معارك طاحنة في مأرب والأمم المتحدة تقول إن أطفال اليمن يتضورون جوعا

الصورة

دفعت الحرب الدائرة في اليمن منذ سنوات، والتي يرى كثيرون أنها حربا بالوكالة بين السعودية وإيران، باليمن الفقير إلى أزمة تصفها الأمم المتحدة بأنها أكبر أزمة إنسانية في العالم.

آخر تحديث

 أعلنت مصادر حكومية يمنية، قتل 60 على الأقل من القوات الموالية لها والحوثيين، الجمعة، في معارك اندلعت في محافظة مأرب شمالي اليمن.

موضحةأن هذه المعارك "هي الأعنف" منذ بدء هجوم ميليشيات الحوثي على المحافظة شباط الجاري.

وأكد المسؤول أن الحوثيين "تسللوا إلى تلال غرب سد مأرب، وشهدت المنطقة أعنف المعارك".

وقال مصدر عسكري آخر إن القوات الموالية للحكومة "تمكنت من صد هجمات للحوثيين جنوب غرب مدينة مأرب"، في حين أشار إلى اندلاع اشتباكات عنيفة في منطقة أبلح جنوب مأرب "استمرت لأكثر من 8 ساعات، وأدت إلى سقوط قتلى من الطرفين".

وقالت مصادر يمنية إن الحوثيين شنوا هجوما على مواقع الجيش الوطني في مديرية صرواح غربي محافظة مأرب، وفي مديرية رَغْوان شمالي المحافظة.

ومنذ أكثر من عام يحاول الحوثيون، المتهمون بتلقي الدعم من إيران، السيطرة على محافظة مأرب الغنية بالنفط والتي تعد آخر معاقل الحكومة في شمالي اليمن.

هذه المعارك جاءت بعد فترة من التهدئة، استأنف ا بعدها لحوثيون في الثامن من الشهر الجاري هجومهم على القوات الحكومية اليمنية المدعومة من تحالف السعودية والإمارات.

مجلس الأمن يمدد العقوبات على اليمن 

واعتمد مجلس الأمن الدولي مساء الخميس قرارا بتمديد العقوبات الدولية المفروضة على اليمن عاما كاملا.

وجدد القرار الصادر بموجب "الفصل السابع" من ميثاق الأمم المتحدة (ما يعني جواز استخدام القوة المسلحة لتنفيذه) نظام العقوبات المالية وحظر السفر ضد الأفراد والكيانات التي تهدد السلم والأمن والاستقرار في اليمن حتى 28 فبراير/شباط 2022، وتمديد ولاية فريق الخبراء المعني بمراقبة حظر تصدير السلاح حتى 28 مارس/آذار من العام نفسه.

ويخضع اليمن لعقوبات تحظر تصدير السلاح منذ عام 2015 بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2216، الصادر ضد مليشيات "الحوثي"، والقوات الموالية للرئيس الراحل علي عبد الله صالح، ويتم تجديدها سنويا.

ودان القرار الذي حمل الرقم 2564، "التصعيد المستمر في مأرب باليمن، واستمرار هجمات الحوثيين على السعودية".

ودعا إلى "الوقف الفوري للهجمات دون شروط مسبقة، وخفض التصعيد في جميع أنحاء اليمن ووقف إطلاق النار في كافة أرجاء البلاد".

 

أطفال اليمن يتضورون جوعاً     

وتقول الأمم المتحدة إن حوالي 16 مليون مواطن يمثلون أكثر من نصف سكان اليمن يعانون الجوع. ويحذر مارك لوكوك مسؤول الإغاثة الأول في الأمم المتحدة من أن خمسة ملايين من هؤلاء على شفا المجاعة.

وتأمل الأمم المتحدة أن تتمكن يوم الاثنين من جمع حوالي 3.85 مليار دولار في اجتماع لإعلان التعهدات يعقد عبر الإنترنت لتحاشي ما يقول لوكوك إنها ستكون مجاعة واسعة النطاق "من صنع الإنسان" تمثل أسوأ ما شهده العالم من مجاعات منذ عشرات السنين.

دفعت الحرب الدائرة في اليمن منذ أكثر من ست سنوات، والتي يرى كثيرون أنها حربا بالوكالة بين السعودية وإيران، باليمن الفقير إلى أزمة تصفها الأمم المتحدة بأنها أكبر أزمة إنسانية في العالم.

وتوضح معلومات الأمم المتحدة أن حوالي 80 في المئة من اليمنيين يحتاجون للمساعدة وأن 400 ألف طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد. ويعتمد اليمن في الحصول على جانب كبير من احتياجاته من المواد الغذائية على الاستيراد وقد تسببت الأطراف المتحاربة في اضطراب هذه الإمدادات بشدة.

وقال لوكوك للصحفيين "قبل الحرب كان اليمن دولة فقيرة بها مشكلة سوء تغذية لكنه كان دولة بها اقتصاد فعال وحكومة توفر الخدمات لعدد كبير من أفراد شعبها. وقد دمرت الحرب ذلك إلى حد كبير".

وأضاف "في العالم الحديث المجاعات تتمثل في الأساس في عدم وجود دخل لدى الناس ثم تعطيل آخرين المساعي الرامية لمساعدتهم. وهذا بالضبط هو ما نجده في اليمن".

الجوع والجائحة

كان تحالف بقيادة السعودية قد تدخل في اليمن في 2015 بعد أن أخرجت جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران الحكومة اليمنية من العاصمة صنعاء. ويقول الحوثيون إنهم يحاربون نظاما فاسدا.

وازدادت معاناة الشعب اليمني بفعل انهيار الاقتصاد والعملة وجائحة كوفيد-19.

ويحاول مسؤولو الأمم المتحدة إحياء محادثات السلام وقد قال الرئيس الأمريكي  جو بايدن إن اليمن يمثل أولوية لإدارته وأعلن وقف الدعم الأمريكي للحملة العسكرية التي تقودها السعودية وطالب بضرورة وقف الحرب.

وحذرت 12 منظمة إغاثة من بينها أوكسفام وهيئة إنقاذ الطفولة وكير إنترناشونال من أن 2.3 مليون طفل دون سن الخامسة في اليمن سيعانون الجوع هذا العام إذا لم تعمل الحكومات على زيادة التمويل يوم الاثنين.

وتقول الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة إن الأرقام الرسمية لا تصف مدى انتشار المرض في اليمن.

وفي العامين 2018 و2019، استطاعت الأمم المتحدة منع حدوث مجاعة بفضل نداء لتقديم المساعدات أسفر عن تعهدات كبيرة من بينها تبرعات ضخمة قدمتها السعودية والإمارات والكويت.

وفي 2020، لم تتلق الأمم المتحدة سوي ما يزيد قليلا على نصف التبرعات المطلوبة وقدرها 3.4 مليار دولار. وقال لوكوك إن ذلك يرجع في جانب كبير منه إلى تقلص تبرعات الدول الخليجية.

وحث دول الخليج على تقديم تعهدات سخية لعام 2021 والإسراع بسدادها.

 

شخصيات ذكرت في هذا المقال
00:00:00