حزب الشراكة والإنقاذ يعقد مؤتمره السنوي الثالث تحت شعار مستمرون وواثقون

الصورة
آخر تحديث

دعا متحدثون خلال مؤتمر حزب الشراكة والإنقاذ الذي عقد اليوم في فندق لاندمارك تحت شعار"مستمرون وواثقون"، إلى وضع خارطة طريق للإصلاح السياسي ،بحيث يلمس المواطن جديتها ، وأن تعمل الحكومة على محاربة جادة لجميع أوجه الفساد.

ولم تخل كلمات المتحدثين خلال مؤتمر الحزب الثالث من توجيه الانتقاد إلى الحكومة لعدم قيامها بوضع الحلول المناسبة للتخلص من آفة الفساد التي تنعكس أثارها على مختلف مناحي الحياة، الأمر الذي ولد المحسوبية وتفشي الواسطة وغياب العدالة والتوسع في المحاباة والرشوة والإسراف في استخدام المال العام وغيرها من أوجه الفساد.

ورغم الانتقادات التي وجهت من المشاركين على ما وصلت إليه الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لكن الآمال بقيت موجودة بتأسيس مرحلة جديدة تقوم على تمتين الحياة الحزبية وحمايتها وتطوير مجالاتها لتكون رقيبة على أعمال الدولة إلى جانب البرلمان الذي يجب أن يكون فاعلا ومؤثرا.   

انتقادات إلى اتفاقية التعاون الدفاعي بين الأردن والولايات المتحدة الاميركية

ووجهت انتقادات إلى اتفاقية التعاون الدفاعي بين الأردن والولايات المتحدة الاميركية والتي تعزز التعاون الثنائي الدفاعي والأمني باعتبارها اتفاقية غير دستورية ولم تعرض على البرلمان .

وحذر المشاركون أن تكون مخرجات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، أن تكون شكلية والتي بدأت تتسرب توصياتها ،وبالذات ما يتعلق بالحياة الحزبية وتأسيس أحزاب ضعيفة من قبل مسؤولين سابقين تقوم بالتغول على الأحزاب القوية والقريبة من الشارع.

المؤتمر الذي حضره شخصيات سياسية وعامة وممثلين عن أحزاب وجهات إعلامية، والأعضاء المنتخبين من فروع الحزب أخذ منحى مغايرا حيث تشاركت الأفكار ومن مختلف الاحزاب والتيارات لتشخيص الواقع السياسي المحلي والوضع الحزبي واهمية تجاوز التحديات ووضع حلول للمعضلات التي تعاني منها مفاصل الدولة للوصول إلى مرحلة حقيقة من الإصلاح.

الإصلاح الحقيقي المطلوب الذي يتوافق مع قيم الأمة وهويتها

خلال حفل الافتتاح ألقت رئيسة المؤتمر الدكتورة عيدة المطلق كلمة أكدت فيها أن الإصلاح الحقيقي المطلوب هو الذي يتوافق مع قيم الأمة وهويتها الحضارية ويستجيب لتوق الشعوب إلى الحرية والعدالة والديمقراطية والكرامة وليس الاصلاح الذي يأتي استجابة لضغوط خارجية غير بريئة .

وقالت  المطلق إن الحصون المنيعة للوطن والدولة هي: شعب حر كريم عزيز، ونظام سياسي متصالح مع شعبه حريص على المصالح العليا للشعب والوطن والدولة، والتزام من قبل جميع أطراف المعادلة بمنظومة قيمية وأخلاقية.

المشهد السياسي متشنج

وأضافت اننا أمام مشهد سياسي متشنج قوامه: بيئة سياسية عامة يشوبها الاستبداد بنكهة  غير مستساغة لديمقراطية مشوهة، وبيئة خضعت للتجريف جائر أدي إلى تصحر عام، تتبدى تجلياته في ضمور فئة رجال الدولة ونسائها، واستنزاف للنخب السياسية والفكرية وتراجع خطير في المكانة السياسية لسلطات الدولة وتغييب للحكومات عن الأحداث الكبرى، ناهيك عن الشرخ المقلق بين الشارع والدولة بمؤسساتها المختلفة.

كما يتجلى المشهد بحسب المطلق، اتفاقية دفاعية أردنية أميركية توقع في ظل تهميش مهين للشعب والبرلمان، تفرط في السيادة الوطنية وموارد الدولة وتستهين بمواطنية الاردنيين واستقلالهم.

غياب للمشاريع الاقتصادية الكبرى

والقى وزير الاعلام الاسبق طاهرالعدوان كلمة الشخصيات الوطنية ، تحدث فيها عن الوضع السياسي العام حيث بين نهب مقدرات الدولة وغياب المشاريع الاقتصادية الكبرى مع ازدياد حالات الفقر والبطالة، لنصل إلى مرحلة خطيرة أصبح فيها هم الدولة الحصول على ديون خارجية ، ظهرت فيها فئة الليبرالية الجديدة المتحدة مع الفساد تحت شعار الخصخصة والاستثمار، ما أدى إلى إضعاف القطاع العام.

وبين أن المرحلة التي وصلنا إليها في الأردن تلازم فيها الفساد مع مشاريع الخصخصة ،ثم مرحلة تزوير للانتخابات النيابية في مرحلة ما عن طريق المال الأسود، وظهور مجالس نيابية تدافع عن سياسيات الحكومة .

وقال "أخشى أن يكون الإصلاح السياسي بيد الفئة المسؤولة عن الفشل"

وأشار إلى الاتفاقيات السياسية والاقتصادية مع الاحتلال الصهيوني والتي لا تخدم إلا مشاريع الاحتلال، مثل الغاز المنهوب، والمياه الذي يباع لنا، ثم الاتفاقية الامنية مع اميركا التي تفرط في إرادة الشعب وتنكر نضالاتنا السياسية ،كما أن توقيعها في الظلام فيه شبهة خطيرة.

تسريبات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية تحمل مؤشرات سلبية

وفي كلمة للأحزاب ألقاها عبدالفتاح الكيلاني من حزب الحياة ، أشار فيها إلى التسريبات التي خرجت عن اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية والتي تحمل مؤشرات سلبية وبالذات ما يتعلق بالقائمة الحزبية وتهيئتها لأحزاب جديدة، متخوفا أن تكون هذه الاحزاب مجرد ديكور.

ودعا الأحزاب أن تراجع مواقفها وتوحد صفوفها بغض النظر عن توجهاتها، وأن تبقى القضية الفلسطينية هي الأساس الذي يوحد الشعوب والاحزاب .

الدعوة إلى التمسك بالثوابت الوطنية

ووجه المنسق العام للحركة الشعبية للتغيير سفيان التل رسائل دعا فيها إلى التمسك بالثوابت الوطنية وخاصة أن الوطن بالنسبة إليه يسير الآن في مرحلة الضياع والسلب والنهب وإقصاء وتهميش وبيع المنجز الوطني وشيطنة العقل وتلميع الظلم والفجور وشراء الذمم.

ولفت إلى أحد القطاعات الحيوية الذي اعتبره قطاعا مهمشا وهو القطاع الصحي خاصة في مرحلة جائحة كورونا ويحتاج إلى الدعم أكثر من غيره من القطاعات ،مؤكدا أن الاولية حماية الصحة .

وتساءل عن خطة الحزب في معالجة المشكلات التي يعاني منها الوطن وخاصة في مجال الاصلاح ومقاومة اتفاقية الأمن بين الاردن وأميريكا.

بناء الوطن لن يتم إلا بوسائل سلمية

وألقى كلمة حزب الشراكة والإنقاذ سالم الفلاحات استعرض فيها كيفية نشأة الحزب حيث استمر الحوار بين المؤسسين نحو 6 أشهر لبلورة المواقف التي يلتقي عليها الجميع، لافتا إلى أن الأعداء لا يريدون حياة حزبية جادة في الاردن تنظم عملهم .

وأشار الى ما تعرض له الحزب لمحاولة حلّ بداية هذا العام وتم إيقاف نشاطه بقرار قضائي ، قبل أن تقرر المحكمة بطلان الدعوى، وتردها شكلا، مرحبا بنفس الوقت باي انتقاد يوجه اليهم.

وشدد على عملية الاصلاح ونهج الحزب في العمل قائلا" لسنا بائسين ،وأن بناء الوطن لن يتم إلا بوسائل سلمية تتوحد فيها مختلف القوى سواء في الشارع أو القوى الحزبية.

وناقش المشاركون محاور عديدة تتلق بالمشهد الوطني ، والحالة الحزبية والسياسات العامة، و المستجدات السياسية والإقليمية،والتحديات وآفاق الحل ،و خارطة الإصلاح السياسي الحقيقي 

00:00:00