يستأنف الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة لليوم الـ97 على التوالي، وبحسب مراسل حسنى في القطاع يستمر الاحتلال بمحاولة عزل القطاع عن
كيف يتعامل مرضى السكري في غزة مع نقص الأدوية؟ | شهادات

يقدر المكتب الإعلامي الحكومي في آخر إحصائية له نشرها نهاية أيار الماضي أن 350 ألف مريض بمرض مزمن في خطر بسبب منع الاحتلال إدخال الأدوية إلى قطاع غزة، فيما يعاني مرضى السكري في غزة من قلة الدواء وسوء حفظه ونقص الغذاء المتوازن الذي ينعكس سلبا على صحتهم.
فكيف يعيش مرضى السكري في غزة؟
مرضى السكري في غزة.. أوقات عصيبة
نحو 80 ألف مريض سكري و110 آلاف مريض ضغط دم لا تتوفر لديهم أدوية في مراكز الرعاية الأولية ولا المستشفيات بحسب وزارة الصحة في غزة، كما أنهم يقطنون في الخيم الحارة والباردة، يعيشون على وجبة طعام واحدة غالبا ما تكون من معلبات أو معكرونة أو رغيف خبز واحد، كل هذه التحديات التي تستمر لأكثر من سنتين باتت تشكل خطرا حقيقيا على مرضى السكري قد يفضي للموت.
تقول منظمة الصحة العالمية أن مرضى السكري في مناطق النزاع يحتاجون إلى رعاية صحية دقيقة وأدوية منتظمة، وأن على قوات الاحتلال عدم تعطيل الخدمات الطبية وإدخال الأدوية اللازمة بشكل عاجل وفوري.
منظمة الصحة: مستويات عجز "خطيرة وغير مسبوقة" في الأدوية والمستهلكات الطبية يعاني منها القطاع في ظل استمرار تعنت الاحتلال في عدم إدخال الأدوية إلى القطاع.
لا أجهزة لقياس السكري في القطاع
تبلغ الحاجة فوزية بركة من العمر 70 عاما، وتعاني من مرض السكري منذ سنوات، إلا أن سنوات الحرب هي الأشد عليها؛ فعندما قصف الاحتلال منزلها في شرق خانيونس تحطم جهاز قياس السكري لديها وبقي تحت الأنقاض، فباتت تعتمد على التوكل على الله، ولا تسعفها صحتها ولا الظروف الأمنية من الوصول إلى أماكن قد تتوفر فيها أجهزة قياس السكري.
وتقول الحاجة فوزية -ضمن عدة مقابلات أجرتها مراسلة حسنى مريم سلامة- إنها ممنوعة من تناول الخبز والأغذية المليئة بالسكر إلا أن ما يتوفر في الأسواق اليوم هي المعلبات وبعض الطحين، ما يجبرها على تناول مع يضرها، وتقول إن حصولها على الخضروات هو أمر صعب للغاية في ظل ارتفاع الأسعار بشكل كبير.
"اليوم دفعت 10 شيكل عشان اشتري حبتين بندورة أفطر فيهم" أي ما يعادل 2 دينار أردني.
خوف من تلف إبر الأنسولين
يعيش حسام أبو شهلة ذو الـ53 عاما في خيمة من قماش، ترتفع داخلها درجات الحرارة بشكل مضاعف، ويعيش في خوف يومي من أن تكون جرعات الأنسولين التي يتناولها تالفة، فهو يعلم أن مثل هذه الإبر يجب أن تحفظ في مكان بارد أو في الثلاجة وأن لا تتعرض للحرارة.
"بقضي يومي أحاول أغير مكان إبر الأنسولين اللي بحصلهم بطلوع الروح، كل شوي بنقلهم من مكان للتاني بعيد عن الشمس، وبعد ما آخد الإبرة بخاف تتدهور صحتي بدل ما تتحسن ويكون الدوا تالف".
أطفال السكري في غزة.. بين المجاعة والمرض
ويصف الطفل صبحي صافي (12 عاما) حالته الصحية بأنها ليست جيدة أبدا، وأنه يشعر بالدور الدائم بسبب نقص الطعام وانخفاض السكري لديه.
ووسط مجاعة شديدة تضرب القطاع بسبب سياسات الاحتلال، يقف صبحي وغيره من أطفال السكري بين شبح الجوع وبين شبح المرض، ويقول صبحي:
"لقد آثرت أخي الصغير على نفسي في وجبة الإفطار برغيف خبز صغير كان آخر ما نملك في الخيمة من طعام".
جروح لا تلتئم يعاني منها مرضى السكري في غزة
محمد صالح ذو الـ30 عاما هو أحد مرضى السكري في غزة وقد أصيب بإصابة حرب منذ ثلاثة أشهر، لكن جرحه ما يزال ينزف ويأبى أن يلتئم بسبب إصابته بمرض السكري وارتفاع مخزون السكر في دمه ما يصعب من عملية شفائه والتئام جرحه.
"الأطباء بقولو إنو لازم رعاية واهتمام وأقيس السكري بشكل يومي ومنتظم وآخذ جرعاتي من الأنسولين بشكل صحيح وإنو يكون أكلي صحي عشان يلتئم جرحي وأنا بحكي إنو هي مطالب خيالية".
ووسط شح كبير في الأدوية وارتفاع في أسعار ما هو متوفر من بضائع في السوق يقول صالح:
"يمكن الموت أهون عليا".
صحة غزة تضطر لتمديد فعالية أدوية منتهية الصلاحية
وفي تصريحات لموظفين في وزارة الصحة في غزة، فإن طول مدة الحرب، واستمرار إغلاق المعابر منذ 6 أشهر، أجبرهم على تمديد صلاحية بعض الأدوية، وذلك نتيجة حالة الطوارئ التي يعيشها القطاع.
وقال عن ذلك أحد موظفي الصحة:
"جددنا كميات من الأدوية منتهية الصلاحية بينها "أمبولات" وحقن وعقاقير لأمراض مزمنة.. في الظروف العادية تتلف الأدوية منتهية الصلاحية، لكن الوضع الاستثنائي داخل غزة دفع وزارة الصحة إلى توسيع نطاق استخدام هذه السياسة".
اقرأ المزيد.. شهادات حول سوء التغذية في غزة