صدمة في العالم بعد اغتيال رئيس وزراء اليابان السابق

الصورة
المصدر
آخر تحديث

صدمة في اليابان وذهول عالمي في أول حادثة اغتيال في اليابان منذ خمسين عاما، سجلت اليوم بمقتل رئيس الوزراء الياباني السابق، شينزو آبي، خلال هجوم مسلّح في منطقة نارا بغرب اليابان، عندما كان يلقي خطاباً في تجمع انتخابي لحزبه الديمقراطي الليبرالي الحاكم قبل انتخابات مجلس الشيوخ التي ستجرى الأحد المقبل.

وتوفي شينزو آبي ، البالغ من العمر 67 عاماً، جراء نزيف رغم محاولة إنقاذه بإجراءات نقل الدم بكميات كبيرة فى المستشفى الذي نقل إليه في مدينة نارا على متن مروحية بعد تعرضه لإطلاق النار من مسلح في العنق والصدر من على بعد حوالي 3 أمتار من سلاح ناري محلي الصنع في مدينة نارا الغربية ويبدو أن رصاصة اخترقت كتفه الأيسر.وأكد المستشفى أن الوفاة جاءت جراء إصابة رئيس الوزراء الياباني السابق برصاصة مباشرة في القلب.

الملك عبدالله الثاني، عبر عن "صدمته وحزنه العميقين" بعد مقتل رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي ، وقال في تغريدة عبر حسابه الخاص على تويتر: "أشعر بصدمة وحزن عميقين لفقدان صديقي العزيز رئيس الوزراء السابق شينزو آبي في هذا الهجوم الشنيع".

وأضاف: "لقد فقد العالم قائدا عظيما، وفقدت أنا والأردن صديقا حقيقيا. خالص تعازينا لأسرته ولشعب وحكومة اليابان".

وأدان رئيس الوزراء الياباني الحالي، فوميو كيشيدا "بأشد العبارات" إطلاق النار على آبي، معتبرا أنه "عمل همجي خلال الحملة الانتخابية التي تشكل أساس الديمقراطية، وعمل لا يغتفر.

وقال رئيس الوزراء إن التصويت يوم الأحد سيمضي قدما كما هو مخطط له وأن حكومته ستبذل قصارى جهدها لضمان الأمن ، مضيفا أن الانتخابات هي أساس الديمقراطية. كان من المتوقع أن تحافظ الكتلة الحاكمة في الحزب الليبرالي الديمقراطي على أغلبيتها في مجلس الشيوخ حتى قبل الصدمة.

من هو المسلح الذي قتل شينزو آبي

والمشتبه به يدعى تيتسويا ياماغامي، ياباني في الحادية والأربعين من العمر التحق في الماضي في "القوة البحرية للدفاع الذاتي" أي سلاح البحرية الياباني.

واعترف أنه استهدف رئيس الوزراء الياباني السابق ، مدعيا أنه "كان حاقدا على منظمة اعتقد أن آبي يرتبط بها"؛ حسب ما أعلنت الشرطة في وقت لاحق اليوم.

وذكر ضابط كبير في الشرطة في منطقة نارا للصحافيين "أقر المشتبه به بأنه كان حاقدا على منظمة معينة، وبأنه ارتكب الجريمة لأنه كان يعتقد أن رئيس الوزراء السابق آبي على ارتباط بها"؛ من دون كشف المزيد من التفاصيل.

اليابان لم تشهد حادثاً مماثلا منذ أكثر من خمسين عاماً.

المحاضر في جامعة كاناغاوا والمتخصص في السياسة اليابانية قال إن اليابان لم تشهد حادثاً من هذا النوع منذ أكثر من خمسين أو ستين عاماً.

وأضاف أن آخر حادثة مماثلة في اليابان كانت اغتيال إينينجيرو أسانوما، زعيم الحزب الاشتراكي الياباني في عام 1960 على يد طالب مقرب من اليمين المتطرف.

من هو شينزو آبي

يعتبر شينزو آبي الأطول بقاء في منصب رئيس وزراء اليابان، وكان يعرف بسياساته المتشددة واستراتيجيته الاقتصادية المميزة "آبينومكس".

استقال من منصبه في العام 2020 لأسباب صحية، حيث كان يعاني من انتكاس التهاب القولون التقرحي، وهو مرض معوي أدى إلى استقالته خلال فترة ولايته الأولى كرئيس للوزراء في عام 2007 ،ولكنه عاد لمنصب رئيس الوزراء في عام 2012 حيث قال إنه تغلب على المرض بمساعدة الأدوية.

وأعيد انتخابه لاحقا في عامي 2014 و 2017، ليصبح رئيس وزراء اليابان الأطول خدمة.

عندما أصبح رئيسا للوزراء لأول مرة في العام 2006 ، كان شينزو آبي يبلغ من العمر 52 عاما، وبات بذلك أصغر رئيس حكومة سناً في تاريخ اليابان، وكان يُنظر إليه على أنه رمز للتغيير والشباب.

وينحدر آبي، الملقب بـ "الأمير"، من عائلة سياسية بارزة فهو نجل وزير الخارجية السابق شينتارو آبي وحفيد رئيس الوزراء السابق نوبوسوكي كيشي.

وانتخب عضوا في البرلمان لأول مرة في عام 1993، وفي عام 2005 أصبح عضوا في مجلس الوزراء عندما عينه رئيس الوزراء جونيشيرو كويزومي في منصب كبير أمناء مجلس الوزراء.

كان آبي معروفا بموقفه المتشدد بشأن الدفاع والسياسة الخارجية اليابانية، وكان يسعى إلى تعديل دستور اليابان السلمي الذي صدر بعد الحرب العالمية الثانية، وله آراء أثارت التوترات مع الصين وكوريا الجنوبية، لكنه سعى ليكون صانع سلام بين الولايات المتحدة وإيران.

و طالب في عام 2015 بالحق في الدفاع الجماعي عن النفس الأمر الذي يمكن اليابان من تعبئة القوات في الخارج للدفاع عن نفسها وحلفائها المعرضين للهجوم.

وعلى الرغم من معارضة جيران اليابان وحتى الشعب الياباني، وافق البرلمان الياباني على هذا التغيير المثير للجدل.

ولم يتحقق هدفه الأكبر المتمثل في مراجعة الدستور للاعتراف رسميا بالجيش الياباني، ولا يزال هذا الموضوع مثيرا للانقسام في اليابان.

لكنه سعى ليكون صانع سلام بين الولايات المتحدة وإيران.

وتميز بسياسته الاقتصادية المبنية على التيسير النقدي والتحفيز المالي والإصلاحات الهيكلية، حيث أدت هذه التدابير إلى النمو خلال فترة ولايته الأولى، وفي ولايته الثانية هيمنت استراتيجيته الاقتصادية التي أطلق عليها "آبينوميكس"، وتجمع بين زيادة الميزانيات والمرونة النقدية والإصلاحات الهيكلية.

كما سعى إلى زيادة معدل الولادات بجعل أماكن العمل أكثر مراعاة للآباء وخصوصاً للأمهات، وعمل على فرض ضريبة استهلاك مثيرة للجدل في 2019 تهدف للمساعدة في تمويل أماكن في دور الحضانة، للأطفال بعمر الثلاث سنوات وما دون.

وتأثرت شعبيته بشكل كبير بشأن طريقة تعامله مع وباء كورونا حيث اعتبرت طريقة تعاطيه مع الأزمة بطيئة ومربكة، ما أدى إلى تراجع نسبة التأييد له إلى أدنى المستويات خلال فترة حكمه.

فقد تم انتقاد الكمامات القماشية القابلة للغسل التي وزعتها الحكومة، والتي يُطلق عليها اسم "آبينوماسكس"، لكونها صغيرة جدا وتصل مُتأخرة.

ذهول في العالم بعد حادثة الاغتيال

اغتيال رئيس وزراء اليابان السابق لم يحدث صدمة في اليابان فحسب وإنما في العالم، فهذا البلد الذي يضرب المثل بديمقراطيته، هو عكس الولايات المتحدة ، حيث تنتشر عمليات إطلاق النار الجماعية، إذ تعتبر اليابان من أشد الدول فرضا لقوانين الأسلحة والأكثر صرامة في العالم. في حين أن المدنيين قادرين على الحصول على أسلحة بعد فحوصات واسعة النطاق ومتطلبات ترخيص مشددة.

ردود الفعل كانت واسعة إذ اعتبر وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن: "إنها لحظة حزينة جدا"، مضيفا أن الولايات المتحدة "حزينة جدا وقلقة جدا".

وأكدت الصين أنها "صدمت" من الهجوم على آبي. وقال المتحدث باسم الوزارة، تشاو ليجيان : "نراقب تطور الوضع ونأمل أن يتم إبعاده عن الخطر وأن يتعافى في أسرع وقت ممكن".

رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشال قال إنه "شعر بصدمة وبالحزن بسبب الهجوم الجبان" على آبي، الذي وصفه بأنه "صديق حقيقي ومدافع شرس عن التعددية النظامية والقيم الديمراطية".

وقال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أنه "صُدم بشدة من الهجوم الشنيع" على رئيس الوزراء الياباني السابق، مؤكدا أن فرنسا تقف إلى جانب الشعب الياباني وأن أفكاره مع عائلة وأحباء رئيس وزراء عظيم.

وكتبت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، في تغريدة على هامش قمة مجموعة العشرين في بالي: "صدمت بنبأ الهجوم على شينزو آبي. أفكاري معه ومع أسرته".

00:00:00