صحفي رياضي، مقدم برنامج في التسعين
"يخلف" على التايكواندو
لا شك أن نتائج منتخباتنا الوطنية في دورة الألعاب الآسيوية التي تتواصل فعالياتها في الصين ما هي إلا ترجمة حقيقية لواقع رياضتنا الذي لا يسر عدوا ولا حبيبا.
إخفاق لاعبينا شمل معظم الألعاب؛ فمن خروج مبكر للاعبي المبارزة إلى آخر حزين في الملاكمة، مرورا بمنتخب السلة الثلاثي للإناث، والجمباز التي نملك فيها لاعبا هو الأفضل على صعيد آسيا، وصولا إلى الرياضة الجديدة: رياضة الألعاب الإلكترونية والرماية.
الأردن في المرتبة 26 في دورة الألعاب الآسيوية
بميداليات التايكواندو الثلاثية حل ترتيب الأردن بين الدول المشاركة في المركز 26 من أصل 32 دولة مشاركة في الألعاب، وهو ترتيب لا يليق بطموحات لاعبينا ولا جماهيرنا، لا سيما وأن دولا عربية مثل الإمارات والسعودية وقطر والبحرين حصدت ميداليات ذهبية وأخرى ملونة وضعتها في موقع متقدم عنا على سلم الترتيب.
وكانت دورة الألعاب الآسيوية قد انطلقت في الصين قبل أسبوعين، وهي تعد اختبارا حقيقيا للاعبين المشاركين في دورة الألعاب الأولمبية التي ستقام في باريس 2024.
كما تعد دورة الألعاب الآسيوية "البروفة" الأكثر أهمية لمنتخبات أكبر القارات والمؤشر الأكثر وضوحا حول قدرة لاعبيها على المنافسة في أكبر منافسة رياضية في العالم.
حصيلة هزيلة
16 منتخبا شدت رحالها إلى الصين بعد مرحلة إعداد يفترض أنها مثالية، لكن النتائج مع كل أسف متواضعة للغاية، وهي تعكس حالة التراجع المذهلة لمعظم الألعاب التي عجزت أن تكون منافسة على المراكز المتقدمة للدول الآسيوية التي سبقتنا بمراحل في ترتيب الميداليات.
بالتدقيق والتمحيص في نتائج المنتخبات المشاركة، نجد أن الاستثناء الوحيد كانت نتائج التايكواندو التي حفظت ماء وجه الرياضة الأردنية من خلال الفوز بميداليتين فضيتين وثالثة برونزية.
ورغم أننا كنا نطمع بالمزيد من الميداليات للتايكواندو خاصة من الذهب إلا أننا في الوقت نفسه نشعر بالرضا عما حققته هذه اللعبة قياسا بنتائج المنتخبات الأخرى الهزيلة جدا.
الدعم لمن يستحقه
يجب على اللجنة الأولمبية إجراء تقييم حقيقي لأداء كل المشاركين في الدورة من أجل وضع النقاط على الحروف وتحديد أولويات الدعم، فكثير من المنتخبات لا تقدم شيئا يذكر من النتائج الإيجابية وتهدر كثيرا من النفقات دون حصاد مستحق، وبالتالي فلا بد من تفعيل بند المساءلة لهذه الاتحادات؛ فالمال العام أمانة ويجب أن يذهب لمن يستحقه.
التايكواندو اتحاد يستحق الدعم، وهو نموذج طيب لا بد من الاقتداء به، ويجب على اللجنة الأولمبية أن تدعو الاتحادات لدراسة طريقة عمل التايكواندو لمحاكاة تجربته الرائدة في تحقيق الإنجازات المشرفة للرياضة الأردنية.
اقرأ المزيد.. نداء استغاثة من أندية المحترفين للحكومة.. نحن على أبواب الإفلاس