التأثيرات والردود على انسحاب روسيا من اتفاقية الحبوب

الصورة
آخر تحديث

أعلنت روسيا في الـ 17 من الشهر الجاري وقف مشاركتها في اتفاقية الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، وهذا يشمل سحب ضماناتها الأمنية لشحنات الحبوب، وإغلاق الممر الإنساني في البحر الأسود، مع انتهاء تمديد اتفاقية الحبوب مع الأمم المتحدة.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان صحفي، إن موسكو ستعيد النظر في استئناف الاتفاقية إذا حصلت على نتائج ملموسة، وليس على وعود وتأكيدات. في إشارة منها إلى فشل الأمم المتحدة في تنفيذ الضمانات الخاصة المتعلقة برفع القيود عن صادرات الأغذية والأسمدة الروسية المدرجة ضمن شروط اتفاقية الحبوب وأضاف البيان: 

"بعد مرور عام، تبدو نتائج العمل في مجال تنفيذ مبادرة البحر الأسود مخيبة للآمال، وتصدير المواد الغذائية كان يخدم مصالح أوكرانيا". 

تأثير إلغاء اتفاقية الحبوب على الأردن

وحول مدى تأثير قرار موسكو على الأردن، قال الناطق الإعلامي لوزارة الصناعة والتجارة، ينال برماوي في حديث خاص لـ حسنى، إن الأردن يحتفظ بمخزون آمن واستراتيجي من مادتي القمح والشعير، وإن الكميات المتوفرة داخل المستودعات والصوامع تغطي حاجة المملكة من القمح والشعير لمدة 12 شهرا. 

بالإضافة إلى وجود مناقصات تطرحها الوزراة بشكل مستمر للحفاظ على المخزون وتعزيزه، لافتا إلى ارتفاع "الاستطاعة التخزينية" لمادتي القمح والشعير في الأردن، ووجود خطة للعمل على زيادتها هذا العام من خلال إنشاء المزيد من المستوعبات الأرضية، ما يجنب الأردن أي تقلبات تطرأ على أسعار القمح والشعير عالميا على المدى القريب والمتوسط.

وأشار البرماوي إلى أنه في حال طال أمد القرار الروسي بالخروج من اتفاقية نقل الحبوب، فسيؤثر ذلك على جميع الأسواق العالمية من حيث نقص المعروض وارتفاع الأسعار، باعتبار أوكرانيا من أكبر الدول المنتجة للقمح في العالم.

وأوضح البرماوي أن خطة وزارة الصناعة والتجارة في إدارة مخزون المملكة من مادتي القمح والشعير، تقوم على الاستيراد من أكثر من مصدر، ما يضمن إدامة عمليات توريد القمح إلى المملكة، إضافة إلى التحوط على كميات كبيرة من مادتي القمح والشعير. 

اقرأ أيضا...هل تؤثر الأزمة الروسية الأوكرانية على أسعار الغذاء في الأردن؟

الردود العالمية على انسحاب موسكو من الاتفاقية 

الأمم المتحدة: الملايين سيواجهون الجوع

أثار انسحاب روسيا من اتفاقية البحر الأسود للحبوب العديد من المخاوف على الصعيدين العالمي والمحلي، والتي بدأت بتصريح للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الإثنين، قال فيه إن الملايين في العالم سيواجهون الجوع، بسبب عدم تجديد المبادرة. إضافة إلى أن المستهلك سيواجه أزمة عالمية بسبب زيادة الأسعار.

ووصف غوتيريش مبادرة الحبوب ومذكرة التفاهم مع روسيا بأنها "شريان حياة للأمن الغذائي العالمي ومنارة للأمل في عالم مضطرب"، في إشارة منه إلى مساهمة هاتين الاتفاقيتين في خفض أسعار المواد الغذائية بأكثر من 23% منذ آذار 2022. في الوقت الذي يتعطل فيه إنتاج الغذاء وتوفره بسبب النزاعات وتغير المناخ وأسعار الطاقة وغير ذلك.

أما السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد، فقد وصفت القرار بأنه "وحشي جدا"، واعتبرته ضربة أخرى للفئات الأكثر ضعفا في العالم.

الاتحاد الأوروبي: مئات الملايين سيدفعون الثمن

بينما أدان الاتحاد الأوروبي القرار الروسي "بشدة"، محذرا من أن مئات الملايين من الأشخاص حول العالم سيدفعون ثمنه. في حين أعرب منسق السياسة الخارجية في الاتحاد، جوزيب بوريل، عن أسفه من القرار الذي وصفه بالخطير جدا وغير المبرر، وبأنه سيخلف الكثير من المتاعب لكثير من الأشخاص حول العالم. 

وفي تغريدة على حسابها على تويتر، أدانت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، إعلان موسكو، وأشارت إلى أن الاتحاد الأوروبي يعمل على ضمان الأمن الغذائي للفئات الضعيفة في العالم، مع الاستمرار في توفير منتجات الأغذية الزراعية من أوكرانيا إلى الأسواق العالمية.

وأعربت الحكومة البريطانية عن "خيبة أملها" من القرار، الذي وعدت بالعمل على مواصلة المحادثات في سبيل إعادة العمل بالاتفاق "المخيب للآمال". وفقا لمتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك.

زيلينسكي: لم يكن لدينا أي اتفاق مع الروس

وعلى الجانب الآخر، وفي أول تصريح له بعد قرار موسكو، قال الرئيس الأوكراني، فلوديميير زيلينسكي، إن تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود يمكن أن يستمر دون الحاجة لأي اتفاقات مع موسكو، وإن روسيا خرقت اتفاقياتها مع تركيا والأمم المتحدة وليس مع أكرانيا، وأضاف موضحا في تصريحات لوسائل إعلام أفريقية: 

"كانت لدينا اتفاقيتان.. واحدة بين أوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة، وأخرى بين روسيا وتركيا والأمم المتحدة. لذلك، عندما تقول روسيا إنها توقف مشاركتها في اتفاقية الحبوب فإنها تخرق اتفاقها مع الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريس والرئيس أردوغان وليس معنا. فنحن لم يكن لدينا أي اتفاقيات معهم". 

وأعلن زيلينسكي عن جاهزية بلاده لاتخاذ الإجراءات اللازمة حتى تتمكن من استخدام ممر البحر الأسود، مشيرا إلى أن الشركات التي تمتلك السفن خاطبت الحكومة الأوكرانية وأكدت استعدادها للتعاون إذا سمحت لهم أوكرانيا بالذهاب وسمحت لهم 
تركيا بالمرور.

أردوغان: بوتين يرغب باستمرار الاتفاقية

وبصفته رئيسا لإحدى الدول الموقعة على الاتفاقية، أعرب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن "ثقته" بأن نظيره الروسي فلاديمير بوتين يرغب باستمرار اتفاقية الحبوب لافتا إلى أنه سيتواصل معه قريبا بهذا الخصوص. 

ووفقا لوكالة أنباء (الأناضول)، حسب مؤتمر صحفي عُقِد أمس في إسطنبول، فإن أردوغان "يؤمن" بأن صديقه الرئيس الروسي بوتين -كما وصفه- يرغب باستمرار هذا الجسر الإنساني، بالرغم من تصريحاته المتحفظة حول تمديد الاتفاقية. كما صرح بأنه سيجري اتصالا هاتفيا مع بوتين قبل حلول آب، وهو موعد زيارة بوتين إلى تركيا. 

وفي تموز 2022، وقعت تركيا والأمم المتحدة وروسيا وأوكرانيا اتفاقين لاستئناف صادرات الحبوب من الموانئ الأوكرانية للمساعدة في معالجة أزمة الغذاء العالمية، ومددت الاتفاقية 3 مرات، حيث تم نقل أكثر من 33 مليون طن من الحبوب عبر الموانئ الأوكرانية إلى عدد كبير من الدول حول العالم.

الأكثر قراءة
00:00:00