أقام ملتقى القدس الثقافي بالتعاون مع كلية الشريعة في جامعة العلوم التطبيقية أمس السبت، المؤتمر الثاني لدراسات القدس تحت شعار "الأقصى مركزية
منصات التواصل انحيازٌ للاحتلال ينتهك حقوق الفلسطينيين رقمياً
مع العدوان الذي تمارسه دولة الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، تزايدت انتهاكات حقوقهم الرقمية من طرف منصات التواصل الاجتماعي كالفيسبوك، و تويتر، و يوتيوب و انستغرام، عبر قمعها حرية تعبير الفلسطينيين عن رأيهم و من يناصرهم أيضاً .
و اشتكى العديد من رواد تلك المواقع من حذف منشوراتهم المتعلقة بأحداث المسجد الأقصى أو العدوان على قطاع غزة ومع كل مرة يتعرض الشعب الفلسطيني للإبادة الإسرائيلية، تنشط عملية حذف الحسابات وإخفاء عرض المنشورات.
وأكد تقرير نشرهُ موقع مؤسسة الشبكة "Al Shabbaka"، وهي مؤسسة مهتمة بالقضية الفلسطينية ومقرها كاليفورنيا، في كانون الأول 2020، انحياز شبكات التواصل الاجتماعي بشكل كبير ضد المسلمين عموماً والقضية الفلسطينية خصوصاً، و"هذا ليس بالأمر الجديد عليهم"، بحسب وصف التقرير.
إذ قامت شركتا "فيسبوك" و"تويتر" بِحذف مئات الحسابات لصحفيين ونشطاء ووكالات إعلام فلسطينية بتهمة التحريض على العنف والقتل في حين أنها تجاهلت ومررت فيديوهات ومنشورات تحرض على قتل الفلسطينيين واعتقال الأطفال والتشجيع على إبادتهم وسلب أراضيهم
تحيز "فيسبوك"
وأثار بعض الناشطين والجماعات الحقوقية مخاوف من إسكات منصات التواصل الاجتماعي على غرار إنستغرام وفيسبوك الأصوات الفلسطينية، بعد حذف منشورات عدة توثق جرائم الاحتلال في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة بهدف إسكات أصوات الفلسطينيين.
لكن محاولات فيسبوك الأخيرة ليست بالجديدة، ففي تشرين أول 2019، ذكرت تقارير اعلامية أن الموقع بنى خوارزميات تعمل على حذف عدد كبير من المنشورات التي تحوي مصطلحات معينة مثل "حماس - الجهاد - شهيد - القسام (ذراع حماس العسكري) - السرايا (ذراع الجهاد العسكري)" دون النظر إلى السياق الذي ترد فيه هذه المصطلحات ، وفي مطلع العام الحالي، عمد إلى حذف عشرات الصفحات لإِعلاميين ونشطاء فلسطينيين بدون أي إنذارات مسبقة بِحجة التحريض على العنف والكراهية".
فيسبوك يكيل بمكيالين
في الوقت نفسه انتقد روادمواقع التواصل الاجتماعي شركة فيسبوك و اتهموها بالكيل بمكيالين من خلال تجاهلها للصفحات الإسرائيلية التي تروج للعنف وتحرض على الفلسطينيين وتدعو إلى العنصرية والكراهية.
وفي عام 2018 أثناء انتشار العنف الطائفي في وسط سريلانكا، نبه نشطاء سريلانكيون "فيسبوك" إلى انتشار منشورات تحضّ على الكراهية ضد الأقلية المسلمة، وذكروا مثالاً على ذلك منشوراً يحتوي على جملة: "أبيدوا جميع المسلمين. لا تَستثنوا منهم رضيعاً".
وعلى الرغم من خطورة الموقف وفظاعة التهديد وحجم التحريض الموجود في المنشور، فإن فيسبوك لم تتحرك ضد هذا التهديد والتحريض إلا بعد 6 أيام، بتصريح مفاده أن "مثل هذا النص لا ينتهك معايير المجتمع"حسب ما جاء في تقرير لصحيفة "لوموند" الفرنسية.
يوتيوب .. أيضاً
بحسب التقرير الذي نُشر في موقع "alshabaka" يعمل يوتيوب على حذف الفيديوهات التي تنشر وتوضح العنف والظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني وذكر التقرير شهادات عدد من الناشطين الحقوقيين الفلسطينيين أن "يوتيوب" يزيل محتواهم بحجة أنها "عنيفة".
في حين أفاد ناشطون فلسطينيون بأن مقاطع الفيديو الخاصة بهم باللغة العربية، والتي تضمنت عناوين باللغة العربية، تخضع لمراقبة أعلى من يوتيوب مقارنة بمقاطع الفيديو المنشورة بلغات أخرى.
تويتر لم يخلُ من التمييز
كما أن موقع التغريدات القصيرة "تويتر" هو الآخر لم يتأخر في حملة قمع ضد الفلسطينيين والمسلمين حيث أغلق التطبيق مئات الحسابات لنشطاء تضامنوا مع القضية الفلسطينية وبحسب التقرير كانت تلك الحسابات توثق اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي من خلال إطلاق وسوم ضد جرائمه ووصف مركز "صدى سوشال" الفلسطيني إغلاق هذه الحسابات بأنه عقاب للنشطاء وتواطؤ بين إدارة تويتر وأجهزة أمن الاحتلال، وذلك لخفض التفاعل مع القضية الفلسطينية.
وإنستغرام يثبت تواطؤ منصات التواصل
وفي إطار انحياز منصات التواصل اشتكى ناشطون من حجب تطبيق "إنستغرام"، المملوك أيضاً لشركة "فيسبوك"، المنشورات التي تظهر ممارسات دولة الاحتلال الجائرة تلك الممارسات سببت حملة كبيرة قادها مؤثرون ومشاهير عرب على المنصة مطالبين "إنستغرام" بتغيير سياسته ورغم استمرار سياسة "إنستغرام" المنحازة ضد الفلسطينيين، تمكن العديد من المستخدمين من نقل ورصد الأحداث من خلال بثها بصورة مباشرة على حساباتهم، وتحقيق تفاعل كبير وإيصال الصورة للعالم أجمع.