الأوقاف وجمعية المحافظة على القرآن.. جدل قانوني .. واتفاق على مواصلة الحوار

الصورة
المصدر

أكد وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية محمد الخلايلة، أن الوزارة الأوقاف تتعامل مع جميع الجمعيات التي تحت مظلة وزارة الأوقاف بنفس المعاملة وبدون تمييز، وأن هناك رقابة مستمرة حتى على مراكز الأوقاف القرآنية وجرى سابقاً إغلاق وفتح بعض المراكز لمخالفات فيها، وكل ذلك ضمن حدود القانون والمنطق والاحترام.

وجاء رد الخلايلة عبر حسنى اليوم، بعد انتقادات وجهت للوزارة تحت ذريعة منعها لأنشطة أندية حفظ القرآن، إذ قال فيما يتعلق بالنوادي الصيفية ونادي الطفل القرآني، إن وزارة الأوقاف ليس لديها أي مشكلة معها، أو مع العمل القرآني، ولكن أن يتحول نادي الطفل القرآني لروضة وتدرس فترات رياض الأطفال ومواد دراسية أخرى فهذا يحتاج إلى ترخيص من وزارة التربية والتعليم.

وأضاف الخلايلة" أنا أشجع الجمعية على فتح نادي رياض أطفال وترخيصه رسمياً من وزارة التربية والتعليم لأنه يخلق بيئة دينية، ومن المهم أن يكون لدينا مدارس ورياض أطفال بصبغة وصفة دينية".

وكانت وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية أصدرت يوم أمس بيانا بينت فيه موقفها من الحملة الإعلامية التي يقوم بها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، انتقدوا قيام الوزارة بإغلاق النوادي الصيفية القرآنية حتى حصولها على الترخيص اللازم مما اعتبروه تضييقاً على جمعية المحافظة على القرآن الكريم، فيما اعتبرها البيان "هجمة شرسة من قبل بعض الموتورين الذين يمارسون التضليل واستخدام القرآن الكريم كوسيلة لتضليل الرأي العام واستعطافه لتشويه صورة الوزارة بادعاءات لا تمت إلى الواقع والحقيقة بصلة".

ولكن رئيس جمعية المحافظة على القرآن الكريم نفى في وقت سابق أي صلة للجمعية بهذه الحملة أو أي منشورات متداولة بخصوصها.

الأوقاف: نشرف على 28 جمعية ونتعامل معها دون تمييز

وقال وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية إن الوزارة وفقاً لقانون الجمعيات الخيرية تشرف على 28 جمعية وليس فقط على جمعية المحافظة على القرآن الكريم، وأن أي تعليمات تصدر تطبق على جميع الجمعيات، كما أنها تطبق أيضاً على المراكز القرآنية التابعة لوزارة الأوقاف والبالغ عددها 2200 مركز قرآني.

الجمعية: بعض اشتراطات تعليمات النادي القرآني مجحفة ونطالب بتعديلها

من جهته، قال رئيس جمعية المحافظة على القرآن الكريم الدكتور نضال العبادي لـ حسنى بأن جمعية المحافظة على القرآن الكريم تعمل منذ 30 عاماً تحت الشمس، وعلى أعين الدولة ووزارة الثقافة آنذاك، وفي ظلّ القوانين المعمول بها، ولم يسجل في حق الجمعية أي قضية فساد أو جريمة أو جنحة.

وأضاف العبادي بأن الجمعية تعتقد بأن بعض الاشتراطات الواردة بتعليمات النوادي القرآنية، التي أقرت من قبل وزير الأوقاف مجحفة، ونطالب بتعديلها، وقد قمنا بعقد اجتماع مع وزير الأوقاف لمناقشتها واستثنى مشكوراً حينها شرط تفرغ مدير المركز القرآني، وعندما رغبنا باستكمال الحوار والنقاش لم نر هناك استجابة من الوزارة والوزير بهذا الخصوص.

أما فيما يتعلق بإثارة الموضوع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فقد رجّح العبادي أن سبب ذلك يعود إلى كتاب مسرب من مديرية أوقاف إربد الثانية،يطلب منه مدير الأوقاف منع التسجيل أو الإعلان عن النوادي القرآنية قبل الحصول على التراخيص اللازمة، وهو يتعلق بمركز واحد فقد ونادي قرآني واحد فقط.

وبين العبادي بأن الجمعية قامت بالتعميم على كافة فروعها البالغة 42 فرعا بعدم الإعلان عن النادي القرآني التزاماً بالاتفاق مع الوزير، ولكن في نفس الوقت لم يصلنا أي ردّ بعد اجتماع الأول من رمضان للآن من قبل الوزارة بهذا الخصوص.

الأوقاف: مخالفات جسيمة إدارية ومالية بحق الجمعية

وبين الخلايلة بأن هناك مخالفات جسيمة إدارية ومالية في عمل جمعية المحافظة على القرآن الكريم، وطلبنا بكتاب رسمي من الجمعية تصويبها من أكثر من عام ونصف العام، وذلك وفق قرار لجنة مختصة شكلت بطلب من وزير التنمية الاجتماعية.

وأوضح الخلايلة بأنه وزارة الأوقاف منحت الجمعية الوقت الكافي لتصويب هذه المخالفات، ولم تتخذ أي إجراء قانوني بحق الجمعية، أو إجراء إداري قاس بحقها أو حق أحد العاملين فيها، ولم تقم بإحالة أي قضية للقضاء، ولم يتم إغلاق أي مباني رئيسية للجمعية، بل فقط بعض المراكز القرآنية لغايات تصويب أوضاعها.

الجمعية: جميع المخالفات قد صوبت

من جهته، نفى العبادي وجود مخالفات جسيمة، وأن الجمعية تعمل تحت مظلة وزارة الثقافة منذ 26 سنة، وبعض أنشطتها تمّت برعاية أميرية سامية، مؤكدا أن الجمعية قامت بتقديم كافّة ملفاتها بزمن قياسي وضمن المهلة الممنوحة.

وأشار العبادي بأن أي قانون جديد أو تعديل على النظام أو التعليمات يجب أن تكون بأثر رجعي، ولكن مع ذلك قامت الجمعية بتحديث جميع أنظمتها وقوانينها ونظامها الأساسي لكي يتلاءم مع الأنظمة والقوانين الجديدة.

الجمعية: فقدان 650 معلمة لعملها ستسبب مشكلة اقتصادية واجتماعية

من جهته، أكد العبادي منع تدريس مواد الرياضيات واللغة الإنجليزية داخل جميع هذه النوادي وذلك من خلال تعميم إداري من إدارة الجمعية لجميع فروعها.

ودعا العبادي وزير الأوقاف والحكومة بالنظر للمشكلة الاقتصادية والاجتماعية التي تترتب على إغلاق نوادي الطفل القرآنية والتي تشغل 650 معلمة فيها، وما يترتب عليها من ضرر على المعلمات وأسرهن.

وأكد أن الجمعية سوف تتقدم فوراً لترخيص رياض الأطفال وفق الأصول، لممارسة عملها، وقد باشرت بعمل ذلك.

الأوقاف: لا تدخلات خارجية

وأكد الخلايلة بأن ملف الجمعيات التابعة لمظلة وزارة الأوقاف أو النوادي القرآنية هو ملف داخلي لدى وزارة الأوقاف، ولا تتدخل به أي جهة كانت.

الجمعية: نرفض الشتم والتشهير وقد تعرضنا لبعضه

وأكد العبادي بأنه ضدّ أي استخدام السب والشتم والتشهير بشخص الوزير، أو وزارة الأوقاف، أو أي جهة أخرى وأن هذا الأمر ليس من أخلاقنا أبداً، وبين أنه حتى إدارة الجمعية لم تسلم من ذلك.

دلالات
00:00:00