هل تملك جماعة الإخوان المسلمين "الأم" دعم نبيل الكوفحي في انتخابات إربد البلدية

الصورة
نبيل الكوفحي مرشح رئاسة بلدية إربد
نبيل الكوفحي مرشح رئاسة بلدية إربد
آخر تحديث

يثير ترشح الدكتور نبيل الكوفحي لانتخابات إربد البلدية جدلا وخلافا في صفوف جماعة الإخوان المسلمين الأم بين مؤيد لترشيحه ودعمه وبين معارض لذلك بشدة، خصوصا في ظل عدم وجود مرشح من قبل الحركة الإسلامية لرئاسة البلدية حتى اللحظة، ولكل من الفريقين وجهة نظر في الأمر.

 الرجل المناسب في المكان المناسب

فالفريق الأول يرى أن دعم الكوفحي يمثل روح فكر الإخوان المسلمين بتأييد المُصلح أيا كان انتماؤه وتوجهه، فالمهم أن يكون الرجل المناسب في المكان المناسب، والكوفحي لا تنقصه الخبرة العلمية والعملية لتحسين حالة المدينة التي يصفها البعض بالمزرية، كما يرى هذا الفريق في الدعم تساميا على الخلافات التي عصفت في صفوف الإخوان في السنوات الماضية، ورسالة إلى من طرب لهذه الخلافات أن الإخوان يتعاونون فيما يتفقون عليه ويعذر بعضهم بعضا فيما يختلفون فيه، بل يذهب البعض إلى أن دعمه يمثل ضرورة شرعية ووطنية انطلاقا من مبدأ تقديم المصلح والأخذ على يده.

دعم نبيل الكوفحي جريمة بحق الإخوان المسلمين

بالمقابل يرى الفريق المعارض أن دعم الكوفحي يمثل خيارا مستحيلا، بل ربما جريمة في حق الجماعة، فالدكتور نبيل كان أحد رموز وعناوين مرحلة الخلاف التي أدت إلى الانشقاقات التي شهدتها الجماعة، وهو جزء من كيان لا زال ينازع الجماعة في أملاكها ووجودها وأموالها، كما أن للكوفحي تجربة سابقة في البلدية جرّت على الجماعة حينها كما يقولون سخط قسط من الجمهور الذي لم يكن راضيا عن أداء الدكتور وتعامله مع العامة.

وفي ظل ذلك يصبح الدعم الصريح للدكتور نبيل مثارا لخلاف داخلي جديد في صفوف الجماعة لا تستطيع تحمل تبعاته، وليست في حاجة إليه خصوصا في ظل أزماتها المتتابعة ورغبتها بالتفرغ لجمع صفها واستئناف أعمالها الدعوية من جديد، فمثل هذا الخلاف في الوقت الحالي يمثل وصفة لإعاقة العمل وإثارة البلبلة.

فرصة لخوض تجربة التعويم

وفي ظل هذه المعادلة ستجد الحركة الإسلامية نفسها أمام خيار السكوت عن دعم أي مرشح لرئاسة البلدية سواء كان الكوفحي أم غيره، وسيترك للأفراد حرية الاختيار، فهذا الخيار يجنِّب الجماعة الخلاف الداخلي والحرج أمام العامة.

ومن المهم بمكان أن يكون خطاب الجماعة المعلن هو خطابها لأفرادها داخليا، فلا يتم توجيه الأفراد لمقاطعة التصويت أو شن حملة شيطنة للراغبين للعمل أو التصويت لصالح الكوفحي، بل يترك للأفراد الحرية المطلقة في اختيار ما يشاؤون دون توجيه أو ضغط أو تخويف، ولتكن هذه التجربة فرصة لخوض تجربة التعويم للمرة الأولى، وفي تقدير مراقبين أن هذا الخيار سيصب في المحصلة لصالح الدكتور نبيل في حملته الانتخابية وسيكون في صالح الجميع على المدى البعيد.

00:00:00