نقلت مؤسسة الخط الحجازي الحديدي الأردني اليوم الخميس قاطرة بخارية إلى قصر الملك المؤسس في مدينة معان، بهدف تسيير القطار في تلك المنطقة من
قرية السلع وقرية المعطن.. تراث عريق في الطفيلة
في محافظة الطفيلة جنوب الأردن، وفي مشهد بديع لمعانقة الجبال وملاصقة الوديان تقع قريتا السلْع والمعطن التراثيتان كشاهد على تاريخ الأرض الممتد وتراث الإنسان الأول في بناء الدولة الأردنية.
وتطل القريتان على جمال جبال بصيرا الشاهقة ووديانها المليئة بالتضاريس الحجرية والنقوش الطينية التي ترسم لوحة فنية تبهر الزائر المار فوق أرض الجبال وكروم العنب في الطفيلة.
قرية السلْع في الطفيلة.. منازل عمرها 223 عاما
في مركز زوار قرية السلْع التراثية تقبع منازل تراثية عاش فيها السكان الأوائل للقرية قبل 223 عاما؛ باحثين عن الماء والتربة الخصبة والطقس المعتدل.
يقول رئيس جمعية السلْع التعاونية هاني العمريين لـ حسنى إن القرية باتت اليوم مملوكة لوزارة السياحة والآثار، إلا أن الجمعية تستأجر المكان بمبالغ رمزية للعناية به وتشغيله لتبقى حركة السياحة مفتوحة أمام الزوار.
وأفاد العمريين أن السكان الأوائل أسسوا مدرسة في القرية قبل أكثر من 100 عام، لتكون إحدى أقدم مدارس محافظة الطفيلة حيث وضعوا في بنائها حجارة يفوق عمرها 250 عاما، مبينا أن نظام عمل المدرسة كان على فترتين، إلا أن هجرة سكان القرية إلى قرية مجاورة في بداية تسعينيات القرن الماضي أدى إلى تفريغ المدرسة من طلبتها وجعلها خاوية على عروشها بعد أن كانت مقصدا تعليميا لا بديل عنه لأبناء المحافظة الجنوبية. ويعلق العمريين على ذلك:
"فرغت المدرسة من الطلبة لعشر سنوات كاملة، ما جعلها خرابة تستخدم لإيواء البهائم، وهو ما دعا وزارة السياحة إلى طلب المبنى من وزارة التربية والتعليم، فحولته عام 2001 إلى مركز استقبال زوار القرية التراثية".
اقرأ المزيد.. حمامات عفرا المعدنية.. خدمة استشفائية وأوقات استجمام بأسعار رمزية
جمعية السلْع تدير المكان وتوفر الخدمات
بعد ثلاثة أعوام من تحويل المدرسة إلى مركز استقبال زوار، أنشأ سكان القرية جمعية السلْع السياحية التعاونية، وبدؤوا عملا تشاركيا بالتعاون مع وزارة السياحة بهدف إدارة المكان وتطويره بما يعود بالنفع على المجتمع المحلي.
يوضح العمريين أن بناء منازل القرية التراثية يتميز بالتلاصق؛ حيث تستند جدران البيوت على بعضها، وهو ما يمثل رمزية للمحبة وطيبة السكان وقربهم من بعضهم. مشيرا إلى أن المكان غدا اليوم بعد تطويره متنفسا لأهالي القرى المجاورة ومقصدا سياحيا بحكم قربه لا سيما وأن القرية توفر فعاليات مجتمعية بشكل دوري.
وتجدر الإشارة إلى أن اسم السلْع في اللغة العربية يعني الشق، وهو نسبة لموقعها القائم على حفرة الانهدام وعلى تلة الوادي العميق، بالقرب من إحدى أقدم أشجار الزيتون الروماني في البلاد.
اقرأ المزيد.. قلعة الطفيلة التاريخية.. إرث يعود لخارطة السياحة المحلية
نصف مليون لترميم جزء من المباني
بدأت وزارة السياحة والآثار في القرية بمشروع استملاك المباني التراثية وترميمها، وقد وصلت كلفة ترميم نحو 16 منزلا إلى نصف مليون دينار أردني، فيما لا زال هناك نحو 100 منزل بحاجة إلى الترميم.
السكان المحليون استفادوا من هذه المشاريع، حيث تجهز نساء المجتمع المحلي الطعام المقدم للسياح ونزلاء المباني التراثية التي تحولت إلى غرف فندقية فريدة.
قرية السلْع مدرجة في تطبيقات الحجوزات السياحية
مدير مركز زوار قرية السلْع بلال الصقور أكد أن المركز بدأ باستقبال السياح الأجانب خلال الفترة الماضية بعد أن أدرج الموقع عبر تطبيقات الحجوزات السياحية العالمية، موضحا أن الهدف ربط المكان بالمسارات السياحية الأخرى مثل محمية ضانا.
وطالب الصقور الجهات المعنية بتوفير دعم للمركز لبناء قاعة مطعم مطلة على الوديان، مبينا أن عدد السياح الزائرين للقرية متأرجح ما بين مرتفع وضعيف وفقا للوضع السياحي في الأردن.
المكان المخصص للسياح يحتفظ بمحاكاته للطبيعة إضافة إلى توظيف التكنولوجيا الحديثة، إلا أن الإنترنت يقطع فور الدخول إلى غرف النزل؛ وذلك ليعيش السائح تجربة مع الطبيعة.
أسعار في متناول الجميع
ويستوعب النزل في قرية السلْع 22 شخصا للمبيت، مع توفير كافة مستلزمات السائح، إضافة إلى منحه برنامجا سياحيا للأيام التي يرغب بقضائها.
يقول الصقور لـ حسنى إن هناك غرفا أحادية وثنائية وثلاثية ورباعية داخل النزل، ويبلغ سعر الإقامة لشخصين عن الليلة الواحدة 40 دينارا تشمل وجبتي الإفطار والعشاء. وبين الصقور أن هدف المركز الأول ليس ربحيا إنما ترويجي للمكان لوضعه على خارطة السياحة في الأردن، حيث سيسهم ذلك بتوفير فرص عمل للسكان المحليين مع فوائد اقتصادية كبيرة.
قرية المعطن.. إرث عثماني قديم في الطفيلة
تعد قرية المعطن التراثية المحاذية لقرية السلع إحدى القرى العثمانية القديمة التي ظلت مأهولة بالسكان حتى عام 1983 قبل أن يرحل ساكنوها إلى قرية العين البيضاء.
حسين الشباطات رئيس جمعية المعطن السياحية بين لـ حسنى أن القرية كانت مليئة بالبساتين وغنية بالغطاء النباتي وتحوي عيون ماء عذبة طبيعية، إلا أن جزءا من ذلك اختفى بسبب التغير المناخي والممارسات الخاطئة.
القرية توفر لزوارها أنواعا مختلفة من السياحة
وقال الشباطات إن قرية المعطن توفر أنواعا مختلفة من السياحة على النحو التالي:
- السياحة البيئية.
- السياحة التاريخية.
- سياحة المغامرات.
- سياحة المسارات.
وأشار الشباطات إلى أن الغرف الفندقية صممت وفق طبيعة المكان، معبرا عن أسفه بأن الطفيلة مدينة منسية ولا تحظى بالاهتمام اللازم من قبل الجهات المسؤولة؛ فهي ما زالت غير مستغلة سياحيا بالشكل المطلوب.
متنفس للمجتمع المحلي
وباتت قرية المعطن متنفسا لسكان المجتمع المحلي الراغبين بالحصول على استراحة توفر لهم كافة الخدمات العامة وبأسعار ضمن متناول اليد؛ إذ أفاد الشباطات أن النزل يحتوي على 10 غرف إضافة إلى حارة تراثية، وتبلغ تكلفة الإقامة فيه لشخصين 70 دينارا تشمل وجبتين.