مشاهد الشغب مرعبة في كرة الشباب.. من المسؤول يا اتحاد الكرة؟

الصورة
مشهد من مواجهات سابقة خلال مباراة الرجاء البيضاوي وشباب الريف الحسيمي
مشهد من مواجهات سابقة خلال مباراة الرجاء البيضاوي وشباب الريف الحسيمي
آخر تحديث

المشاهد التي تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية لأحداث الشغب التي تلت المباراة النهائية لبطولة دوري النخبة تحت 17 سنة بكرة القدم كانت صادمة ومؤلمة بالفعل وشوهت الإنجازات التي حققتها كرة القدم الأردنية في الفترة الأخيرة. 

فملعب المباراة الذي خصص للتنافس الشريف بين اللاعبين الشباب وليكون شاهدا على إبداعاتهم تحول فجأة إلى ساحة حرب واختلط الحابل بالنابل وتطايرت الكراسي وسقط المصابون على أرض الميدان، في مشهد لا يليق بالرياضة والرياضيين. 

من يتحمل مسؤولية الشغب الذي حدث؟ 

السؤال الذي يطرحه رواد مواقع التواصل الاجتماعي يتمحور حول من يتحمل مسؤولية الشغب الذي حدث والعنف بين لاعبين واعدين؟ هل يتحملها اتحاد كرة القدم المسؤول عن تنظيم كل البطولات بما فيها بطولات الواعدين؟ أم تتحملها إدارات الأندية أو الأكاديميات؟ لكن وسط هذه التساؤلات لا بد من الإشارة إلى أن الخاسر الوحيد في ما حدث هي الكرة الأردنية. 

الضرب بيد من حديد 

الشغب الذي حدث عقب المباراة مرعب حقا، ولا نتمنى أبدا أن نشاهده في ملاعبنا، ولا بد من وقفة حازمة لاتحاد كرة القدم تجاه كل من تسبب في هذه الأحداث المؤسفة إذا ما أراد الاتحاد أن يساهم في بناء جيل رياضي يتمتع بروح رياضية عالية. 

نعم نحن مع أن يقوم اتحاد كرة القدم بالضرب بيد من حديد وفرض عقوبات قاسية على كل من تسبب بهذه الأحداث لاجتثاث هذه الظاهرة التي تبرز بين فترة وأخرى لتعكر صفو البطولات المحلية والتي من شأنها الانتشار إذا لم يضع لها الاتحاد حدا قبل أن تستفحل مستقبلا.

أين الثقافة الرياضية؟ 

نحن هنا نتحدث عن فرق واعدة في إطار التكوين لتشكل رافدا حقيقيا لمنتخب النشامى الذي بات يضرب فيه المثل عربيا وآسيويا، فأعمار هؤلاء الواعدين لا تزيد على 17 سنة، وهو السن الذي يجب أن يحظى بعناية فائقة من إدارة الأندية والأكاديميات، فهؤلاء الواعدون الموهوبون بحاجة ماسة إلى تطوير أدائهم الفني على أرض الملعب، لكنهم قبل ذلك في أمسّ الحاجة إلى تعزيز ثقافتهم الرياضية خاصة فيما يتعلق بتقبل الخسارة قبل الفوز، إلى جانب تعزيز ثقافة كيفية التعامل مع الجمهور، وهنا يبرز الدور الإداري للأكاديميات والأندية التي تحتضنهم. 

لا بد للمسؤولين عن فرق الواعدين ولاتحاد كرة القدم الذي يشكل المظلة الرسمية لهذه الأندية والأكاديميات أن يركزوا على عملية إعداد مواهبنا الشابة من الناحية النفسية؛ حتى تتعلم كيف تستفيد وتصبح أكثر نضوجا وهدوءا وتركيزا ليستفيدوا ويفيدوا الكرة الأردنية التي باتت على موعد قريب إن شاء الله من التأهل إلى كأس العالم، هذا الحلم الذي لن يتحققَ بجيل كروي مشاغب لا يقوى على ضبط نفسه وإنما بجيل منضبط مثقف رياضيا لا ينشغل بأمور لا تغني ولا تسمن من جوع.

الأكثر قراءة
00:00:00