بسم الله الرحمن الرحيم، "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُم
خطاب أبو عبيدة في معركة طوفان الأقصى بتاريخ 8-11-2023
بسم الله الرحمن الرحيم، "وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ".
الحمد لله رب العالمين، ناصر المجاهدين ومذل المستكبرين، والصلاة والسلام على نبينا المجاهد الشهيد وعلى آله وصحبه ومن جاهد جهاده وبعد.
يا أبناء شعبنا المرابط الأبي، يا أسطورة الجهاد، ويا شوكة في حلق الأعداء، أيها المجاهدون في الجبهات وفي خطوط النار، يا عنوان مجد هذه الأمة ورسل كرامتها، يا مقاتلي أمتنا في كل ميدان، يا جماهير أمتنا في كل مكان، يا كل أحرار العالم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
طوفان الأقصى في يومها الثالث والثلاثين: المجاهدون يتصدون للعدو في المناورات البرية
من قلب معركة طوفان الأقصى في يومها الثالث والثلاثين، نعلن بعون الله تعالى عن استمرار مجاهدينا في القتال والتصدي للعدوان الصهيوني في كل محاور المناورات البرية للعدو؛ في شمال غرب مدينة غزة، وفي جنوب مدينة غزة، وفي شمال قطاع غزة، حيث وثقنا بعون الله ومنذ بدء العدوان البري وحتى الساعة تدمير مجاهدينا لمئة وست وثلاثين آلية عسكرية تدميرا كليا أو جزئيا وإخراجها عن الخدمة من القوات التي دفع بها هذا العدو المرتعد إلى جزء من مساحة قطاع غزة.
هذه الآليات التي بمقدورها احتلال دولة كبيرة مترامية الأطراف مكتملة الأركان، يدفع بها العدو إلى جبهة لا دبابة فيها ولا طائرة ولا مجنزرة ولا حتى جبل أو هضبة أو تضاريس صعبة تستدعي هذه القوات المعدة لمهاجمة جيوش ودول، يدفع جيش يوصف بأنه الأقوى في المنطقة بقوة مدرعة ضخمة وألوية نخبة مزعومة مدعومة من البر والبحر والجو، في مواجهة مقاتلين أشداء صنعوا على عين الله ويضربون عدوهم بقوة الله وبإيمان وبسالة وشجاعة غير مسبوقة في التاريخ المعاصر، فيدمر مجاهدونا الآليات ويوقعون القتلى والإصابات بالجملة في القوات المتوغلة للعدو.
وبالرغم من تفادي العدو للالتحام الكامل مع مجاهدينا، ومحاولته تدمير الحجر والشجر وقتل البشر وسحق المباني والمنشآت وقتل حتى الحيوانات في طريقه بشكل وحشي يشبه الأساطير التي تربى عليها الصهاينة لاستعطاف العالم والتباكي والمسكنة أمامه، فصدق الله العظيم: "لأنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِم مِّنَ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ".
فبالرغم من المجازر والقصف الهمجي الذي يستهدف بالأساس المدنيين والمرافق المدنية في جريمة حرب أمام العالم الذي تحكمه شريعة الغاب إلا أننا بفضل الله نناور بقوات النخبة من مجاهدينا، فنلتف لضرب العدو في خطوطه الخلفية، وننصب له ولدباباته الكمائن، ويدمر مجاهدونا الآليات من نقطة صفر ومن المدى الفعال للأسلحة المضادة للدروع والأفراد وكذلك للبنايات التي يتحصن فيها الجنود، ويواصل سلاح القنص استهداف الجنود وسلاح المدفعية دك التحشدات بقذائف الهاون والصواريخ.
أبو عبيدة يؤكد على بنود عدة في اليوم 33 من معركة طوفان الأقصى
يا أبناء شعبنا ويا أبناء أمتنا ويا كل أحرار العالم، إننا في كتائب الشهيد عز الدين القسام وبعد ثلاثة وثلاثين يوما من بدء معركة طوفان الأقصى وعطفا على ما سبق فإننا نؤكد على ما يلي:
-
أولا: إن البسالة والإقدام التي يتمتع بها مجاهدونا في الميدان لصد العدوان وتكبيد الغزاة النازيين الهزيمة لهو مفخرة لكل عربي ومسلم وحر في العالم، وإننا سنعرض بعون الله خلال الدقائق القادمة. جانبا من عظمة مجاهدينا وقتالهم للعدو، والتحامهم مع آلياته وجنوده المتحصنين في البنايات واصطيادهم لدباباته وتدميرها، وهذا غيض من فيض مما فعله ويفعله وسيفعله مجاهدونا في الميدان بقوة الله ومعيته.
-
ثانيا: إن ملف الأسرى لا يزال حاضرا لدينا في تفاصيل هذه المعركة معركة طوفان الأقصى وإننا نجدد تأكيدنا على أن المسار الوحيد والواضح لهذه القضية هو صفقة لتبادل الأسرى بشكل شامل أو مجزأ، فلدينا أسيرات في السجون، وللاحتلال أسيرات من النساء لدينا، ولدينا أسرى مدنيون ومرضى وكبار في سجون العدو، وله عندنا أسرى من ذات الفئات، ولدينا مقاتلون ومقاومون في سجون الاحتلال، وللعدو عندنا جنود مقاتلون أسرى.
وليس لهذا الملف من حل قطعا سوى هذا المسار والتبادل فئة بفئة أو كعملية شاملة، كما أننا لا زلنا نؤكد أن من يعيق ويخرب كل جهود تسليم المحتجزين من ذوي الجنسيات الأجنبية هو العدو الذي يواصل العدوان ويرفض تهيئة الظروف للإفراج عنهم بل ويعرض حياتهم وحياة أسراه لخطر داهم كل ساعة وكل يوم، وقد أفشل منذ أيام عملية الإفراج عن اثني عشر منهم، وما العدد الكبير من القتلى، من الأسرى والمحتجزين، ومن لا يزال منهم تحت الأنقاض، ومن يخضع للعلاج ويقف بين الحياة والموت ليس سوى دليل على عنجهية هذا العدو وغطرسته وتخبطه.
-
ثالثا: إن واجب الوقت هو إسناد شعبنا بكل السبل، وعدم الرضوخ للاحتلال النازي الذي يستقوي بالإدارة الأمريكية الصهيونية، وإن أكبر ما يخشاه هذا العدو هو نهضة شعبنا وشعوب أمتنا وقوى مقاومتها، وفي طليعتها بالطبع شعبنا الفلسطيني في الضفة والقدس وفلسطين المحتلة عام ثمانية وأربعين.
وإن العالم يشاهد كيف يستغل الاحتلال هذه الحرب للتأكيد على عقليته الفاشية العنصرية ورغبته بتهجير أهلنا في الضفة واستمرار قتلهم والعدوان عليهم ومحاولة تصفية كل القضية الفلسطينية، فاستنفروا يا مقاتلي شعبنا ويا جماهيره في كل أرض فلسطين، وهبوا لسحق هذا المخطط الصهيوني كما كنتم دوما مقبرة لأحلام قادة هذا العدو الأغبياء.
ختاما نقول تحية شعبنا المرابط في أرضه الرافض للتهجير والترحيل الذي يقف شوكة في حلق الصهاينة المحتلين، والمتمترس في وجه قوة غاشمة باغية متعطشة للدماء، والذي سيسجل في ذاكرته وفي فاتورة حسابه هذه المحرقة والمجازر التي يرتكبها العدو، وستكون كما كانت منذ عام ثمانية وأربعين؛ لعنة ونارا ودمارا على هذا العدو، ونبشر الاحتلال بمرحلة قادمة من الغضب والمقاومة في الضفة وغزة والقدس، وفي كل الجبهات والساحات بعون الله تعالى.
مستمرون في مقاومتنا لهذا العدوان في كل المحاور، وان مجاهدينا للعدو بالمرصاد، وسيجعلون الآليات والمدرعات التي يتوغل بها الاحتلال قبورا متحركة لجنوده بقوة الله، وندعو كل أبناء شعبنا وأمتنا إلى الدعاء لمجاهدينا، فهم طليعة أمة متعطشة لدحر هذا العدو وكنس رجسه عن أرضنا ومقدساتنا.
"وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ"
وإنه لجهاد نصر أو استشهاد
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شاهد | الكلمة المصورة لأبو عبيد في 8/11/2023
اقرأ المزيد.. خطاب أبو عبيدة بتاريخ 4-11-2023