بإطلالة فريدة.. نزل النمتة يصور سحر الطفيلة البديع

الصورة
نزل النمتة
نزل النمتة

على ارتفاع أكثر من 1150 مترا فوق سطح البحر، وبإطلالة على جبال فلسطين المحتلة، يقع نزل النمتة في إحدى أقدم قرى المملكة الأردنية الهاشمية بمحافظة الطفيلة، قرية النمتة. 

ويشاهد الزائر في نزل النمتة أحد أجمل مشاهد الشروق والغروب في الأردن حينما تغفو الشمس على قمة الجبل المقابل في أراضٍ احتضنت بين جنباتها كل الحضارات التي مرت على الأردن لتغدو المحافظة ضاربة الجذور في التاريخ.

بدأ المشروع صدفة.. ووصل إلى النجاح

بدأ نزل النمتة صدفة حتى وصل إلى النجاح؛ حيث لم يخطط مالكه د. قيس القطامين لافتتاح مشروع سياحي في منطقة تعاني من نقص في الخدمات وشح في عدد الزوار والسائحين. 

وقال القطامين لـ حسنى إن تسمية النزل جاءت تيمنا بقرية النمتة التي يقع فيها، وتخليدا لذكرى والده الذي نشأ وترعرع في هذه البقعة في الجنوب الغربي من الأردن. 

وأفاد القطامين أنه عُرضَت عليه قبل عام مقتنيات قصر يُراد إزالته، حيث اشترى كافة المكونات بنحو 10 آلاف دينار، ليقوم ببناء أربعة غرف فقط لا غير، ومن دون تخطيط لتحويلها إلى نزل لاستقبال السياح القادمين إلى المحافظة.

يقول القطامين: 

"بعد ذلك زارني 40 سائحا أمريكيا وأقاموا في الخيام؛ نظرا لعدم وجود غرف فندقية، ثمّ توالت عليّ الزيارات من قبل السياح، مما دعاني لتوظيف 4 أشخاص وتحويل اختصاصاتهم من الحرف اليدوية إلى القطاع السياحي".

أضاف القطامين أن المشروع السياحي يوظف اليوم 6 أشخاص بشكل مباشر وأكثر من 16 شخصا بشكل غير مباشر، منهم 2 من جنسية عربية، لا سيما وأن المشروع يعتمد بشكل رئيسي في توفير الطعام لضيوفه على تعاونه مع سيدات من المجتمع المحلي، عدا عن أن النزل يتكون من 12 غرفة فندقية.

من نزل النمتة

اقرأ المزيد.. حمامات عفرا المعدنية.. خدمة استشفائية وأوقات استجمام بأسعار رمزية

مهبط للطائرات في النمتة خلال أيام

نظرا للتنوع الجغرافي الهائل الذي تحتويه محافظة الطفيلة من جبال شاهقة ووديان سحيقة وسهول ممتدة، فقد برزت الحاجة إلى وجود جولات سياحية تصور هذه المشاهد من الأعلى وتمكّن الزائر من صنع ذكريات لا تنسى. 

القطامين قال لـ حسنى إن محافظة الطفيلة تستعد خلال شهر لاحتضان أول مهبط طائرات في جنوب الأردن بمحاذاة نزل النمتة؛ بهدف إيصال السياح الراغبين بتقليص الوقت والجهد المبذول للوصول إلى المنطقة. 

وأوضح القطامين أنه سيتم البدء بتجهيز مهبط الطائرات خلال الأيام المقبلة في منطقة قريبة من النزل، حيث سيوفر المهبط إمكانية إطلاق رحلات من عمان وإليها، ورحلات فوق محافظة الطفيلة ذاتها بأسعار متفاوتة.

وستكون أسعار رحلات التنقل بالطائرة على النحو التالي: 

  • تكلفة رحلة لثلاثة أشخاص من عمان إلى الطفيلة ذهابا وإيابا 900 دينار.
  • تكلفة الجولة بالطائرة فوق محافظة الطفيلة 50 دينارا على الشخص الواحد. 

وأكد القطامين أن النزل سيوفر الخدمات الكاملة لكابتن الطائرة من غرف للنوم وكافة الاحتياجات؛ حتى تبقى الطائرة في المحافظة على مدار اليوم، من دون الحاجة إلى العودة بشكل يومي إلى محافظة المفرق؛ حيث يقع "منام الطائرات". 

وأشار القطامين إلى أن تكلفة العودة بالطائرة إلى عمان لن تتجاوز 25 دينارا على الشخص الواحد.

النزل مبني بمواد معاد تدويرها

البساطة في تصميم النزل وإبقاء الطابع الثقافي المجتمعي زاد من بهجة المكان وأسهم في شعور الزائر بالراحة، في مكان صمم ليجعل زائره يتخلى عن وسائل العصر التكنولوجية رغبة منه بالعودة الطبيعة. 

يقول القطامين في حواره مع حسنى:

"أغلب أجزاء النزل تم إعادت تدويرها من مواد استُخدمت سابقا في منازل أخرى، حيث أعيد تشكيلها وترتيبها بالشكل الملائم، ومن ثم وضعت داخل النزل لتمنح مشهدا بديعا من التصميم والجمال".

من نزل النمتة

اقرأ المزيد.. قلعة الطفيلة التاريخية.. إرث يعود لخارطة السياحة المحلية

ولاحظ القطامين أن السياح الذين يزورون النزل بدؤوا بتمديد فترة إقامتهم من يوم إلى يومين أو ثلاثة؛ بعد رؤية جمال المكان وسحر الطفيلة، وهو ما يدل على أن البيئة السياحية في المحافظة بدأت بالتحسن خلال الفترة الماضية، لا سيما وأن المنطقة تبعد 70 كم عن البحر الميت. وبين القطامين أن تكلفة المبيت في نزل النمتة تبدأ من 35 دينارا على الشخص عن اليوم الواحد، شاملة وجبة الإفطار. 

ووفقا للمجتمع المحلي فإن محافظة الطفيلة التي يسكنها نحو 80 ألف نسمة تملك قدرة استيعابية لاستقبال 250 سائحا يرغبون بالمبيت خلال اليوم الواحد؛ نظرا لعدد غرف المبيت ومراكز استقبال الزوار، مع وجود 55 شخصا مدربا وعاملا في القطاع السياحي بالمحافظة. 

للمزيد من التفاصيل يمكنكم زيارة صفحة نزل النمتة على فيسبوك

الأكثر قراءة
00:00:00