نقلت مؤسسة الخط الحجازي الحديدي الأردني اليوم الخميس قاطرة بخارية إلى قصر الملك المؤسس في مدينة معان، بهدف تسيير القطار في تلك المنطقة من
قلعة الطفيلة التاريخية.. إرث يعود لخارطة السياحة المحلية
أنشئت قلعة الطفيلة في الجنوب الغربي لمحافظة الطفيلة على أيدي الأدومين أجداد الرومان، قبل أن يحولها العثمانيون لبرج دفاعي، ومنطقة استراحة للقوافل. وقد أسهمت جهود وزارة السياحة في إعادة إحياء قلعة الطفيلة التاريخية سياحيا، بعد ترميم القلعة والمنطقة المحيطة بها عام 2016.
ترميم للمنطقة الأثرية
مساعد مدير سياحة الطفيلة، رئيس قسم المهن والشؤون السياحية الزاهي الغباشي قال لـ حسنى إن وزارة السياحة والآثار أطلقت عام 2016 مشروعا سياحيا يهدف إلى ترميم القلعة والمباني المجاورة لها، ووضعها على الخارطة السياحية للبلاد.
وبين الغباشي أن عناصر المشروع تمثلت في القلعة التاريخية، ومسجد النشاش الذي بني عام 1900، والشارع السياحي، والمنازل المجاورة، ومدرسة الشيخ أحمد الدباغ.
وتم خلال المشروع إنجاز ما يأتي:
- ترميم قلعة الطفيلة الأثرية.
- إعادة تأهيل الطريق السياحي.
- ترميم مسجد النشاش الذي بني عام 1900.
- ترميم المنازل المحاذية للقلعة.
- تحويل مدرسة الشيخ أحمد الدباغ إلى متحف يضم كافة المقتنيات الأثرية للمحافظة.
قلعة الطفيلة 1100 متر فوق سطح البحر
تقع قلعة الطفيلة القابعة على ارتفاع 1100 متر فوق سطح البحر على قمة جبل يطل على جبال مدينة الخليل الفلسطينية من الجهة الغربية، وتطل القلعة على ما يعرف بوادي زيد، حيث تتميز بطقسها الشفا غوري؛ الذي يكون معتدلا صيفا وشتاء. وتبعد القلعة عن نُزل "النمتة" نحو 4 كم وهو نزل يوفر مختلف الخدمات للسياح.
يوفر مطل بانوراما الطفيلة مشهدا بديعا لقمم الجبال ووديان البحر الميت في الأغوار، مما يمنح الزائر فرصة فريدة لالتقاط الصور واللحظات التذكارية.
الغباشي يقول لـ حسنى إن منطقة قلعة الطفيلة التاريخية تعد تجمعا لعشائر الطفيلة، وتمثل وسط المدينة القديم، حيث كانت تحاط بأسوار وبوابة لحمايتها من هجمات السلب إبان نهايات الحكم العثماني.
وأوضح الغباشي أن مدرسة الشيخ أحمد الدباغ الحكومية تعد أقدم مدرسة في محافظة الطفيلة، وتم تحويلها إلى متحف يضم كافة مقتنيات ومكتشفات المحافظة، مما سيوفر فرصة للسياح للاطلاع على تاريخ المحافظة التي مرت عليها كافة الحضارات بدءا من الأنباط ومرورا بالرومان والفرس ووصولا إلى العثمانيين.
زلزال 1927 هدم أجزاء واسعة من القلعة
وبين الغباشي أن قلعة الطفيلة تحتوي على فتحات استُخدمت لرمي السهام خلال المعارك التي كانت تخوضها الدولة العثمانية. وأوضح أن الحجارة المستخدمة في بناء القلعة تعود لحقبات زمنية مختلفة، مثل الحضارة الأدومية والدولة العثمانية، قبل أن تتهدم أجزاء واسعة منها إثر زلزال عام 1927، مما استدعى ترميمها في عام 2016 باستخدام أنواع جديدة من الحجر.
وأشاد الغباشي بالمشروع السياحي الذي نفذته وزارة السياحة، والذي يتمثل بوضع المنطقة على الخريطة السياحية وبدء الترويج لها عالميا، مبينا أن ذلك أسهم في زيادة أعداد السياح تدريجيا، حيث لم تكن تحتوي المنطقة سابقا على خدمات للزوار، مشيرا إلى أن خطة الجهات السياحية تقوم على ربط القلعة بمسار سياحي مع مناطق تاريخية مختلفة في محافظة الطفيلة مما سينعكس إيجابا على أعداد زوارها مستقبلا.
ما هي رمزية الشيخ أحمد الدباغ لأهل الطفيلة؟
أقدم مدرسة في الطفيلة والتي تم تحويلها مؤخرا إلى متحف، تحمل اسم الشيخ أحمد الدباغ، الشخصية الحجازية التي باتت تمثل رمزية متوارثة لأهل محافظة الطفيلة جيلا بعد جيل.
يقول السكان المحليون لـ حسنى إن الدباغ رجل حجازي قدم إلى الطفيلة مع بدء الثورة العربية الكبرى عام 1917 واستقر في المنطقة المحاذية للقلعة. واشتهر الدباغ بورعه الديني، حيث كان يجوب على قدميه القرى والبوادي ناشرا رسالة الإسلام ومعلما لتعاليمه بين الناس، قبل أن يتزوج سيدة من الطفيلة ويستقر فيها إلى أن توفاه الله في نهاية سبيعينيات القرن الماضي.
اقرأ المزيد.. حمامات عفرا المعدنية.. خدمة استشفائية وأوقات استجمام بأسعار رمزية