بسم الله الرحمن الرحيم، "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُم
خطاب أبو عبيدة في معركة طوفان الأقصى بتاريخ 23-11-2023
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، الذي كتب على نفسه نصر المجاهدين في سبيله، "وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ"، وكتب الذلة على المجرمين المعتدين، "لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ"، والصلاة والسلام على نبينا المجاهد الشهيد وعلى آله وصحبه ومن جاهد جهاده وبعد.
يا أبناء شعبنا العظيم الصامد في وجه الظلم والعدوان، يا رمز الكبرياء وعنوان الكرامة والبطولة، يا مجاهدينا الأشداء في خطوط المواجهة وثغور الجهاد والرباط والتحدي، يا مقاتلي أمتنا وجماهيرها يا كل أحرار العالم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المقاومة تستهدف 335 آلية عسكرية منذ بدء التوغل البري
في اليوم الثامن والأربعين من معركة طوفان الأقصى يواصل مجاهدونا في كل مواقعهم وخطوطهم وثغورهم وعقدهم القتالية بمعية الله وعونه، تصديهم للعدوان الصهيوني الغاشم، حيث وثقنا بعون الله تعالى استهداف 335 آلية عسكرية صهيونية منذ بدء التوغل البري استهدافا مباشرا من مدى الأسلحة المضادة للدروع أو عبوات العمل الفدائي وعبوات الشواظ منها 33 في الـ72 ساعة الأخيرة، في مناطق التوام وجباليا وبيت حانون والشيخ رضوان والزيتون.
آليات الاحتلال بين التدمير الكلي والجزئي
وتنوعت نتائج هذه الاستهدافات بين التدمير الكلي والجزئي لهذه الآليات، وتنوعت هذه الآليات بين ناقلات الجند والدبابات والجرافات والحفارات، هذا عدا عن عشرات عمليات استهداف الجنود والقوات الراجلة في أماكن التحصن والتمركز والتجمع بالقذائف والعبوات المضادة للأفراد، وكذلك دك التحشدات الصهيونية بقذائف الهاون والاستمرار في توجيه الرشقات الصاروخية نحو أهداف متنوعة وبمديات مختلفة إلى داخل الكيان الصهيوني.
وقد نفذ مجاهدونا خلال الأيام الثلاثة الأخيرة عدة عمليات نوعية أوقعت قتلى بشكل محقق في قوات العدو خارج آلياتهم، كان أبرزها كمين لزمرة من مجاهدينا في منطقة التوام شمال قطاع غزة، يوم الثلاثاء أول أمس، حيث قامت ناقلة جند للعدو بإنزال مجموعة من الجنود في منطقة الكمين، فهاجمها مجاهدونا من مسافة صفر بالقنابل والأسلحة الرشاشة، فقتلوا ما لا يقل عن 5 جنود صهاينة، وانتظروا قدوم قوة النجدة، ثم فجروا بها عبوة مضادة للأفراد في كراج منزل حاول الجنود الدخول إليه، فأوقعوا قوة النجدة في كمين آخر قبل أن ينسحب مجاهدونا إلى مواقعهم بسلام.
وفي عملية أخرى هاجم أحد مجاهدينا في عقدة قتالية 8 جنود صهاينة نزلوا من ناقلة جند شرق مستشفى الرنتيسي في حي الشيخ رضوان عصر الثلاثاء، وأمطرهم بالرصاص من مسافة عشرة أمتار، فأرداهم بين قتيل وجريح دون قدرتهم على الرد على مصدر النار. فيما عاد المجاهد إلى عقدته القتالية تحفه رعاية الرحمن.
كما استهدفت زمرة من مجاهدي القسام في بيت حانون، صباح الثلاثاء، مجموعة راجلة للعدو مكونة من 6 أفراد بعبوة رعدية مضادة للأفراد، قبل أن ينسحب مجاهدونا بسلام ويرصدوا قوة الانتشال التي قدمت إلى المنطقة وهرعت للمكان تحت وابل من الدخان والقصف العشوائي.
وظهر أمس الأربعاء، رصد مجاهدونا قوة صهيونية تحاول تفجير أحد الأنفاق في تلة طليبو شمال مخيم جباليا، فقام مجاهدونا بضربة استباقية لقوة العدو الراجلة، وذلك بتفخيخ عين النفق وتفجيره بالقوة المعادية وتحقيق إصابات مؤكدة فيها بقوة الله. وتبع ذلك عملية قنص لأحد الجنود وقتله على الفور في ذات المنطقة.
وفجر اليوم الخميس تقدمت قوة صهيونية لاعتلاء بناية قرب دوار الكويت على شارع صلاح الدين في حي الزيتون فهاجمتها زمرة من مجاهدينا من مسافة صفر ودمرت برج دبابة الميركافا أثناء اعتلاء جندي للبرج، ثم هاجمت الزمرة جنودا مشاة كانوا يستعدون للتحصن في البناية، وأمطرتهم بالقنابل والأسلحة الرشاشة، فأوقعتهم بين قتيل وجريح قبل أن ينسحب مجاهدونا إلى عقدتهم القتالية تحفهم رعاية الرحمن.
المحاور التي أكد عليها أبو عبيدة في اليوم 48 من طوفان الأقصى
يا أبناء شعبنا وأمتنا وكل أحرار العالم، إننا في كتائب الشهيد عز الدين القسام، وفي ظل معركتنا في التصدي للعدوان لليوم الثامن والأربعين نؤكد على ما يلي:
-
أولا: إن بطولات مجاهدينا في ميدان القتال هي مفخرة لكل حر في العالم، فنحن نواجه قوة غازية همجية لا تعرف دينا ولا أخلاقا للحروب، ولا تتقن سوى القتل والقصف العشوائي، حيث بنيت خطة العدو في مناوراته البرية على تدمير كل شيء وقتل كل شيء في سبيل الاختراق السريع وإعلان الانتصار، وكذلك على ارتكاب المجازر ضد المدنيين بكل وحشية يشاهدها العالم، لكن هذه الخطة أفشلناها وسنفشلها بعون الله، فمجاهدونا متمترسون في مواقعهم وعقدهم القتالية، ومنهم من مضى على رباطه في موقعه أكثر من ثلاثين يوما ولا يزال ينتظر لحظة الإطباق على هدفه المحدد في وقته المحدد، وهذا ما يفسر أن مجاهدينا لا زالوا بفضل الله يضربون قوات العدو في خطوطه الخلفية ويخرجون لهم من بين الركام وفي المناطق التي اعتبرها قد حسمت عسكريا منذ أسابيع.
-
ثانيا: إن العدو لا زال يخفي خسائره الحقيقية التي نعرفها ونشاهدها، فنحن في حالة التحام مع قوات العدو الغازية، ويشاهد مجاهدونا قتل جنود العدو عن قرب ويراقبون معاناته في سحب جثث قتلاه ومصابيه من أرض المعركة، وإننا نعتبر أن خسائر العدو البشرية لم تبدأ بعد إذا قرر المضي في عملياته البرية وعدوانه النازي.
وقلنا منذ اليوم الأول ولا زلنا نقول، إن قيادة العدو المرتعدة التي قررت ارتكاب هذه المحرقة ضد شعبنا قررت أن تضع جنودها أيضا في قلب هذه المحرقة، وإن كل المؤشرات والمشاهدات التي يراها مجاهدونا في الميدان تقول بأن الجنود الذين زج بهم العدو في هذه المعركة ليسوا جاهزين لها ولا يدركون عواقبها.
-
ثالثا: إن ما يعول عليه العدو في إطالة أمد المعركة هو الإبادة والتنكيل والعقاب الجماعي وارتكاب المجازر وليس أي هدف عسكري حقيقي ملموس، لذا فإننا نؤكد أننا جاهزون بعون الله للاستمرار في المواجهة والتصدي للعدو مهما بلغت مدة العدوان ومهما بلغ مداه، وعلى العدو ومن وراءه من الواهمين والحالمين بانكسار مقاومتنا أن يوفروا جهدهم وأن لا يخدعوا أنفسهم؛ فنحن طلاب حق ومقاتلو حرية، وإن الأولى بالباحثين عن السراب أن يعترفوا بحقوق شعبنا وينهوا احتلال هذا الكيان الهمجي الفاشي وعدوانه المجرم ضد أطفالنا وشعبنا وأهلنا ومقدساتنا.
-
رابعا: إن ما قبل به العدو في الهدنة المؤقتة وصفقة التبادل الجزئية هي ما كنا نطرحه قبل بدء المناورات البرية الصهيونية، ورفضه العدو في حينه وزعم أنه سيحقق هذه النتيجة بالقوة العسكرية، في حين أكدنا ولا زلنا نؤكد أن السبيل الوحيد لإعادة اسرى العدو هو التبادل، وبناء عليه فإن ما حققه العدو خلال هذه العملية البرية هو المزيد من العربدة والمجازر والتدمير الأعمى إضافة إلى قتله المزيد من أسراه وإطالة أمد معاناتهم، ناهيك عن فقده أعدادا كبيرة جدا من جنوده قتلى وجرحى في أرض المعركة.
-
خامسا: نحيي مقاتلي شعبنا في الضفة المحتلة الذين هم طليعة في مواجهة قطعان المغتصبين وقوات الاحتلال، ونحيي قوى أمتنا التي هبت لمساندة شعبنا ومقاومتنا بالفعل الميداني المباشر والمؤلم للعدو من جبهات متعددة، ونخص إخواننا في اليمن، يمن العروبة والإسلام الذين حركتهم صرخات أهلنا ونداءات مقاومتنا فنهضوا بنخوتهم العربية المعهودة وكسروا قيود الجغرافيا ونصروا وينصرون غزة بكل عنفوان وإضرار.
وكذلك إخواننا في لبنان الذين تتصاعد أفعالهم ويحاصرون المحتل من جبهته الشمالية، ويربكونه ويدكون حصونه، وإخواننا في العراق الحر وفي كل جبهة تسعى وتعمل وستعمل على ضرب العدو وإيلامه وكسره.
وإننا إذ نحيي هذه السواعد التي أبت إلا أن تتحرك وأن تتجاوز التضامن اللفظي المجرد، فإننا ندعو إلى تصعيد المواجهة مع الاحتلال من أبطال شعبنا وأمتنا في كل أنحاء الضفة المحتلة وفي جبهات المقاومة، وتسديد ضربات للعدو وملاحقته في كل جغرافيا فلسطين وحدودها التاريخية.
وندعو إخواننا في الأردن خاصة إلى تصعيد كل أشكال العمل الشعبي والجماهيري والمقاوم، فأنتم يا أهلنا في الأردن كابوس الاحتلال الذي يخشى تحركه ويتمنى ويعمل ويجهد لتحييده وعزله عن قضيته، كما ندعو كل أحرار العالم إلى إيلام إرباك دويلة العدو المارقة في كل مكان تتواجد فيه مصالح الاحتلال.
وختاما يا أبناء شعبنا المبارك هنا في غزة العزة، تحية إكبار لكم على هذا الصمود والثبات الأسطوري العظيم الذي يشكل نموذجا لكل إنسان حر في الدنيا، والذي يعبر عن إيمان عميق لشعبنا بقضيته، وثبات غير مسبوق على أرضه المقدسة رغم الألم ورغم المعاناة ورغم البطش الصهيوني النازي.
وإننا كجزء من شعبنا، نشاطر أهلنا هذا الألم، فنحن بكم ومعكم ومنكم، نقاتل عن شرفنا وأرضنا وعرضنا، ونقف في وجه هذا العدو الملعون في كل كتاب والمنبوذ من جل شعوب الأرض الحرة، فنشد على أيادي أهلنا ونقول لهم إن مع العسر يسرا. ألا إن نصر الله قريب.
وإنه لجهاد نصر أو استشهاد
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شاهد | الكلمة المصورة لأبو عبيدة بتاريخ 23-11-2023
اقرأ المزيد.. خطاب أبو عبيدة بتاريخ 17-11-2023