وقف تمويل الأونروا كارثة إنسانية تهدد استقرار اللاجئين الفلسطينيين

الصورة
الكلية الجامعية للعلوم التربوية التي تديرها الأونروا في رام الله في الضفة الغربية 29/1/2024 | المصدر: وكالة الأنباء الفرنسية
الكلية الجامعية للعلوم التربوية التي تديرها الأونروا في رام الله في الضفة الغربية 29/1/2024 | المصدر: وكالة الأنباء الفرنسية
المصدر

قال مدير عام دائرة الشؤون الفلسطينية رفيق خرفان، لـ حسنى اليوم الإثنين، إن قرار وقف تمويل الأونروا الذي أعلنته الولايات المتحدة الأمريكية ودول غربية يعد قرارا كارثيا وسيعيق تقديم الخدمات الأساسية التي تمس حياة اللاجئين الفلسطينيين، خاصة في مجال التعليم فضلا عن الصحة والإغاثة.

وقف تمويل الأونروا يعكس ازدواجية المعايير الغربية

وأثارت قرارات وقف التمويل للأونروا مخاوف كبيرة، حيث أعرب خرفان عن قلقه بشأن الأثر السلبي على استقرار اللاجئين والمنطقة بأسرها، مشيرا إلى أن هذا الوقف سيؤدي إلى تعطيل العديد من المشاريع والخدمات، بما في ذلك التعليم، مما يهدد استقرار المنطقة بشكل عام. 

واستهجن مدير عام دائرة الشؤون الفلسطينية السرعة الذي اتخذت فيها الدول قرار وقف تمويل الأونروا بناء على اتهامات ومزاعم لم يتم التحقق منها حول مشاركة 12 موظفا من أصل 13 ألف موظف يعملون بالوكالة الأممية في غزة بأنشطة تتعلق بهجمات الـ7 من تشرين الأول الماضي، وأضاف خرفان بأن ذلك يعكس ازدواجية المعايير التي تنتهجها تلك الدول في التعامل مع الشأن الفلسطيني.

التمويل الذي قطع عن الأونروا يقدر بـ70% من ميزانيتها

وأشار خرفان إلى أن الأونروا تقدم للاجئين في الأردن خدمات التعليم والصحة والإغاثة، وأن الميزانية السنوية للوكالة في الأردن تتراوح بين 145-150 مليون دولار. 

وخلال العدوان على غزة كثفت دولة الاحتلال حملتها ضد الأونروا، مشيعة أن بعض كوادر الوكالة انضموا إلى فصائل المقاومة الفلسطينية، ومدعية أن كتائب عز الدين القسام، تستخدم مقار ومدارس الأونروا في أعمال قتالية. 

وتعتمد الوكالة بشكل كامل على مساهمات الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، حيث بلغت ميزانيتها عام 2022 نحو 1.2 مليار دولار، قدمت الولايات المتحدة نسبة كبيرة منها بحوالي 30%، تلتها ألمانيا والاتحاد الأوروبي ما يعني أن نسبة التمويل الذي قطع عن الوكالة يبلغ نحو 70%. 

وبين خرفان بأن الأردن يستضيف ما نسبته 40% من مجموع اللاجئين الفلسطينيين الموزعين في الأردن ولبنان وسوريا وقطاع غزة والضفة الغربية والمسجلين لدى وكالة الأونروا.

اقرأ المزيد.. من هي الدول التي قطعت الدعم عن الأونروا؟

وأكد مدير دائرة الشؤون الفلسطينية رفيق خرفان بأن وجود الأونروا لا يقتصر على الخدمات وإنما له رمزية، فهي الشاهد الوحيد الآن على نكبة الشعب الفلسطيني ولا يمكن أن تنتهي إلا بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي شردوا منها. 

وأكد خرفان على أن المجتمع الدولي الذي أوجد "إسرائيل" يجب أن يتحمل مسؤوليته تجاه معاناة الشعب الفلسطيني من خلال استمرار تقديم الدعم لوكالة الأونروا، لافتا إلى أن الدول العربية تساهم بما نسبته 7.5% من قيمة ميزانية الأونروا، على الرغم من عدم مسؤولية الدول العربية عن نكبة الشعب الفلسطيني التي يتحملها المجتمع الدولي.

وقف تمويل الأونروا يهدد استقرار المنطقة 

وبين خرفان بأن عدد الطلاب الذي يدرسون في مدارس الأونروا في الأردن يقدر بنحو 120 ألف طالب، بينما يقدر عدد المعلمين بنحو 5 آلاف معلم، وفي النهاية إذا توقف الدعم ولم تتمكن الأونروا من إكمال هذا المشروع، فنحن في أزمة حقيقية اليوم، وبالتالي أين سيدرس هؤلاء الطلاب؟ وما هو مصير ما يقارب 6 ملايين لاجئ فلسطيني؟ 

وشدد خرفان على أن قرار قطع التمويل هو بمنزلة ضربة للأردن والدول التي تستضيف اللاجئين الفلسطينيين. 

عدا عن أن استمرار الوكالة الأممية بتقديم الدعم للاجئين الفلسطينيين يسهم في شعور اللاجئ بالاستقرار، ما يعني استقرار المنطقة والعكس أيضا، فإن التخلي عن الأونروا هو تخلي عن قضية اللاجئين، ما سيحدث إرباكا قد يؤدي إلى التأثير على أمن المنطقة واستقرارها. 

ولفت مدير دائرة الشؤون الفلسطينية إلى تواصل الجهود الأردنية من أجل حشد الدعم المالي للأونروا التي تستخدم ميزانيتها على 5 أنشطة أساسية تنفذها في مناطق عملها، هي التعليم والصحة والإسناد والإغاثة والبنية التحتية. 

وترمز وكالة الأونروا في المفهوم السياسي إلى وجود فلسطينيين بالدرجة الأولى خارج أراضيهم، وأنه يحق لهم العودة إليها، وذلك ووفق القانون الدول.

اقرأ المزيد.. قانون المقاطعة الاقتصادية وحظر التعامل مـع العدو.. قراءة قانونية

دلالات
شخصيات ذكرت في هذا المقال
00:00:00