في اليوم الـ20 من اتفاق وقف الحرب في غزة واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي خروقاتها للاتفاق عبر شن غارات جوية ومدفعية على مناطق مختلفة من القطاع، خصوصا في مدينة خانيونس جنوبا وشرق مدينة غزة، ما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى، في وقت يتفاقم فيه الوضع الإنساني بشكل غير مسبوق نتيجة الحصار ونقص الغذاء والدواء.

غارات مكثفة ونسف منازل في غزة وشرق خانيونس

شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الخميس سلسلة غارات عنيفة استهدفت مناطق شرقي خانيونس جنوب قطاع غزة، بالتزامن مع تنفيذ عمليات نسف لمنازل سكنية في شرق مدينة غزة. 

وذكرت مصادر فلسطينية، أن دوي أكثر من عشرة انفجارات متتالية سمعت في الجهة الشرقية لخانيونس، في خرق واضح لاتفاق وقف إطلاق النار. 

كما أطلقت قوات الاحتلال النار بكثافة في مناطق معن والشيخ ناصر وجورة اللوت جنوبي المدينة، وفي مدينة غزة، دوت انفجارات هائلة فجر اليوم نتيجة قيام قوات الاحتلال بنسف عدد من المنازل شرق المدينة، ما سبب موجة دمار واسعة وأضرارا مادية جسيمة.

تصعيد دموي جديد وسقوط عشرات الشهداء

ارتكب جيش الاحتلال سلسلة من الغارات العنيفة مساء أول أمس الثلاثاء وصباح أمس الأربعاء، طالت مناطق متفرقة من قطاع غزة، وأسفرت عن استشهاد العشرات وإصابة المئات، في خرق جديد لاتفاق وقف الحرب. 

وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن ما وصل المستشفيات منذ التصعيد الأخير وحتى صباح اليوم الخميس بلغ 110 شهداء بينهم 46 طفلا و20 امرأة، إضافة إلى 253 إصابة بينهم 78 طفلا وامرأة. 

وبذلك يرتفع عدد الشهداء منذ بدء وقف إطلاق النار في 10 تشرين الأول/ أكتوبر إلى 217 شهيدا، فيما بلغ عدد الإصابات 597 إصابة، إضافة إلى انتشال جثامين 482 شهيدا من تحت الأنقاض في مختلف مناطق القطاع.

منظمة الصحة العالمية: المجاعة تفتك بالأطفال

في سياق متصل، كشفت منظمة الصحة العالمية أن 421 شخصا توفوا في قطاع غزة بسبب سوء التغذية خلال حرب التجويع المستمرة التي يفرضها الاحتلال، من بينهم 113 طفلا، في مؤشر خطير على تفاقم الكارثة الإنسانية. 

وأوضحت المنظمة أن هذه الأرقام تعكس تدهورا غير مسبوق في الوضع الصحي نتيجة نقص الغذاء والرعاية الطبية، مؤكدة أن الأطفال هم الفئة الأكثر تضررا من الحصار والقيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية. 

ودعت المنظمة إلى تدخل عاجل من المجتمع الدولي لضمان تدفق الغذاء والمستلزمات الطبية إلى القطاع، محذرة من أن استمرار الوضع الحالي سيؤدي إلى مزيد من الوفيات والمآسي الإنسانية.

مشاورات أردنية ألمانية لضمان صمود وقف إطلاق النار

أجرى وزير الخارجية أيمن الصفدي، مباحثات في عمان، مع نظيره الألماني يوهان فاديفول، تناولت سبل تثبيت وقف إطلاق النار في غزة ومواصلة تنفيذه. 

وأكد الوزيران ضرورة التزام جميع الأطراف بالاتفاق، والتقدم ضمن رؤية شاملة تضمن الأمن والاستقرار وإعادة الإعمار، مع الدعوة إلى إيجاد أفق سياسي حقيقي لتحقيق السلام العادل على أساس حل الدولتين. 

وقال فاديفول إن بلاده تدرس كيفية دعم المرحلة التالية من وقف إطلاق النار ومواكبة الجهود الإنسانية والسياسية الرامية لتثبيته.

الدوحة: التطورات الأخيرة "مخيبة للآمال"

من جانبه، وصف رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ما شهدته غزة من تصعيد بأنه مخيب للآمال، مشيرا إلى أن الدوحة عملت على احتواء الموقف عبر اتصالات مكثفة مع الجانبين للحفاظ على الهدوء. 

وقال الشيخ محمد إن الولايات المتحدة ما زالت ملتزمة بالاتفاق القائم بشأن وقف إطلاق النار، وإن قطر تتابع من كثب التحديات التي تواجه تنفيذه، مؤكدا أن أولوية بلاده هي إنهاء الحرب وضمان صمود الاتفاق. 

وأضاف أن ما حدث من خروقات أمر متوقع في ظل التعقيدات الميدانية، لكن التركيز الآن على ضمان استقرار التهدئة وتنفيذ ما تم التوافق عليه في شرم الشيخ.

اقرأ المزيد.. الاحتلال يواصل المجازر وحماس تحذر الوسطاء