كيف حافظت العمارة التراثية على النسيج الاجتماعي للمدينة؟

"تحتفي العمارة التراثية بالإنسان، بينما العمارة الحديثة تحتفي بالبناء". هكذا يرى المعماري أيمن زعيتر اختلاف العمارة التراثية عن الحديثة، ويخبرنا كيف تحولت المركزية في العمارة عبر الزمن من الإنسان إلى البناء، مقدما لنا أمثلة من مدن مختلفة في العالم.

العمارة التراثية والمجتمع

فالمركزية التي كان يتمتع بها الإنسان في العمارة التراثية تستند إلى جملة من القيم الاجتماعية التي كانت ترعى المجتمعات وتحافظ على نسيجها الاجتماعي.

في الحلقة الاستفتاحية من بودكاست نحن والمدينة نستضيف المعماري الأردني أيمن زعيتر، لنفهم العمارة وارتباطها بالإنسان، من خلال استعراض بعض المشاريع التي صممها وأشرف عليها المهندس زعيتر في العاصمة عمان، كما سنتطرق لمفاهيم أسست لشكل بناء المدن والأحياء في تاريخنا العربي والإسلامي مثل الزهد والجمال والجوار.

أثر تصميم المدينة على العلاقات الاجتماعية

الصورة
صورة جوية لساحة مسجد أبو درويش
صورة جوية لساحة مسجد أبو درويش | المصدر: مركز دراسات البيئة المبنية

في الشق الأول من اللقاء، يحدثنا المعماري أيمن زعيتر عن الفرق بين المخطط الحضري والمعماري، وكيف تشكل العمارة هوية المدينة وتنعكس على سلوكيات الإنسان فيها.

كما أنه يخبرنا عن مشروع ساحة مسجد أبو درويش في العاصمة الأردنية عمان، كمثال يجمع بين التخطيطي والمعماري لإيجاد مساحات مشتركة بين الناس، كيف تفاعلوا معها؟ وهل يستطيع المعماري وحده أن يفهم حاجات الناس الاجتماعية للمساحات؟

يجيب زعيتر بأن وجود مختص في علم الاجتماع ضروري لعمل المخطط الحضري، إذ أن المخطط قد يخرج بأفكار وحلول هندسية تناسب المكان، لكنها قد لا تناسب قاطني المكان وطريقة عيشهم وتفاعلهم مع المكان حولهم.

فمثلا، استغرب زعيتر من أن ساحة مسجد أبو درويش التي عمل عليها سابقا أسيء استخدامها من قبل بعض روادها في ساعات المساء، مما دفعه للتفكير بأن الحي الذي يوجد فيه المسجد يكاد يخلو من مرافق أخرى تستوعب الناس والشباب في ساعات المساء تناسب شكل تجمعهم وتلبي احتياجاتهم.

كيف نشأت عمان الحديثة وهويتها المعمارية؟

مشروع العبدلي (البوليفارد) في العاصمة الأردنية عمان | المصدر: هيئة تنشيط السياحة

 

في الشق الثاني من اللقاء نستعرض تطور مدينة عمان العمراني، ونبحث في الهوية المعمارية للمدينة، فهل غير مشروع العبدلي -البوليفارد- في العاصمة عمان وجه المدينة وهويتها؟ وهل طابع المدينة الحجري يكفي لجعل المدينة جميلة؟ 

المبنى الباذخ لا يقبل الجوار

في الشق الثالث من اللقاء يخبرنا المعماري أيمن زعيتر بأن المبنى الباذخ لا يقبل الجوار، لكننا لا ننفك نرى منازلا باذخة في عمارتنا التراثية، فكيف نظمت العمارة التراثية الأحياء والمدن؟ وكيف حافظت على النسيج الاجتماعي رغم تباين المستويات والطبقات الاجتماعية في الحي الواحد؟

أما في الشق الأخير من اللقاء، نضع بين أيدي المعماري أيمن سؤالا راود كثيرا منا عند التنقل بين الأحياء والمدن الفقيرة، لماذا ينقصها جمال معماري؟ وهل الجمال المعماري محتكر لأصحاب المال فقط؟ 

من هو المعماري أيمن زعيتر

أيمن زعيتر هو معماري أردني عريق، صمم وأشرف على عدة مشاريع في الأردن، مثل ساحة مسجد أبو درويش، مجمع رغدان السياحي، ومنتزه الملك حسين.

تتركز اهتماماته البحثية في التراث المعماري والعمارة الإسلامية، تخرج من كلية هندسة العمارة من الجامعة الأمريكية ببيروت سنة 1981، وهو محاضر زائر للعديد من الجامعات الأردنية حول العمارة والعمران.

استمع للقاء كاملا:

شخصيات ذكرت في هذا المقال
الأكثر قراءة
00:00:00