بسم الله الرحمن الرحيم، "فَقَـٰتِلۡ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلا نَفۡسَكَۚ وَحَرِّضِ ٱلۡمُؤۡمِنِینَۖ عَسَى ٱللَّهُ أَن یَكُفَّ
خطاب قائد هيئة أركان كتائب القسام محمد الضيف معلنا بدء معركة طوفان الأقصى
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وقائد المجاهدين وعلى آله وصحبه أجمعين، قال تعالى: "سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ، بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ".
محمد الضيف يخاطب الأمة العربية والإسلامية
يا جماهير أمتنا العربية والإسلامية من المحيط إلى الخليج ومن طنجة إلى جاكرتا، يا أحرار العالم أجمعين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد، لقد احتل الكيان الصهيوني أرضنا وهجر أهلنا ودمر مدننا وقرانا وبلداتنا، وارتكب بحق شعبنا مئات المجازر، قتل الأطفال والنساء والشيوخ، وهدم البيوت على رؤوس الأبرياء الآمنين، وضرب بعرض الحائط كل الأعراف الدولية وقوانين حقوق الإنسان، وتنكر للقوانين الدولية، وقد سبق وحذرنا قادة الاحتلال من استمرار جرائمهم، وأهبنا بقادة العالم التحرك لوضع حد لجرائم الاحتلال بحق مقدساتنا وشعبنا وأسرانا وأرضنا، ولإجبار الاحتلال على الالتزام بالقانون الدولي وبالقرارات الدولية فلم يستجب قادة الاحتلال، ولم يتحرك قادة العالم بل ازدادت جرائم الاحتلال وتجاوزت كل الحدود وخصوصا في القدس والمسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
فازدادت اقتحامات قوات الاحتلال لباحات الحرم وداسوا قداسة المسجد بأحذيتهم، واعتدوا على المرابطات بالضرب والسحل مرارا وتكرارا، وسحلوا الشيوخ الكبار والأطفال والشباب، ومنعوا أهلنا من الوصول للمسجد وأفسحوا المجال للجماعات اليهودية لتدنيس المسجد الأقصى بالاقتحامات اليومية وأداء الطقوس والصلوات التلمودية والنفخ بالبوق وهم يلبسون ثياب الكهنة، ولم يخفوا نواياهم بإقامة هيكلهم المزعوم على أنقاض مسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وقد أحضروا البقرات الحمراء لحرقها وذر ماء رمادها كإعلان عملي لهدم الأقصى وبناء الهيكل وقد تجرؤوا على سب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، داخل باحات المسجد الأقصى المبارك ومزقوا المصاحف ودخلوا بالكلاب إلى المساجد وهم في كل يوم يثبتون حقائق جديدة على طريق أحلامهم السوداء وفي كل يوم يهاجمون أهلنا في أحياء القدس ويسرقون بيوتهم وعقاراتهم.
اقرأ المزيد.. ما قصة ذبح الخمس بقرات عند اليهود في القدس؟
وفي نفس الوقت لا تزال سلطات الاحتلال تحتجز الآلاف من أسرانا الأبطال وتمارس ضدهم أبشع أساليب القهر والتعذيب والإذلال، المئات من أسرانا قضوا في غياهب السجون 20 سنة ويزيد، والعشرات من أسرانا وأسيراتنا أكل السرطان والمرض أجسادهم، وقضى الكثيرون نحبهم، نتيجة الإهمال الطبي، والقتل البطيء المتعمد، ولقد قوبلت دعواتنا بعقد صفقة تبادل إنسانية بالرفض والتعنت.
في كل يوم تقتحم قوات الاحتلال مدننا وقرانا وبلداتنا على امتداد الضفة الغربية وتعيث فيها فسادا، وتداهم بيوت الآمنين، تقتل وتصيب وتهدم وتعتقل، حيث ارتقى المئات من الشهداء والجرحى في هذا العام جراء هذه الجرائم وفي الوقت نفسه تصادر الآلاف من الدونمات وتقتلع أهلنا من بيوتهم وأراضيهم ومضاربهم وتبني مكانهم المستوطنات وتحمي قطعان المستوطنين وهم يعربدون ويسرقون ويحرقون ويهلكون الحرث والنسل، في الوقت الذي تستمر فيه جريمة الاحتلال بفرض الحصار المجرم على قطاعنا الحبيب.
محمد الضيف: معركة طوفان الأقصى جاءت لوضع حد لجرائم الاحتلال
في ظل هذه الجرائم المتواصلة بحق أهلنا وشعبنا وفي ظل عربدة الاحتلال وتنكره للقوانين والقرارات الدولية وفي ظل الدعم الأمريكي والغربي والصمت الدولي فقد قررنا أن نضع حدا لكل ذلك بعون الله ليفهم العدو أنه قد انتهى الوقت الذي يعربد فيه دون محاسب، فإننا نعلن بدء عملية طوفان الأقصى.
كما أننا نعلن بحول الله وقوته أن الضربة الأولى من عملية طوفان الأقصى والتي استهدفت مواقع العدو ومطاراته وتحصيناته العسكرية خلال الـ20 دقيقة الأولى قد تجاوزت 5000 صاروخ وقذيفة.
يا جماهير شعبنا وأمتنا يا أحرار العالم، اليوم يتفجر غضب الأقصى وغضب شعبنا وغضب أمتنا وغضب أحرار العالم.
مجاهدونا الأبرار هذا يومكم لتُفهموا هذا العدو المجرم أنه قد انتهى زمنه، اقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم، لا تقتلوا الشيوخ والأطفال، وأزيلوا هذا الدنس عن أرضكم ومقدساتكم، قاتلوا والملائكة سيقاتلون معكم مردفين، وسيمددكم الله بملائكته مسومين، وسيوفي الله بوعده لكم، "وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ".
محمد الضيف يخاطب الشباب في الضفة الغربية وفي القدس وفي الداخل المحتل
يا شبابنا في الضفة الغربية، يا كل أهلنا على اختلاف تنظيماتكم، اليوم يومكم لتكنسوا هذا المحتل ومستوطناته عن كل أرضنا في الضفة الغربية، ولتجعلوه يدفع ثمن جرائمه، طيلة السنوات العجاف الطوال، نظموا هجماتكم على المستوطنات، بكل ما يتاح لكم من وسائل وأدوات.
اليوم، نعم، بدءا من اليوم، ينتهي التنسيق الأمني وأجهزته، لتثبتوا أن وطنيتكم وانتماءكم للأقصى والقدس وفلسطين أكبر من كل أوهام الاحتلال. اليوم، نعم اليوم، يستعيد شعبنا ثورته، ويصحح مسيرته، ويعود لمشروع التحرير والعودة وإقامة الدولة، بالدم والشهادة.
يا أهلنا في القدس، هبوا لنصرة أقصاكم، واطردوا قوات الاحتلال والمستوطنين من قدسكم، واهدموا الجدران العازلة.
يا أهلنا في الداخل المحتل، في النقب والجليل والمثلث، في يافا وحيفا وعكا واللد والرملة، أشعلوا الأرض لهيبا تحت أقدام المحتلين الغاصبين، قتلا وحرقا وتدميرا وإغلاقا للطرقات، وأفهموا هذا المحتل الجبان أن طوفان الأقصى أكبر مما يظن ويعتقد.
خطاب محمد الضيف يشمل المقاومة الإسلامية خارج فلسطين
يا إخواننا في المقاومة الإسلامية، في لبنان وإيران واليمن والعراق وسوريا، هذا هو اليوم الذي تلتحم فيه مقاومتكم مع أهلكم في فلسطين، ليفهم هذا المحتل الرعديد أنه قد انتهى الزمن الذي يعربد فيه ويغتال العلماء والقادة، قد انتهى زمن نهب ثرواتكم، قد انتهى القصف شبه اليومي، في سوريا والعراق، قد انتهى زمن من راهنوا على تقسيم الأمة وبعثرة قوتها في صراعات داخلية، وآن الأوان أن تتحد كل القوى العربية والإسلامية لكنس هذا الاحتلال عن مقدساتنا وأرضنا.
محمد الضيف يخاطب بعض الشعوب الإسلامية: ابدؤوا بالزحف
يا أهلنا في الأردن ولبنان، في مصر والجزائر، والمغرب العربي، في باكستان وماليزيا وأندونيسيا، وفي كل أنحاء الوطن العربي والإسلامي، ابدؤوا بالزحف اليوم الآن وليس غدا، نحو فلسطين، ولا تجعلوا حدودا ولا أنظمة ولا قيودا تحرمكم شرف الجهاد والمشاركة في تحرير المسجد الأقصى، "انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ".
اليوم اليوم، كل من عنده بندقية فليخرجها، فهذا أوانها، ومن ليس عنده بندقية فليخرج بساطوره أو بلطته أو فأسه أو زجاجته الحارقة، بشاحنته أو جرافته أو سيارته.
اليوم اليوم، يفتح التاريخ أنصع وأبهى وأشرف صفحاته، فمن يسجل اسمه واسم عائلته واسم بلدته في صحائف النور والمجد.
يا أبناء أمتنا، ويا أحرار العالم، من لم يستطع المشاركة في طوفان الأقصى مشاركة فعلية مباشرة فليشارك بالتضامن والتظاهر والمساندة، اخرجوا للساحات والميادين، وارفعوا راية الحرية لفلسطين والأقصى، وأعلنوا الاعتصامات المفتوحة في كل مكان لمنع الأنظمة التي وفرت الدعم والغطاء لجرائم الاحتلال من استمرارها في شراكته في جريمته، هذا يوم الثورة الكبرى من أجل إنهاء الاحتلال الأخير، ونظام الفصل العنصري الأخير في العالم.
أيها الصالحون والصالحات، يا صفوة الحفاظ، يا حفظة كتاب الله، أيها العابدون الصائمون القائمون الراكعون الساجدون، اجتمعوا في مساجدكم، وأماكن عبادتكم، واضرعوا إلى الله، وألحوا عليه أن ينزل علينا نصره وأن يمدنا بملائكته مردفين، وأن يحقق بنا آمالكم بالصلاة في الأقصى محررا مطهرا، إنه نعم المولى ونعم النصير.
وفي الختام، على الجميع متابعة التوجيهات والتعليمات عبر البيانات العسكرية المتتابعة، والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
أخوكم القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام: محمد الضيف