دخل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يومه الـ415، حيث يواصل الاحتلال شن الغارات على مناطق مختلفة من القطاع، ما أدى لارتقاء عدد من الشهداء
هل ستقود رفح العلاقة بين واشنطن وتل أبيب إلى الانهيار؟
أفادت صحيفة "فاينانشال تايمز Financial Times" أمس الجمعة، أن صبر الرئيس الأمريكي جو بايدن على الأعمال العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة "بدأ ينفد"، مشيرة إلى أن تصريحاته الأخيرة تشير إلى تغيير محتمل في العلاقة بين الولايات المتحدة و"إسرائيل"، والصراع في المنطقة. واعتبرت الصحيفة البريطانية أن تجاهل "إسرائيل" لتحذير بايدن وشنها هجوما بريا على مدينة رفح دون مراعاة أرواح المدنيين، قد يؤثر سلبا على جهود التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين وعلى محاولات التسوية الأوسع للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بالإضافة إلى أنه قد يزيد من التوتر بين بايدن وبنيامين نتنياهو.
وذكرت الصحيفة أنه بعد أيام قليلة فقط من وصفه سلوك "إسرائيل" في الحرب على قطاع غزة بأنه "تخطى السقف"، قدم بايدن طلبا محددا حيث قال إن العملية العسكرية المخططة في رفح "لا ينبغي أن تستمر" من دون "خطة موثوقة" لحماية الناس هناك.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه التصريحات تشير إلى مصير رفح كنقطة تحول محتملة في العلاقة بين واشنطن وتل أبيب، والصراع في المنطقة، معتبرة أنها تظهر استعداد بايدن لاتخاذ خطوات أكثر حزما إذا استمرت "إسرائيل" في تجاهل تحذيراته.
تل أبيب ترفض الضغوط الأمريكية وتهدد بتصعيد الهجمات في رفح
وبحسب الصحيفة، ففي الأسابيع الأخيرة واجهت الولايات المتحدة صعوبة في إقناع "إسرائيل" بالتعاون للسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة، وتوجيه الجهود نحو وضع خطة ما بعد الحرب، ومعالجة التوتر المتصاعد في الضفة الغربية. وبالرغم من التوقعات بأن تنتقل "إسرائيل" إلى استراتيجية "أقل كثافة لمكافحة الإرهاب"، فإن الهجوم المحتمل على رفح يشير إلى التصعيد.
وأكد نتنياهو يوم الأربعاء الماضي على "عمل قوي" في رفح بهدف تحقيق "نصر كامل" في غزة، معلنا عن سعيه لخروج المدنيين، ولكن إغلاق الحدود المصرية، يتركهم بلا خيارات للهروب.
وتحذر الصحيفة من أن تجاهل "إسرائيل" لتحذيرات الرئيس الأمريكي جو بايدن ومواصلة الهجوم في رفح دون مراعاة للأرواح المدنية قد يعرقل الجهود الدبلوماسية ويعرض العلاقة الأمريكية الإسرائيلية للانهيار، مما ينذر برد فعل عنيف من الديموقراطيين في الكونغرس.
ويعكس ذلك، بحسب التقرير، عدم قدرة الولايات المتحدة على ممارسة ضغوط كافية على "إسرائيل"، مما يجعلها تبدو ضعيفة في وجه العالم، ويثير الشكوك في قدرتها الحقيقية على التأثير في المنطقة.
وتشير التقارير إلى أن القلق يتزايد في أوساط القرارات الأمريكية من احتمال تصعيد الهجمات في رفح، مما يجعلها تحتاج إلى تبني موقف أكثر حزما ووضوحا مع "إسرائيل" لمنع التصعيد وحماية الأمن القومي الأمريكي في المنطقة.
اقرأ المزيد.. مسيرات أردنية حاشدة رفضا للجسر البري الداعم لدولة الاحتلال
مصطلح "جريمة حرب" استخدمه أعضاء حزب بايدن لوصف الوضع الراهن
وتقول "فاينانشال تايمز Financial Times" إنه في الوقت الذي تواصل فيه الولايات المتحدة الضغط على "إسرائيل" بشأن الأحداث في غزة، لم يكن الجواب المتوقع من "إسرائيل" بالقدر المطلوب، مما دفع أعضاء آخرين في حزب بايدن إلى استخدام مصطلحات قوية لوصف الوضع.
أكد كريس فان هولين، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية ماريلاند، في خطاب ألقاه يوم الإثنين الماضي، أن "حجب إسرائيل" المساعدات عن غزة يعد "جريمة حرب"، مضيفا: "السؤال الآن: ماذا سنفعل؟ ماذا سيفعل الرئيس بايدن؟".
على الرغم من هذه التصريحات القوية، إلا أن الجواب الواقعي لا يبدو بأنه سيكون كافيا، حيث صوت ما يقارب 70 عضوا من مجلس الشيوخ لصالح مشروع قانون بايدن لتمويل الأمن القومي، والذي يتضمن أموالا "لإسرائيل" بالإضافة إلى دعمه لأوكرانيا وتايوان.
على الرغم من بعض الخطوات النادرة التي اتخذها البيت الأبيض، مثل فرض عقوبات مالية على مستوطنين إسرائيليين وصدور "مذكرة أمن قومي"، لا تبدو إدارة بايدن مستعدة للذهاب إلى مراحل أبعد من ذلك. وهذا يعكس عدم استعدادها للتحرك بشكل جذري مثل إيقاف المساعدات العسكرية أو الاعتراف رسميا بدولة فلسطينية.
اقرأ المزيد.. رويترز: القاهرة تجهز منطقة على حدود غزة لإيواء فلسطينيين
مواجهة المستقبل: تحديات بايدن في التعامل مع نتنياهو والصراع الفلسطيني
وترى الصحيفة أن وراء الأبواب المغلقة، يتبادل المحللون السياسيون الآراء حول التحديات التي يواجهها الرئيس جو بايدن في التعامل مع بنيامين نتنياهو وإيجاد حلول دائمة للصراع الفلسطيني.
يقول المحللون إن بايدن قد أوضح لنتنياهو أنه يجب عليه في النهاية اتخاذ "خيارات" صعبة لإنهاء الصراع والتحرك نحو تسوية طويلة الأمد مع الفلسطينيين.
على الرغم من بعض التصريحات العلنية القاسية، فإن البيت الأبيض يؤكد أن الحوار لا يزال مفتوحا بين بايدن ونتنياهو، حيث استمرت المحادثات حتى هذا الأسبوع.
يعتقد المسؤولون الأمريكيون أن بايدن، الذي يتمتع بخبرة واسعة في التعامل مع نتنياهو، يدرك تماما التحديات التي تواجهه في هذا الصدد. ومع ذلك، يعرفون أيضا أنه يجب عليهم أن يتخذوا خطوات جريئة إذا أرادوا حلا دائما للصراع.
على الرغم من عدم وجود بديل فوري للتعاون مع نتنياهو، يدرك المسؤولون أنهم إذا كانوا يريدون حلا للصراع، فيجب أن يكون نتنياهو جزءا من الحل.
السؤال المطروح أمام بايدن الآن هو: ما هي التكلفة السياسية للحفاظ على الوضع الراهن مع "إسرائيل"، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات القادمة واحتمالية مواجهة ترامب؟
تغيرات في الرأي العام الأمريكي تجاه الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي: تحديات جديدة لإدارة بايدن
مع تغيرات في المزاج العام للرأي العام الأمريكي تجاه الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يواجه الرئيس جو بايدن تحديات جديدة في سياسته الخارجية.
وفقا لاستطلاعات الرأي، يرى نحو 50% من البالغين في الولايات المتحدة، بما في ذلك أغلبية متزايدة من الديمقراطيين وأغلبية المستقلين، أن الرد العسكري الإسرائيلي في غزة كان "ذهابا بعيدا جدا"، مقارنة بـ40% في وقت سابق.
وتتزايد التعقيدات بالنسبة لبايدن، خاصة مع تغير مزاج المجتمعات العربية الأمريكية في الولايات المتأرجحة الرئيسية، مثل ميشيغن، حيث يعاني الديمقراطيون من انخفاض الدعم أو حصول الأحزاب الثالثة على حصة أكبر من الأصوات.
وفي تسجيل مسرب، أعرب جون فاينر، نائب مستشار الأمن القومي، عن ندمه على "الخطوات الخاطئة" للإدارة في التعامل مع الصراع، مما يعكس تحولا في التفكير داخل إدارة بايدن.
وفي مؤشر على التحول الجلي، يشير استطلاع آخر للرأي إلى أن 46% من الناخبين الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاما يتعاطفون أكثر مع الفلسطينيين مقارنة بـ27% يتعاطفون مع إسرائيل.
اقرأ المزيد.. طوفان الأقصى في يومها الـ134