تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي خروقاتها لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل يومه الـ34، عبر غارات جوية وقصف مدفعي وعمليات نسف واسعة
"المجد أوروبا" منظمة مشبوهة تدفع فلسطينيين إلى مغادرة غزة
أظهرت معلومات حصلت عليها حسنى من مصادر خاصة، وجود عملية تهجير منظمة استهدفت عشرات الفلسطينيين من قطاع غزة، عبر منظمة تدعى "المجد أوروبا" تدعي العمل الإنساني وتعد بتأمين السفر إلى دول آسيوية، بينما تنقل الرحلات فعليا إلى جنوب إفريقيا بطرق تثير شبهات حول عملية تهجير بطريقة غير قانونية.
وصلت حسنى مقاطع فيديو من متن إحدى الطائرات المتجهة إلى جنوب إفريقيا، تظهر قيام الشرطة في جنوب إفريقيا بمنع الركاب من النزول لدى وصول الطائرة في الساعة الثامنة صباحا. وحتى الساعة الثانية بعد الظهر، لا يزال الركاب محتجزين داخل الطائرة دون السماح لهم بالمغادرة.
المجد أوروبا.. منظمة غامضة خلف ستار "العمل الإنساني"
في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، برزت منظمة مجهولة تدعى "المجد أوروبا"، تزعم أنها تقدم فرص هجرة للفلسطينيين إلى دول مثل إندونيسيا مقابل نحو خمسة آلاف دولار. ورغم ادعائها أنها تعمل في مجال "إعادة التوطين الإنساني"، كشفت تحقيقات عن مؤشرات تثير الشكوك حول دورها في تسريع عملية التهجير القسري من غزة تحت غطاء إنساني زائف.
أظهر تحقيق شامل حول منظمة "المجد أوروبا" وموقعها الإلكتروني وجود مؤشرات قوية على أنها ليست جهة إنسانية شرعية كما تزعم.
فقد تبين أن نطاق موقعها الإلكتروني تم تسجيله في 2 شباط 2025، وهو ما يتناقض تماما مع ادعائها بأنها تأسست في ألمانيا عام 2010.
كما كشف تقرير صحفي نشرته صحيفة "Gaza Herald" في تموز 2025 أن المنظمة تعد كيانا مشبوها يحتمل تورطه في عمليات احتيال تستهدف الفلسطينيين أو في تسهيل التهجير القسري من غزة تحت غطاء "إعادة التوطين الإنساني".
وأشارت تحليلات تقنية إلى أن موقع المنظمة يفتقر إلى أي عنوان فعلي أو أسماء موثقة لأعضائها، كما أن الصور المنشورة لأفراد الفريق مولدة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، في حين أخفيت بيانات التسجيل والموقع الفعلي عبر خوادم خارجية مجهولة، ما يعزز الشكوك حول طبيعتها وأهدافها الحقيقية.
نشاط رقمي مثير للريبة
منذ مطلع عام 2024، غزت وسائل التواصل الاجتماعي إعلانات ممولة باللغة العربية تروج لهجرة الفلسطينيين إلى دول جنوب شرق آسيا. تضمنت هذه الإعلانات صورا جذابة لعائلات فلسطينية مبتسمة في مطارات آسيوية، وأرفقت بروابط لموقع إلكتروني أنيق للمنظمة يطلب التسجيل مقابل مبالغ تتراوح بين 1000 و2500 دولار للفرد.
لكن الموقع نفسه يفتقر لأي عنوان فعلي أو بيانات قانونية، ويعرض أسماء أعضاء مزيفة وصورا مولدة بالذكاء الاصطناعي. كما كشفت تحليلات أمنية أن النطاق الإلكتروني مسجل بشكل مجهول ويستعمل خوادم خارجية لإخفاء مصدره.
مؤشرات على عملية إسرائيلية رقمية
رغم غياب الدليل القاطع على الجهة المشغلة، فإن المؤشرات الرقمية تشير إلى أن المنظمة قد تكون واجهة لعملية إسرائيلية تهدف إلى دفع الفلسطينيين للهجرة، وتطبيع فكرة مغادرة غزة بشكل دائم، وجمع بيانات حساسة عن المتقدمين.
باحثون في مختبر "سيتزن لاب" بجامعة تورنتو وخبراء في الأمن الرقمي بالشرق الأوسط أكدوا أن أساليب "المجد أوروبا" تتطابق مع حملات تضليل إسرائيلية سابقة استخدمت منظمات وهمية وشعارات إنسانية مضللة.
شهادات تؤكد وجودها وخطورتها
عدد من الفلسطينيين أكدوا للصحيفة أن المنظمة نسقت فعلا رحلات خروج لبعض العائلات إلى إندونيسيا مقابل مبالغ مالية.
إحدى العائلات ذكرت أنها دفعت خمسة آلاف دولار فقط "لأن عددنا كبير"، وهو ما يثير المخاوف من قناة منظمة للتهجير يتم تسويقها كمنفذ نجاة.
تهجير قسري مقنع بلغة "الاختيار"
تستغل المنظمة معاناة الفلسطينيين تحت الحصار والمجاعة لتسويق "خيار الهجرة" كطريق للخلاص، بينما هو في الحقيقة ابتزاز إنساني. فالعائلات التي فقدت كل شيء لا تملك حرية القرار، ما يجعل هذا "الاختيار" شكلا من أشكال الإكراه.
ويرى خبراء أن هذا النموذج يمثل نسخة رقمية من سياسة الإفراغ الديمغرافي التي تبناها بعض المسؤولين الإسرائيليين، مثل الوزير بتسلئيل سموتريتش الذي دعا علنا إلى "إعادة توطين سكان غزة" بدعم دولي.
تقاعس المنصات الرقمية
ورغم التحذيرات من منظمات حقوقية، ظلت إعلانات "المجد أوروبا" على فيسبوك وإنستغرام لأسابيع قبل أن تزال جزئيا. ولم تصدر شركة "ميتا" أي تعليق رسمي حول هذه الإعلانات أو مصادرها، ما يثير تساؤلات حول دور شركات التكنولوجيا في التواطؤ غير المباشر مع حملات التهجير.
فخ رقمي في ثوب إنساني
ليست "المجد أوروبا" مبادرة إنسانية، بل مصيدة رقمية تستغل يأس الفلسطينيين تحت النار والجوع.
فإن كانت مجرد عملية احتيال مالية فهي جريمة ضد من أنهكهم الحصار، وإن كانت أداة ضمن مخطط ممنهج لاقتلاع الفلسطينيين، فهي حلقة جديدة في حرب تشن بأدوات رقمية على الوجود الفلسطيني ذاته.