دراسة تظهر مستويات الكراهية على مواقع التواصل الاجتماعي

الصورة
المصدر
آخر تحديث

توصلت دراسة حديثة إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي تلعب دورا متوسطا في نشر خطاب الكراهية، "مما يعطي جرس إنذار إلى أن المحتوى الذي يحض على هذا الخطاب يمكن أن يرتفع إلى مستويات أكبر "، بحسب معد الدراسة رئيس قسم الصحافة والإعلام الرقمي بجامعة الزرقاء د. عثمان الطاهات.

في ضوء ما توصلت له نتائج الدراسة فهي تدعو مؤسسات المجتمع المدني إلى العمل بشكل جاد لمواجهة خطاب الكراهية والحد من انتشاره لأنه يعرض السلم المجتمعي للخطر، مطالبة المنصات الإعلامية الجماهيرية والرقمية بتبني مبادرات تهدف للحد من انتشار هذه الظاهرة والتوعية بخطورتها على المجتمعات والدول على حد سواء.

مواقع التواصل الاجتماعي تنشر خطاب الكراهية

ومن هذه المبادرات التي يمكن القيام بها بحسب ما يقول الطاهات لـ حسنى، تنفيذ حملات توعية مستمرة تشاركية بين مختلف القطاعات الرسمية والأهلية، وعقد ندوات وورش عمل ضمن مجموعات وخاصة فئات الشباب، وتحصين المواقع من أي مظاهر تشجع على العنف، كون الظاهرة يمكن أن تشكل خطرا على المجتمع، لافتا إلى العديد من المظاهر التي تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي، منها يثير النعرات الطائفية وتتجاوز الأعراف والقيم الدينية التي يتحلى بها المجتمع الأردني.

الدراسة تركزت على دور مواقع التواصل الاجتماعي في نشر خطاب الكراهية من وجهة نظر طلبة كلية الإعلام بجامعة الزرقاء، حيث أوصت إلى بذل جهود أكبر في مواجهة ظاهرة خطاب الكراهية التي أصبحت تنتشر في مجتمعات العالم عبر هذه المواقع.

وهدفت الدراسة التي نشرت في إحدى المجلات العالمية المحكمة ضمن مجلات "scopus"  وتصنيفها Q2  إلى التعرف على دور مواقع التواصل الاجتماعي وبالذات فيسبوك في نشر خطاب الكراهية من وجهة نظر الطلبة.

استخدمت المنهج الوصفي التحليلي

وبين الدكتور الطاهات إلى أن الدراسة المدعومة من عمادة البحث العلمي بجامعة الزرقاء استخدمت المنهج الوصفي التحليلي، واعتمدت على استبانة لجمع المعلومات من عينة عشوائية بلغت 100 مفردة، شكلت ما نسبته 50 % من المجتمع الدراسي الذي يتكون من 200 طالبة وطالب من كلية الإعلام بالجامعة.

وأظهرت نتائج الدراسة، أن 85 % من أفراد عينة الدراسة يتابعون مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك دائماً، و 14 % يتابعونها كثيراً، في حين بين أن 1 % من عينة الدراسة إنهم "يتابعونها أحياناً".

وهذا يعني بحسب الدكتور الطاهات، أن طلبة الكلية على اطلاع تام بما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصا فيسبوك، وبالتالي لديهم القدرة على تقييم ما ينشر على مواقع التواصل، وما إذا كان يحض على خطاب الكراهية أم لا في المجتمع الأردني، مشيرا إلى أن هناك فروقا ذات دلالة إحصائية بدور فيسبوك في نشر خطاب الكراهية يعزى إلى الجنس ويمكن وصف هذا الدور بأنه متوسط.

الساحة المحلية شهدت أفكارا وسلوكيات متطرفة

وأشار الطاهات، إلى أن الساحة المحلية شهدت خلال السنوات الأخيرة أفكارا وسلوكيات متطرفة وعدائية، عرضت الوحدة الوطنية والسلم الأهلي للخطر، وأن هذا ما دفعه إلى دراسة أسباب الظاهرة وإعداد الدراسة.

وأكد أن الدراسة يمكن أن تسهم في تقديم معلومات مهمة لصناع القرار على صعيد الدولة، وتساعد في الحد من هذه الظاهرة التي أصبحت تهدد السلم المجتمعي ونشر الفرقة والخلاف بين مكونات المجتمع، كما يمكن أن تسهم في توعية الشباب بأهمية الانتباه لما يتم نشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي خاصة فيسبوك، الذي أصبح يسبب نوعا من أنواع الكراهية بين المدونين أو زوار الموقع.

 وقال إن ما تشهده المنطقة من انتشار للفكر المتطرف والإقصائي والعدائي وتعزيز عدم قبول الرأي والرأي الآخر في ظل توظيف أو مساهمة مواقع التواصل الاجتماعي ممثلة بـ فيسبوك لخدمة هذه الظاهرة "حتم القيام بهذه الدراسة، التي تزداد أهميتها كونها من الدراسات القليلة التي تحاول التعرف الى دور مواقع التواصل الاجتماعي خصوصا فيسبوك في نشر خطاب التحريض وكراهية الآخر".

00:00:00