أصدرت الدائرة التمهيدية الأولى بالمحكمة الجنائية الدولية، اليوم، قرارين برفض الطعون التي قدمتها دولة الاحتلال الإسرائيلي بموجب المادتين 18
جنود الاحتلال يسرقون من غزة كل شيء وبشكل ممنهج
لطالما اقترنت ظاهرة النهب بالعمليات العسكرية الإسرائيلية التي يشنها جيش الاحتلال خلال عدوانه المستمر على قطاع غزة منذ 138 يوما، لكن الجديد في العدوان الحالي على غزة هو توسع نطاق هذه الظاهرة وفخر جنود الاحتلال بها، وبحسب تقارير إعلام عبرية فإن ذلك يشير إلى ضعف السيطرة العسكرية والإدارية على الوضع.
توسع ظاهرة النهب وتوثيقها عبر مواقع التواصل
وتمثل النهب خلال العدوان على غزة باستيلاء الجنود على ممتلكات الفلسطينيين من أموال ومقتنيات ثمينة بعد احتلال منازلهم.
وفي هذا الإطار أكد تقرير لصحيفة "هآرتس" العبرية ومجلة "972+" توسع انتشار النهب وتوثيق الجنود له عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يظهرون بفخر ويتباهون بما نهبوه، بما في ذلك الهواتف والسيارات والدراجات النارية والهوائية.
وفي إطار هذا السياق، قام جندي بنشر صورة لنفسه مع مرآة كبيرة من منزل في خانيونس، بينما نشر آخرون مقاطع فيديو يعرضون سرقة السجاد والمجوهرات وغيرها من الممتلكات.
وتعكس مقاطع فيديو نشرها جنود الاحتياط على منصات التواصل الاجتماعي اعتزازهم بالعثور على مقتنيات شخصية، مثل الساعات اليدوية وغيرها من الأغراض، في حين يوثق آخرون وجباتهم المحضرة من مواد غذائية سرقوها من مطابخ المدنيين.
كما كشفت صحيفة معاريف العبرية عن إقدام جنود الاحتلال على سرقة ملايين الدولارات من أحد البنوك الفلسطينية في قطاع غزة.
بالإضافة إلى ذلك، ذكرت تقارير أخرى مواقف مؤثرة لسكان غزة الذين يروون قصصا عن فقدان ممتلكاتهم وأثر هذه الأحداث على حياتهم اليومية، ما يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها السكان في ظل الحرب المستمرة في المنطقة.
الجنود يسرقون كل ما تقع عليه عيونهم في غزة
في مجموعة على "فيسبوك" للنساء الإسرائيليات، التي تضم ما يقرب من 100 ألف مستخدم، تساءلت إحداهن عن ما يجب فعله بـ "الهدايا من غزة" التي أحضرها لها شريكها الجندي، ونشرت صورة لمستحضرات التجميل مع تعليق: "كل شيء مختوم باستثناء منتج واحد. هل نستخدم هذه؟ وهل هناك أحد يعرف المنتجات أم أنها في غزة فقط؟".
ومنذ بدء الغزو البري الإسرائيلي في الـ27 من تشرين الأول الماضي، وفقا لما نشرته مجلة "972+"، كان الجنود يأخذون كل ما تقع عليه أيديهم من منازل الفلسطينيين الذين اضطروا للفرار. وقد تم الإبلاغ عن هذا السلوك دون انتقاد من وسائل الإعلام الإسرائيلية. بالإضافة إلى ذلك، كان الحاخامات من الحركة الصهيونية الدينية يقدمون استشارات حول ما يمكن أخذه وما يمكن أن يعد سرقة وفقا للشريعة اليهودية.
على الرغم من أن بعض الحاخامات أكدوا حرمة السرقة، إلا أن بعضهم أباح عدم الالتزام بقوانين الحرب تجاه الفلسطينيين وأكد جنود عادوا من القتال في غزة أن هذه الظاهرة منتشرة في كل مكان، وأن قادتهم في الغالب يسمحون بها.
وأشار أحد الجنود إلى أن بعض كبار الضباط كانوا يشاركون في هذا السلوك أيضا، حيث قسم رقيب السرية المصاحف التي وجدها وأهداها لمن يريدها، وأخذ جندي آخر مجموعة من فناجين القهوة.
علاوة على ذلك، تحدثت القناة 13 أيضا عن هذه الظاهرة في وقت سابق من هذا الشهر، ولكن بدلا من إدانتها، أشار مقدمو البرامج ببساطة إلى أن مقاطع الفيديو هذه تنشر في جميع أنحاء العالم لـ "فضح" الجنود الإسرائيليين.
بشكل عام، يثير هذا السلوك مخاوف بشأن انتهاكات حقوق الإنسان وعدم احترام القوانين الدولية في ظل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
تجاوزت الانتهاكات الإسرائيلية في غزة مجرد النهب الفردي، إذ تم توثيق حالات من السرقة المنظمة لأموال الفلسطينيين. ذكرت "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي استولى على مبالغ مالية بلغت خمسة ملايين شيكل منذ بداية الهجوم البري على القطاع، وتم تحويل هذه الأموال إلى القسم المالي بوزارة الدفاع.
ووفقا لتقرير الصحيفة، قامت "وحدة الغنائم" التابعة لشعبة التكنولوجيا واللوجستيات في الجيش باستيلاء على هذه الأموال، التي تم ضبطها في مناطق زعم أنها معاقل لحركة حماس، وفي منازل ما يصفه الاحتلال بـ "المطلوبين" في مناطق تسيطر عليها حماس. وأشارت الصحيفة إلى أن الأموال المصادرة تشمل أيضا عملات أجنبية من بينها الدولار الأمريكي والدينار الأردني وغيرها.
لم يكتف جنود الاحتلال بسرقة أموال الفلسطينيين فحسب، بل دخلوا في عمليات اقتحام لمنازلهم، وقاموا بالتخريب والسرقة، حيث استولوا على ممتلكاتهم وضروريات حياتهم. وقد أظهرت مقاطع فيديو تم تداولها على منصات التواصل الاجتماعي حسابات إسرائيلية، هذه الأعمال العدائية التي ارتكبها الجنود وتفاخروا بها.
نشر مدير هيئة الآثار الإسرائيلية، إيلي إسكوزيدو، صورا وفيديوهات على حسابه في "إنستغرام" يذكر فيها أن نائبه قام بفحص آثار وعرضها في الكنيست الإسرائيلي، وأشارت التعليقات المرافقة إلى "معرض صغير" أقيم في الكنيست.
ووفقا لتقرير نشرته "ميديل إيست آي Middle East Eye"، تم حذف المنشور لاحقا وصدر بيان بالعبرية ينفي السرقة، مؤكدا أن القطع تم فحصها فقط وتركت في الموقع.
وأظهرت الفيديوهات جنديا إسرائيليا يدعو آخرين للقدوم ومشاهدة "الأساور".
وكان قد انتشر على منصات التواصل خلال العدوان مقطع لجندي إسرائيلي يعزف على آلة "غيتار" وهو يغني فوق ركام المنازل المدمرة في غزة بعد تشريد أهلها منها.
وهذا الجندي يدعى متان كوهين، وقد نشر الفيديو بنفسه وهو يعزف وسط دمار هائل من حوله.
لكن الأمر المفاجئ الذي كشفه عازف موسيقي فلسطيني يدعى حمادة، من خلال منشور له على منصة "إنستغرام" تأكيده أن الآلة الموسيقية هي ملك له وهي "الذكرى الأخيرة" من أبيه المتوفى عام 2014، وبعدها حذف الجندي الإسرائيلي المقطع من حسابه.
وتساءل حمادة مستنكرا "ألا يكفي أنهم يأخذون أحبابنا وبيوتنا وعائلاتنا وحتى موسيقانا وذكرياتنا؟ أين يتوقف الظلم؟!".
وفي هذا الأسبوع، صدر بيان إلى القادة المسؤولين عن الوحدات القتالية في غزة، وقد تضمن هذا البيان حث رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي هرتسي هاليفي للجنود على عدم أخذ أي شيء ليس ملكا لهم، ولكن تأتي هذه الرسالة بعد أشهر من اعتماد عمليات النهب بشكل روتيني.
تشير "هآرتس" إلى أن الجنود لا ينهبون لتلبية احتياجاتهم الجسدية، بل إن النهب أثناء القتال يعبر عن الرغبة في الانتقام، حيث يرى الجنود أن الاستيلاء على ممتلكات أعدائهم بعد هزيمتهم يعبر عن النصر الكامل.
اقرأ المزيد.. هل ستقود رفح العلاقة بين واشنطن وتل أبيب إلى الانهيار؟
طبيب عسكري إسرائيلي يكشف عن انتهاكات ونهب في قطاع غزة
أدلى طبيب عسكري في جيش الاحتلال الإسرائيلي بشهادة صادمة حول الانتهاكات التي يرتكبها الجيش في قطاع غزة، والتي شملت أعمال نهب وتخريب وإضرام النار بمنازل الفلسطينيين وإعدام أسرى.
ونشر ناحوم بارنياع، كبير محللي صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، مقالا يوم الجمعة، يعرض فيه النص الحرفي لرسالة طبيب في لواء الاحتياط للمظليين أنهى مؤخرا خدمته في قطاع غزة.
وقال بارنياع إن الطبيب قد سجل انطباعاته عندما غادر من هناك، وأكد الطبيب أن النهب أصبح مؤسسيا تقريبا خلال فترة وجوده في غزة، حيث بدأت هذه الممارسات بمصادرة كميات كبيرة من الفرشات ومواقد الغاز وأسطوانات الغاز من المنازل المحتلة، ثم استمرت بأخذ الهدايا التذكارية الصغيرة مثل الطاولات والألعاب الصغيرة للأطفال.
وأضاف الطبيب أن القوات الإسرائيلية قامت بنهب الهواتف ومكانس دايسون الكهربائية والدراجات النارية والهوائية، ما أثار شعوره بالخجل، وأدى إلى توقفه عن التعليق خوفا من التعرض للانتقاد.
وأشار الطبيب إلى قيام الجيش الإسرائيلي بعمليات تخريب مؤكدا أنه يعتبر ذلك مقبولا في إطار المهام العسكرية، ولكنه استدرك أن ظاهرة الكتابة على الجدران والتكسير والتخريب داخل المنازل تشير إلى خلل في الانضباط.
وترافق عمليات النهب غالبا تدمير الممتلكات، مما يظهر الإنكار لإنسانية العدو، وبالتالي يبرر تفتيش ممتلكاتهم واختيار ما يجب أخذه منها. وهذا يؤكد موقفا يعرف بـ "لا يوجد مدنيون أبرياء" في غزة، مما يبرر استمرار العنف ضد المدنيين حتى بعد فرارهم، وهو استمرار لهذه الحرب الانتقامية بوسائل أخرى.
شكوك حول سرقة جثامين الشهداء
وخلال العدوان على قطاع غزة، تواردت المعلومات حول إقدام جيش الاحتلال على سرقة جثامين شهداء فلسطينيين، وفي كانون أول المنصرم أدان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي بسرقة أعضاء من جثامين فلسطينيين من شمالي القطاع، داعيا إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة.
وحينها وصلت إلى غزة جثامين نحو 80 فلسطينيا قتلهم الجيش الإسرائيلي واحتجزهم لفترة خلال عمليته البرية في شمالي القطاع.
وأكد البيان الصادر عن المكتب الإعلامي أنه بعد معاينة الجثامين، تبين أن ملامح الشهداء متغيرة بشكل كبير، مما يشير إلى سرقة الاحتلال أعضاء حيوية من أجسادهم، مضيفا أن الاحتلال قام بتسليم الجثامين مجهولة الهوية، ورفض تحديد أسماء الشهداء والأماكن التي سرقت منها الأعضاء.
وندد المكتب بامتهان الجيش لكرامة جثامين 80 شهيدا فلسطينيا، مؤكدا أن تسليمها تم عبر معبر كرم أبو سالم التجاري، وأشار إلى أن الاحتلال قام بتكرار هذه الجريمة أكثر من مرة خلال حرب الإبادة الجماعية، بالإضافة إلى نبش قبور في جباليا وسرقة بعض جثامين الشهداء منها.
اقرأ المزيد.. نتنياهو يخضع لإملاءات بن غفير الذي يسعى للتصعيد في المسجد الأقصى