موائد الرحمن الرمضانية ما أصلها في التاريخ الإسلامي؟

الصورة

تنتشر موائد الرحمن في العديد من الدول العربية والإسلامية في شهر رمضان، ويعود أصل هذه العادة بحسب التاريخ الإسلامي إلى عهد النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان يقوم عليه الصلاة والسلام بإرسال وجبات السحور والفطور في رمضان مع الصحابي بلال بن رباح إلى وفود قدمت من الطائف واستقرت في المدينة بعدما أعلنت إسلامها.

وتسجل كتب التاريخ أن الخلفاء الراشدين قد سنوا هذه السُنّة أيضا من بعد رسول الله، حيث كان الخليفة عمر بن الخطاب يقيم الدور لضيافة وإفطار الصائمين، وتطورت الفكرة لتصبح تدريجياً على ما هي عليه الآن في الدول العربية المختلفة، حيث يحرص أهل المدينة المنورة اليوم على إقامة الموائد بنيل نيل فضل إكرام زوار مسجد رسول الله، فيما توزع الإفطارات مجانا في مكة على المعتمرين والزوار.

موائد الرحمن في مصر

أما في مصر فتعود تسمية " موائد الرحمن" إلى عالم الديار المصرية الليث بن سعد بن عبد الرحمن، الذي اشتهر بمساعدة الفقراء والمساكين بطرق عديدة، وكانت إحدى هذه الطرق إنشاء موائد طعام خارج منزله للفقراء وعابري السبيل، حيث بدأ المسمّى الحقيقي للمائدة على اسم جده "عبدالرحمن"، وقد استمر فيها حتى وفاته عام 791 ميلاديا.

وبحسب الباحث المصري سامح الزهار ، فقد واصل الخليفة المعز لدين الله الفاطمي في عهده القصير الممتد منذ عام 972 وحتى 975 ميلادياً، إقامة الموائد في شهر رمضان أيضاً، وكانت مخصصة في البداية لزائري جامع عمرو بن العاص، ثم ما لبثت أن امتدت لترحّب بجميع المحتاجين، وقد نقلت التسجيلات التاريخية انه كان يخرج من قصر الخليفة الفاطمي قرابة الـ1100 قِدر من جميع أنواع الطعام لتُوزع على الفقراء، وسُمِّيت مائدته بـ"دار الفطرة".

موائد الرحمن في بغداد والمغرب

ومن مصر إلى بغداد ومع وصول هارون الرشيد إلى سدة الخلافة العباسية، اعتاد طيلة حكمه الذي استمر 23 عاماً على إقامة موائد الرحمن طيلة شهر رمضان في حديقة قصره، وكان يتنكر في ملابس بسيطة ومتواضعة، لكي يتمكن من التجوال بحرية بين الصائمين ويسألهم عن أحوالهم، بحسب ما نقلت الكتب التاريخية العراقية.

ولا تخلو الشوارع المغربية من هذه الموائد، حيث تنقل التقارير سنويا نصب المحسنين عشرات الخيام في بعض الأحياء والمدن كتب عليها "خيام الرحمن"، يتوفر من خلالها وجبة الإفطار المجانية طيلة الشهر سواء للفقراء أو عابري السبيل أو من تقطعت بهم السبل.

صور مختلفة لموائد الرحمن في الأردن

وفي الأردن تأخذ موائد الرحمن طابعا مختلفا، فتحرص الجميعات والخيرون على إقامة موائد الرحمن لليتامى والأطفال وكبار السن، وتقوم الجهات الخيرية بالتعاون مع مطابخ إنتاجية لطهي الطعام وتوزيعه على منازل الفقراء والمساكين دراء للإحراج على الملأ، كما يوزع البعض إفطارات بسيطة تتكون من لبن وتمر أو حساء الشوربة على المصلين في المساجد عند آذان المغرب كسبا لأجر تفطير الصائم، كما تحرص بعض البلدات في الأردن على إقامة موائد إفطار عامة في "ديوان العشيرة " وغالبا ما يكون الطبق الرئيسي فيها اللبن المطبوخ" الجميد" والأرز واللحم.

00:00:00