أصدرت الدائرة التمهيدية الأولى بالمحكمة الجنائية الدولية، اليوم، قرارين برفض الطعون التي قدمتها دولة الاحتلال الإسرائيلي بموجب المادتين 18
طوفان الأقصى في يومها الـ134 رفح على شفا كارثة إنسانية
في اليوم الـ134 من العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة وسط توقعات بهجوم إسرائيلي قريب على رفح، ومع نزوح ما يقرب من 1.5 مليون شخص، تصاعدت الأصوات العربية والدولية التحذيرية بشأن الآثار الإنسانية الكارثية لتلك العملية على سكان رفح. في حين يتواصل القصف الإسرائيلي البري والجوي على أنحاء مختلفة من القطاع، وخاصة في خانيونس.
وبينما تستمر التهديدات الإسرائيلية على مدينة رفح، دون أي اكتراث لنداءات المنظمات الدولية والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة للتراجع عن العملية العسكرية، اضطر كثيرون من النازحين إلى رفح إلى النزوح مرة أخرى والعودة إلى وسط قطاع غزة، دون أن يضمن ذلك الأمان لهم.
فيما أكد الناطق العسكري باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، في كلمة مسجلة أمس الجمعة أن الخسائر في صفوف الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة "باتت كبيرة"، موضحا أن المتبقين "يواجهون ظروفا صعبة للغاية".
وفي سياق متصل، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه أجرى محادثات مكثفة مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، داعيا إلى وقف مؤقت لإطلاق النار لتحرير "الرهائن".
من جهة أخرى، أكدت محكمة العدل الدولية أمس الجمعة أنه لا ضرورة لاتخاذ إجراءات إضافية طارئة متعلقة بحماية حقوق الفلسطينيين في ظل الهجوم الإسرائيلي على رفح، مبينة أن التدابير المؤقتة المعلن عنها في الـ26 من الشهر الماضي تنطبق على مناطق قطاع غزة كلها، بما في ذلك رفح.
التطورات في مجمع ناصر الطبي
وفيما يتعلق بأوضاع المرضى المحاصرين في مستشفى ناصر بخانيونس في قطاع غزة، تزايدت المخاوف حول أوضاعهم بعد اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي للمستشفى وتشديد الحصار عليه واعتقال عدد من طواقمه.
حيث حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من استمرار احتجاز قوات الاحتلال عددا كبيرا من الكوادر الطبية والمرضى والنازحين في مستشفى ناصر، حيث يتم استجوابهم في ظروف قاسية وغير إنسانية.
وأكدت الوزارة أن هناك 5 كوادر صحية و120 مريضا محاصرين في مجمع ناصر القديم، بلا كهرباء وماء وطعام وأكسجين، وأشارت إلى منع قوات الاحتلال نقل المصابين الذين توصف حالتهم بالخطرة إلى مستشفيات أخرى لإنقاذ حياتهم.
وأضافت الوزارة أنها تخشى من استمرار انقطاع التيار الكهربائي عن المجمع، مما يهدد حياة الحالات التي تحتاج إلى أكسجين.
من جهتها، حذرت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة من تدمير مستشفى ناصر الطبي على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي، داعية المنظمات الدولية إلى التدخل العاجل لحماية المرضى والنازحين والطواقم الطبية.
وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت مجمع ناصر الطبي، وهو الأكبر جنوب قطاع غزة، وحولته إلى ثكنة عسكرية، مما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن المستشفى ونفاد الأكسجين، وارتفاع عدد الشهداء بين المرضى.
قصف عنيف على دير البلح والنصيرات
وشنت طائرات الاحتلال غارة جنوب مدينة دير البلح، مما أدى إلى وقوع إصابات تم نقلها إلى مستشفى شهداء الأقصى وعادت طائرات الاحتلال لقصف منزل عائلة غراب في المخيم الجديد غربي النصيرات وسط قطاع غزة.
وأدى استهداف الاحتلال منزلا لعائلة يونس خلف بركة الشيخ رضوان بمدينة غزة إلى استشهاد أكثر من 10 أشخاص. كما استهدفت منزلا قبالة مستشفى الأمل في خانيونس. وشنت طائرات الاحتلال غارة على بلدة القرارة شمالي خانيونس، كما شنت غارة أخرى على حي الصبرة جنوبي مدينة غزة.
اقرأ المزيد.. وقف تمويل الأونروا كارثة إنسانية تهدد استقرار اللاجئين الفلسطينيين
تحذيرات من كارثة إنسانية في رفح
في الأثناء تواصلت الغارات الإسرائيلية على مدينة رفح المكتظة بالنازحين إليها من شمال ووسط القطاع، ففي حي الجنينة شرقي مدينة رفح، استشهد حاتم أبو جزر وأصيب آخران بقصف الاحتلال على شقتهم السكنية، كما شهدت المدينة قصفا مكثفا من مدفعية الاحتلال.
في سياق متصل، يتزايد القلق في المجتمع الدولي بشأن إمكانية شن جيش الاحتلال هجوما على مدينة رفح المكتظة، حيث يقدر أن حوالي مليون ونصف مليون مدني يتجمعون عند الحدود المغلقة مع مصر.
وأعرب الاتحاد الأوروبي يوم أمس عن "قلقه الشديد" في هذا السياق، داعيا تل أبيب إلى "عدم شن عمل عسكري في رفح لأن ذلك يزيد من الوضع الإنساني الكارثي بالفعل".
وفي الوقت الحالي، يعتزم جيش الاحتلال اجتياح رفح بالمنطقة الجنوبية المكتظة بالنازحين، بعد إجبار سكان الشمال بالقوة على الانتقال إلى الجنوب بزعم أنها "منطقة آمنة".
وفي هذا السياق، كانت جنوب إفريقيا قد تقدمت يوم الثلاثاء الماضي بطلب "عاجل" إلى محكمة العدل الدولية لتقييم توسيع "إسرائيل" لعملياتها العسكرية في مدينة رفح.
وأعلنت المحكمة قرارها بشأن التدابير الجديدة التي طلبتها جنوب إفريقيا بسبب خطة الاحتلال للهجوم على رفح، مؤكدة أن قرار التدابير الذي صدر في كانون الثاني 2024 ينطبق على قطاع غزة برمته بما في ذلك رفح، دون الحاجة إلى اتخاذ تدابير إضافية.
وأشار البيان إلى أنه يجب تنفيذ التدابير الاحترازية بسرعة وفعالية، محذرا من أن تنفيذ هجوم "إسرائيل" على رفح قد يؤدي إلى تفاقم الكابوس الإنساني بشكل كبير وإحداث عواقب إقليمية غير محسوبة.
على صعيد آخر، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين مصريين أن مصر تبني مخيما محاطا بالسياج في سيناء تحسبا لاستقبال لاجئين فلسطينيين من غزة في حالة شنت "إسرائيل" هجوما على رفح، ويمكن أن يستوعب هذا المخيم "أكثر من مئة ألف شخص"، ومع ذلك، نفت القاهرة هذه التقارير وأكدت رفضها المشاركة في "جريمة التهجير".
وعبر القادة الفلسطينيون والأمم المتحدة وعدد كبير من الدول عن القلق بشأن العواقب الكارثية المحتملة للهجوم على رفح، معربين عن خشية من تكرار نزوح جيل جديد من اللاجئين دون أي فرصة للعودة.
اقرأ المزيد.. مصر تجهز منطقة على حدودها مع القطاع لإيواء لاجئين فلسطينيين
حماس: لن نرضى بأقل من وقف كامل للعدوان على غزة وانسحاب الاحتلال ورفع الحصار
رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، أكد على عدم تنازل المقاومة عن مطالبها، كما شدد على أن المقاومة لا يرضيها سوى الوقف الكامل للعدوان والانسحاب الكامل للاحتلال خارج قطاع غزة ورفع الحصار وتوفير مأوى للنازحين.
وأضاف هنية أن حماس تتعامل بروح إيجابية ومسؤولية عالية مع المفاوضات الجارية، مؤكدا على عدم تفريطها بتضحيات الشعب الفلسطيني وإنجازات مقاومته، ومحملا الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية المناورة والمماطلة في مسألة مفاوضات الهدنة وتبادل الأسرى.
وأوضح هنية أن تحقيق صفقة تبادل أسرى يتم عبرها الإفراج عن أسرانا، لا سيما القدامى وذوي الأحكام العالية، هو من أهداف المفاوضات ولا يمكن القفز عن ذلك.
وأشار إلى أن استجابة حماس للوسطاء كانت بمسؤولية عالية وإيجابية، من أجل وقف العدوان على الفلسطينيين وإنهاء الحصار.
توترات في مجلس الحرب حول مفاوضات المحتجزين
في سياق مواز، كشف موقع القناة الإسرائيلية 13 عن توترات كبيرة في حكومة الحرب، حيث هدد عضوا حكومة الحرب بيني غانتس وغادي إيزنكوت رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بحل حكومة الحرب إذا استمر باتخاذ قرارات منفردة بشأن مفاوضات المحتجزين.
وأشارت الهيئة إلى تعبير وزير الحرب يوآف غالانت عن استيائه من قرار نتنياهو بعدم إرسال الوفد المفاوض إلى القاهرة.
اقرأ المزيد.. مسيرات أردنية حاشدة رفضا للجسر البري الداعم لدولة الاحتلال
وزارة الصحة: تصاعد حصيلة الضحايا جراء العدوان الإسرائيلي
أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة اليوم السبت أن عدد الضحايا جراء القصف الإسرائيلي المتواصل لليوم الـ134 على التوالي قد ارتفع بشكل مروع، حيث بلغ عدد الشهداء 83 شخصا، فيما بلغ عدد الجرحى 125 شخصا خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأشارت الوزارة في بيانها إلى أن الاحتلال الإسرائيلي نفذ تسع مجازر جديدة ضد العائلات الفلسطينية، ما تسبب بسقوط عشرات الضحايا والجرحى، مع الإشارة إلى أن البعض منهم لا يزالون تحت الأنقاض وفي الطرقات.
وأضافت الوزارة أن الاحتلال يمنع وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إلى المواقع المستهدفة، مما يزيد من صعوبة إنقاذ الضحايا وتقديم العلاج للمصابين.
وبهذا التصعيد، يرتفع إجمالي حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 28.858 شهيدا و68.677 مصابا منذ اندلاعه في السابع من تشرين أول الماضي.
أبو عبيدة: طوفان الأقصى مستمر حتى رفع الظلم
وفي أول كلمة له بعد انقطاع منذ أكثر من شهر، قال الناطق العسكري باسم كتائب أبو عبيدة في كلمته أمس الجمعة إن معركة طوفان الأقصى دخلت يومها الـ133، مؤكدا أن المقاومة لن تهدأ حتى تحرير القدس وتوقف الظلم والعدوان. وأشاد بصمود الشعب الفلسطيني ومقاومته، وأكد على قوة المقاومة واستمرارها في مواجهة القوات الإسرائيلية. وأوضح أن العدو يعاني خسائر فادحة، وأن التصريحات الإسرائيلية عن إنجازاتها هي دعاية كاذبة. وأعرب عن تضامن المقاومة مع أسرى العدو ودعمهم، محذرا من تفاقم الوضع الإنساني لهم. وختم بالتأكيد على استمرار الجهاد حتى تحقيق النصر أو الاستشهاد.
مشاهد جديدة لسرايا القدس
في الأثناء نشرت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مشاهد قالت لعملية نفذها مقاتلوها ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي شرق وشمال شرق مدينة خانيونس بجنوب قطاع غزة.
الحوثيون يهددون بمواصلة منع الملاحة لدولة الاحتلال
وقال الناطق العسكري باسم أنصار الله الحوثيين العميد يحيى سريع إن الجماعة ستواصل عملية منع الملاحة الإسرائيلية إلى حين وقف العدوان على غزة، وأضاف أنهم لن يترددوا بتوسيع العمليات دفاعا عن اليمن، كما أكد على التضامن مع الشعب الفلسطيني.
نصر الله يتوعد بالرد ويصف العدوان على المدنيين بلبنان بأنه "متعمد"
قال الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، في خطاب ألقاه أمس الجمعة، إن العدوان الإسرائيلي على المدنيين في لبنان، "كان متعمدا"، كما توعد بالرد، وشدد على امتلاك قدرة صاروخية دقيقة، "قادرة على بلوغ إيلات".
وأفاد نصر الله باستهداف مستوطنة كريات شمونة بالعشرات من صواريخ الكاتيوشا والفلق التي كانوا يستخدمونها بعدد محدود، مبينا أن هذا ردا أوليا على المجزرة.
وذكر أن العدوان على مدينة النبطية والصوانة، هو تطور يجب الوقوف عنده، لأنه اعتداء على المدنيين، وقد خلف عددا كبيرا من الشهداء.
وأضاف:
"من الطبيعي في هذه المعركة أن يرتقي شهداء مقاتلين من حزب الله أو حركة "أمل"، وهذا جزء من المعركة المستمرة والمفتوحة، ونحن ننال من العدو حين نستطيع، والعدو ينال منا حين يستطيع".
وتابع نصر الله: "نحن في قلب معركة حقيقية في جبهة تمتد أكثر من 100 كيلومتر، وارتقاء شهداء من المقاومة جزء من المعركة".
وذكر نصر الله أنه "عندما نستطيع أن نقوم بأي عمل لتحييد المدنيين وحمايتهم، يجب أن نقوم به والعدو قد ذهب بعيدا في استهداف المدنيين".
وأضاف: "أمام استهداف المدنيين أقول إن هدف العدو من خلال قتل المدنيين الضغط على المقاومة لتتوقف عن مساندة غزة"، مشيرا إلى أن "الجواب على المجزرة يجب أن يكون مواصلة العمل المقاوم في الجبهة وتصعيده".
وتابع: "نقول للعدو إن استهداف المدنيين يزيدنا غضبا وتوسعا وعملا في المقاومة.. وللتذكير هذه المقاومة في لبنان تملك من القدرة الصاروخية الهائلة التي يجعلها تمتد يدها من كريات شمونة إلى إيلات".
اقرأ المزيد.. الأونروا تحذر من تعثر العمل الإنساني في حال الهجوم على رفح