روايات إنسانية مؤثرة "عائد أبو خاطر، نهاد حمودة، حمزة سالم"، ومشاهد من أحياء غزة والوسطى والجنوب، إلى جانب معطيات أممية حول الإخلاءات، وتأثر المرافق الصحية، وتعطل الوصول إلى الغذاء والماء.

"رحلة عذاب" مفتوحة على المجهول

مع استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية لليوم الـ702 على التوالي، يعيش سكان مدينة غزة حالة قلق متزايد تتجاوز الخوف من القصف إلى شبح النزوح والمجاعة، يصف الأهالي يومياتهم بـ"رحلة عذاب" تجمع بين تهديد التشريد وصعوبة الحصول على الغذاء في ظل تدهور غير مسبوق للأوضاع المعيشية يؤكد محمود الغول "54 عاما"، من حي النصر، أن المرحلة الراهنة "هي الأصعب على الإطلاق" منذ بداية الحرب، محذرا من أن النزوح المتوقع سيكون أقسى من كل موجات النزوح السابقة.

شبح النزوح في غزة.. قوافل بشرية إلى اللامكان

نزوح متواصل ومتكرر 

تواصل الأسر الفلسطينية مغادرة مدينة غزة بعد ليال من القصف المكثف، فيما أدى قصف الطرق والمنازل إلى تعقيد الحركة وإغلاق منافذ النجاة. نهى أحمد "39 عاما" تختزل المشهد وتشير إلى انعدام الأماكن الآمنة وسط وجنوب القطاع تحت وطأة الاكتظاظ تقول نهى: 

 "بصعوبة بنام بالليل وأنا بفكّر كيف بدي أنزح مع زوجي وأولادي… هذه المرة مش مثل المرة الأولى".

تكاليف باهظة للنزوح

تتضاعف المعاناة مع ندرة وسائل النقل وارتفاع أسعارها بشكل جنوني؛ إذ قد تتجاوز كلفة رحلة نزوح واحدة 1200 دولار، وهو عبء مادي يفوق قدرة معظم الأسر.

"كأنها زلازل"

إسماعيل حمادة "40 عاما"، من حي التفاح، يقول: 

"الانفجارات كأنها زلازل… خرجنا بملابسنا فقط. كل الطرق مليانة ناس؛ سيارات، عربات، أشخاص يمشون على أقدامهم… كأنها هجرة جماعية".

18 كيلومترا على الأقدام

محمد العزب "33 عاما" يروي مسيره مع أسرته من حي الزيتون حتى مواصي خانيونس: 

"سرنا بمحاذاة البحر ساعات طويلة… ظننت أن الوصول سيمنحنا راحة، لكن الحقيقة أن المعاناة بدأت من جديد".

"لا مكان لنا" 

أم أحمد الغرّة "55 عاما" غادرت بيتها في الصبرة على عجل: 

"لسنا غرباء عن مدينتنا لكنها صارت تطردنا… نريد فقط أن نعيش بسلام".

رقم دالّ على التكرار

قال يحيى حلس، نازح من الشجاعية: 

"هذا نزوحنا الرابع عشر… إلى متى سيستمر هذا؟".

المجاعة تتقدّم.. "قطرة في بحر"

ندرة المساعدات وغلاء فاحش

كميات محدودة جدا من المساعدات تدخل القطاع، ينهب معظمها في الطريق، فيما تبقى السلع التجارية بأسعار خيالية. بحسب الشهادات، بلغ سعر كيلوغرام البندورة 80 شيكل "حوالي 25 دولارا"، بعدما كان قبل الحرب 10 شواكل لأربعة كيلوغرامات. يقول أحمد أبو هاني (26 عاما): "نفضل العدس والأرز على الخضار بسبب الأسعار الجنونية".

ضحايا الجوع

سجلت وزارة الصحة في غزة 6 وفيات جديدة بسبب الجوع وسوء التغذية خلال 24 ساعة، ليرتفع إجمالي ضحايا التجويع إلى 382 شهيدا، من بينهم 135 طفلا.

"قطرة في بحر"

وفق برنامج الأغذية العالمي، المساعدات المسموح بدخولها لا تلبي إلا جزءا ضئيلا من الاحتياجات الهائلة، مع إعلان أممي رسمي بوجود مجاعة في غزة.

المشهد الميداني.. مدن تُنسف ومناطق "ممنوعة من الدخول"

توسعت عمليات النسف والقصف في أحياء الزيتون والصبرة، بالتزامن مع هجمات مماثلة في جباليا البلد والنزلة وحي الصفطاوي، ما أجبر مزيدا من السكان على النزوح.

 وحذر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان (PCHR) من خطة إسرائيلية جديدة وصفت بأنها "إبادة جماعية" ضد الفلسطينيين في شمال القطاع، وتشمل التهجير القسري لما يقارب مليون فلسطيني نحو الوسطى والجنوب، القابعين أصلا تحت الدمار.

 ووفق المعطيات الواردة، صادق مجلس الأمن الإسرائيلي على مقترح تقدم به رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لشن هجوم واسع على مدينة غزة التي وصفت بأنها "آخر معقل للمقاومة"، فيما أفادت وسائل إعلام بأن رئيس أركان الجيش أنهى خطط العمليات لاحتلال مدينة غزة تمهيدا لتنفيذها.

تجريف الجغرافيا والبشر 

تشير روايات الأهالي إلى أن معظم أحياء مدينة غزة باتت إما تحت السيطرة العسكرية أو مصنفة "مناطق ممنوعة من الدخول". وبعد 23 شهرا من القتل والدمار والتجويع والحصار والنزوح المتكرر، يعيش المدنيون حالة انهيار شامل: بلا مأوى، بلا غذاء، بلا كهرباء، بلا ماء نظيف، وبلا علاج.

الإخلاءات الجماعية.. الإعياء كسياسة أمر واقع

أوامر إخلاء كل يومين

قال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، مهند هادي، إن القطاع شهد هذا الشهر إصدار أوامر إخلاء بمعدل أمر كل يومين، ما أجبر ما يصل إلى ربع مليون فلسطيني على النزوح مجددا. وأكد أن الواقع العملي لهذه الأوامر "يعكس عكس هدف حماية المدنيين"؛ إذ تجبر الأسر على الفرار تحت القصف إلى مساحات في غاية الاكتظاظ وانعدام الأمان.

فقدان الوصول

أفاد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون السلامة والأمن، جيل ميشو، أن عمليات الإخلاء الجماعية أضافت تهديدات لا تطاق لعمل موظفي الأمم المتحدة؛ إذ فقد برنامج الأغذية العالمي الوصول إلى مستودعاته في دير البلح (الثالث والأخير في الوسطى)، وأخليت خمسة مطابخ مجتمعية يديرها البرنامج.

صحة على الحافة.. مستشفيات قريبة من الخطر وأوبئة تتفشى

17 مرفقا صحيا متأثرا

ذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) أن أوامر الإخلاء المتعددة لخانيونس ودير البلح بين 8 و17 آب حرمت السكان من الخدمات الأساسية، وأثرت على 17 مرفقا صحيا، وتقع المناطق المتأثرة على بعد كيلومتر واحد أو أقل من أربعة مستشفيات رئيسية.

مياه بلا تعقيم وأمراض مقلقة

هناك نقص في الكلور لتطهير المياه لا تكفي احتياطاته سوى شهر واحد. ومع تسجيل التهاب الكبد الوبائي أو شلل الأطفال في غزة، تبدو المخاطر الصحية مضاعفة.

جهود إنسانية تحت النار

خلال الأسبوعين السابقين لـ18 آب، تمكن نحو 30 شريكا صحيا من الوصول إلى حوالي 337 ألف مدني، فيما يدعم 16 فريق طوارئ طبي القوى العاملة المحلية. في الشمال، توفر مطابخ يدعمها برنامج الأغذية العالمي وجبات ساخنة، بينما أنتجت المخابز المدعومة نحو 1.9 مليون ربطة خبز حتى منتصف آب، ومن بين 18 مخبزا لا يزال 12 مخبزا يعمل.

مشاهد ميدانية.. من بيت خالد عبد الهادي إلى شاطئ غزة ثم الجنوب

لا شيء يلخص القسوة مثل صباحٍ استيقظت فيه رنا "6 أعوام" على ارتجافات بيتها في حي الزيتون. حملها والدها خالد عبد الهادي "38 عاما" مذعورا، وهرولت العائلة غربا نحو الطريق الساحلي، عند البحر، افترش مئات النازحين الرمال؛ خيام بدائية من أغطية مهترئة، ووجوه تنتظر "معجزة". قررت العائلة مواصلة الطريق جنوبا، لكن خانيونس كانت تغض بمن سبقهم، والمدارس والساحات والمواصي الساحلية تحولت إلى مخيمات شاسعة ينام فيها كثيرون في العراء.

"كأنها هجرة جماعية" 

قوافل بشرية تسير على الأقدام أو فوق عربات تجر بالحمير؛ كل عربة تختزل حياة كاملة، في الخلف، تتعالى أصوات القصف؛ وفي الأمام، المجهول.

أرقام نزوح يوم واحد 

تقديرات محلية تشير إلى نزوح آلاف السكان في يوم واحد، ليضافوا إلى مئات الآلاف ممّن سبقوهم. الجنوب يئنّ: ملاجئ ممتلئة، مدارس لا تتسع، وشوارع تحولت إلى ساحات للنوم والانتظار.

أوجه المعاناة الرئيسية.. خريطة الألم اليومية

  1. القصف والنزوح المتكرر: الانتقال المستمر بحثا عن الأمان، غالبا نحو خيام بدائية بلا خدمات.

  2. نقص المأوى: خيام لا تقي بردا ولا مطرا، وتغرق سريعا، فتتفاقم الأمراض الجلدية والالتهابات.

  3. نقص المياه والغذاء: شحّ مياه الشرب يدفع كثيرين لشرب مياه ملوثة، فتنتشر النزلات المعوية، بينما يتعمق الجوع بسبب قيود دخول الغذاء.

  4. انتشار الأمراض: المشي حفاة وغياب الرعاية والنظافة يغذيان العدوى، خصوصا بين الأطفال.

  5. الصحة والوقود والأدوية: انهيار المرافق الصحية ونقص الموارد يفاقمان صعوبة العلاج والوقاية.

  6. الظروف الاقتصادية: توقف العمل وغياب الدخل يدفعان للاعتماد شبه الكامل على مساعدات لا تكفي.

روايات موثقة: ثلاث قصص من قلب العاصفة

1- عائد أبو خاطر: خسارتان لا تُحتملان (4/8/2025)

الأسرة والمكان

هذه قصة عائد نقلا عن المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان تاريخ تحرير الإفادة: 4/8/2025، عائلة من مشروع بيت لاهيا؛ الأب عائد "48 عاما" والأم سائدة "45 عاما"، وستة أبناء: إبراهيم "23"، نعمة "21"، عاطف "18"، محمد "15"، يحيى "11"، زياد "8". يعيشون اليوم في خيمة قرب مستشفى الشفاء.

رحلة النزوح

من بيت لاهيا إلى جباليا، ثم مدرسة في النصيرات حتى كانون الثاني 2024، حيث باع الأبناء "الكاسترد" لتأمين لقمة العيش. لاحقا إلى رفح، ثم إلى الإقليمي بين رفح وخانيونس، فإلى دير البلح.

استهداف الخيمة وفقدان زياد

صباح 23 حزيران 2024، استهدف قصف براميل مياه قبالة الخيمة، فأصابت شظية رأس زياد فاستشهد على الفور، بينما دخل الأب في غيبوبة ونقل للعلاج.

مجاعة تقتل عاطف

بعد شهور من الجوع وسوء التغذية، تدهورت حالة عاطف (كان يستعد للتوجيهي)، شحوب، ضمور عضلي، فقدان القدرة على الحركة والمضغ. تعددت المستشفيات والتشخيصات حتى أقر بكونها سوء تغذية حاد. في مساء 2 آب 2025، وقبل استكمال إجراءات تحويله للعلاج بالخارج، توفي عاطف. يقول الأب: 

"رحل عاطف كما رحل زياد… جائعَين، مظلومَين".

يختصر عائد معاناته بجملة: "زياد كان شنطتي… لم أودعه".

2- نهاد نزار حمودة: مريضة سرطان في متاهة النزوح (18/8/2025)

الأسرة والمكان

هذه قصة نهاد نقلا عن المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان. الإفادة بتاريخ: 18/8/2025 من بيت لاهيا، زوجها باسل و5 أبناء: معاذ "23"، سجى "21"، نور "19"، خميس "17"، عبيدة "13".

سجل طبي معقد

ورم دماغي قديم، عمليات في العينين، حاجة إلى زراعة قرنية، ومواعيد مؤجلة مع اندلاع الحرب في 7/10/2023.

سلسلة نزوح قسرية

من بيت لاهيا إلى مدرسة الفاخورة، ثم منازل أقارب، فمدارس وعيادات (الصفطاوي، فيصل بن فهد، أربيكان…) وسط قصف وأحزمة نارية. احتجز ابنها خميس ساعات، وتعرضت هي نفسها لكسر في المفصل.

فقد واعتقال وفقدان أثر

استشهاد أخيها حمادة قنصا (12/3/2024) أثناء محاولته جلب الطعام من إسقاطات الشاطئ، ثم استشهاد معاذ (20/11/2024). 

بعد أيام، استشهاد الأخ محمد، وفقدان أثر ياسر (24/11/2024)، ثم استشهاد الأخ إبراهيم (26/11/2024). لاحقا اعتقل الأخ تامر.

عودة قسرية وتماسّ مع الموت اليومي

عادت وحدها سيرا في 7/2/2025 لنقل رفات معاذ، ثم أعادت العائلة بناء خيمة فوق ركام البيت حتى 18/3/2025 حيث تجدد النزوح إلى حي الرمال. مع إغلاق المعابر ووقف المساعدات، احتاجت لمحاليل ملحية وجلوكوز داخل الخيمة، وخسر الأطفال جزءا كبيرا من أوزانهم.

النداء الأخير 

تطالب بوقف الحرب، وتأمين خيمة صالحة للسكن، والسماح بالسفر لمتابعة العلاج، وتوفير فرشة طبية.

3- حمزة عبد نصر سالم: بتر مزدوج وقلب يطلب كرسيا كهربائيا (5/9/2025)

الأسرة والمكان

هذه قصة حمزة نقلا عن المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، إفادته بتاريخ 5/9/2025 من مخيم جباليا: أب لأربعة: مجد "12"، محمد "10"، ريتال "7"، حسن "4".

بداية المأساة

في 1/11/2023، حزام ناري دمر البيت، أصيبت الطفلة ريتال وبترت يدها. لاحقا، ومع فوضى اقتحام مستشفى الإندونيسي، انتقلت الأسرة بين مستشفيات ومناطق نزوح.

الإصابة القاصمة

مساء 6/2/2024، صاروخ استطلاع في رفح أدى لإصابته بجروح خطيرة وبتر الساقين فوق الركبة، واستشهاد قريب. صحا من الغيبوبة ليواجه واقعا جديدا، وغذاء لا يتجاوز معلبات البازلاء والفاصولياء.

عودة قصيرة ثم نزوح سادس

بعد مغادرة المستشفى (8/4/2024) عاد إلى النصيرات ثم رافق الهدنة (19/1/2025) عودة شاقة إلى الشمال على كرسي متحرك عبر طرق رملية ومخربة. في آذار 2025 تجدد القصف فعاد للنزوح إلى تل الهوى.

وجع يومي بلا مسكن

نقص العلاجات ومسكنات الألم، كرسي متحرك منهك لا يلائم الطرق، جلسة علاج طبيعي أسبوعية في مستشفى حمد للأطراف على بعد 7 كلم يقطعها بمشقة. انخفض وزنه من 85 كغ إلى نحو 45 كغ. حاجته الملحة: كرسي كهربائي وطرفان صناعيان مقاسان، لكن إدخالهما ممنوع.

رسالة مفتوحة

"لا نطلب المعجزات… فقط العلاج ووسائل التأقلم لنكمل الحياة".

 ماذا بقي من شبكة الأمان؟

مياه وخبز بالقطارة

رغم الجهود، تعذر وصول البرنامج الغذائي إلى مستودعات ومطابخ حيوية، فيما المخابز القليلة العاملة لا تكفي الطلب المتصاعد.

صحة مرهقة

مستشفيات على تماس مباشر مع مناطق الإخلاء، ونقص أدوية أساسي، وتحذيرات من أوبئة (التهاب الكبد أ/شلل الأطفال).

مجتمع يلتقط أنفاسه

مبادرات أهلية لتأمين خيام، وفرشات، ومياه، وأغذية طارئة، لكنها تصطدم بالمنع والندرة وسخط الجوع.

سؤال أخلاقي معلق

هل يمكن اعتبار أوامر الإخلاء حماية للمدنيين بينما تدفعهم قسرا إلى مساحات أشد اكتظاظا وخطرا والموت يلاحقهم؟

غزة اليوم: حياة على حد السكين

تكشف الشهادات الموثقة أن الغزيين يعيشون نزوحا دائريا لا يبلغ برا؛ كل خطوة للهرب تجر أخرى، وكل نجاة مؤقتة تردفها مجاعة ومرض، هذه ليست "حالات فردية"؛ إنها حياة عامة لمجتمع يسير على حد السكين، وبينما تتقلص المساحات الآمنة وتتسارع الإخلاءات، تبقى المطالب الأولى بسيطة وواضحة: 

  • حماية المدنيين.

  • وقف إطلاق النار.

  • وصول المساعدات بلا قيد.

  • فتح مسارات علاج كريمة لمن أنهكتهم الإصابة والجوع. 

اقرأ المزيد.. الروبوتات المفخخة.. استراتيجية إسرائيلية لزراعة الموت والإبادة في غزة

دلالات
00:00:00