بعد مرور عام على اغتيال الصحفية في قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة برصاص الاحتلال الإسرائيلي في جنين، لا زال الجاني بلا عقاب رغم مطالبات منظمات دولية عدة بالإعلان عن نتائج التحقيقات التي قامت بها سلطات الاحتلال والسلطات الأمريكية، لكن هذه النتائج لا زالت مخفية.

وتقول صحيفة "الغارديان" البريطانية إن الجهود الدولية الرسمية لتحقيق المحاسبة تسير بشكل بطيء، مضيفة أن الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس جو بايدن تبنت الروايات الإسرائيلية الكاذبة، وقاومت دعوات فتح تحقيق مستقل، إلا أن الضغط من الكونغرس كون الصحفية تحمل الجنسية الأمريكية، أجبرها على إطلاق تحقيق بقيادة مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) دون إعلان نتائجه حتى اللحظة.

تحقيقات مستقلة تؤكد أن قتل شيرين أبو عاقلة كان مقصودا

من جانب آخر، أجريت عدة تحقيقات عقب اغتيال أبو عاقلة ومن عدة مؤسسات، ولكنها  تحقيقات غير رسمية أو معتمدة دوليا، كتحقيق لمحطة "CNN"، وصحيفة "نيويورك تايمز" وصحيفة "واشنطن بوست"، ووكالة "أسوشيتد برس"، ومنظمات دولية أخرى، حيث أثبتت جميع هذه التحقيقات أن استهداف جيش الاحتلال لشيرين أبو عاقلة وزملائها الصحفيين كان بنية القتل، حيث يقول أحد المطّلعين على التحقيقات أنها بيّنت -وبما لا يدعو إلى الشك- أن القتل تم بترصد وبشكل مقصود من قناص في جيش الاحتلال.

كما أصدرت قناة الجزيرة صباح اليوم بياناً أكدت فيه أن التحقيقات الدولية "المستقلة" أجمعت على ذات النتائج، وأنه سيتم إجراء تحقيقات جديدة من قِبل المحكمة الجنائية الدولية  للحصول على العدالة.

عشرون شهيدا من الصحفيين منذ عام 2000

من جانبها وصفت لجنة حماية الصحفيين الدولية أنه في الحالات القليلة التي تفتح فيه سلطات الاحتلال تحقيقاً بقتل مدنيين كالصحفيين، توضع هذه التحقيقات بصندوق أسود وتظل نتائجها سرية، وبحسب رصد اللجنة فإن كل حالات قتل الصحفيين السابقة لم تُفضِ إلى محاسبة أحد من القتلة.

ووفق اللجنة، فقد استُشهد منذ مطلع عام 2000م عشرون صحفيا فلسطينيا كانوا معرّفين بوضوح بوصفهم صحفيين في وسائل إعلام، أو أنهم كانوا في سيارات تحمل شارة "صحافة"  وقت استشهادهم.

فهل يفلت الجاني هذه المرة من العقاب أيضا؟ أم أن ضغوط المنظمات الدولية المعنية بحقوق الصحفيين ستفلح بكشف نتائج التحقيقات الرسمية لينال الجاني عقابه.