يصادف الـ 29 من تشرين الثاني من كل عام الذكرى السنوية لليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، والذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام
طلاب الجامعات الأمريكية يعتصمون لأجل غزة والسلطات تقمعهم
شهدت الجامعات الأمريكية خلال الأيام الماضية اعتصامات طلابية واسعة ضد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ورفضا لدعم الإدارة الأمريكية المطلق لهذا العدوان، الأمر الذي قابلته الشرطة بحملة قمع بطلب من إدارات الجامعات، مدفوعة بحملة تحريض يتصدرها أعضاء بالكونغرس يتهمون المحتجين بمعاداة السامية.
اعتقال عشرات الطلبة من الجامعات الأمريكية بسبب دعمهم لفلسطين
وشكلت جامعة كولومبيا مركز هذه الأحداث، فقد أطلق طلاب الجامعة الأربعاء الماضي "مخيم التضامن مع غزة"، الأمر الذي قابلته إدارة الجامعة ممثلة بطلب من رئيسة الجامعة، نعمت شفيق، وهي أمريكية من أصول مصرية باستدعاء الشرطة التي اعتقلت بدورها أكثر من 100 متظاهر من الطلبة وأعضاء هيئة التدريس في الجامعة.
ورغم ذلك، يواصل الطلبة تظاهرهم داخل الجامعة وفي محيطها لليوم السابع على التوالي، مع تواصل الضغوط التي تمارسها إدارة الجامعة وجهات سياسية عدة لإنهاء الاعتصام.
وسرعان ما انتقلت مظاهر القمع من جامعة كولومبيا لجامعات أمريكية أخرى بعد أن نظم طلاب مناهضون للعدوان على غزة مخيمات اعتصام مماثلة تدعو مؤسساتهم لوقف الاستثمار في شركات الأسلحة التي تعين الاحتلال الإسرائيلي في حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على غزة، حيث ألقت الشرطة القبض على العشرات من المتظاهرين في جامعات "نيويورك" و"ييل" وأغلقت بوابات ساحة جامعة "هارفارد" الشهيرة أمام الجمهور، كما اتخذت عدة جامعات أخرى قرارات بإلغاء المحاضرات في مقراتها، من بينها جامعتا "بيركلي" و"إم آي تي".
حجج واهية لفض الاعتصامات
وجذبت جامعة "نيويورك" الاهتمام من بين الجامعات الأمريكية بعد حملة الاعتقالات الواسعة التي شهدتها الإثنين الماضي، حيث اتسع المعسكر الذي أقامه الطلاب ليصل إلى مئات المتظاهرين، فيما قابلت إدارة الجامعة هذا الأمر بإنذار الطلبة بضرورة المغادرة، ثم استدعت الشرطة "بعد أن أصبح المشهد غير منظم" -حسب زعمها-.
وفي اليوم نفسه، اعتقلت الشرطة نحو 50 متظاهرا في جامعة "ييل"، وتم اتهامهم بجنحة التعدي على ممتلكات الغير، فيما زعمت الشرطة إطلاق سراحهم جميعا بناء على وعود بالمثول أمام المحكمة لاحقا.
ولم تثنِ هذه الاعتقالات المتظاهرين في الجامعة، حيث تجمعت مجموعة كبيرة منهم مجددا وأغلقت شارعا بالقرب من الحرم الجامعي.
وتوسعت هذه التظاهرات اليوم الأربعاء، حيث أغلقت السلطات الأمريكية في ولاية كاليفورنيا حرم جامعة "كال بولي هومبولت" بعد أن "احتل" متظاهرون مؤيدون للقضية الفلسطينية أحد المباني في الجامعة.
كما أزالت الشرطة أحد مخيمات الطلبة المتظاهرين وفي حرم جامعة "مينيسوتا" بطلب من إدارة الجامعة، بالإضافة لاعتقال عدد من الطلبة، وذلك بزعم انتهاك سياسة الجامعة وقانون التعدي على ممتلكات الغير.
وفي تبعات ذلك، أعلن البيت الأبيض أمس الثلاثاء أن الرئيس جو بايدن مطلع على المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين، مؤكدا إدانته لما وصفه بـ"الخطاب المثير للقلق" في بعض التظاهرات الطلابية.
امتداد التظاهرات إلى خارج أمريكا
وامتدت هذه التظاهرات للجامعات الأمريكية الموجودة خارج حدود الولايات المتحدة، حيث تصاعد حراك طلاب الجامعة الأمريكية بالعاصمة المصرية القاهرة، احتجاجا على إدارة الجامعة ولمطالبتها بالتوقف عن تمويل الشركات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي والاستيطان، حيث شهد الحرم فعاليات تضامنية مع فلسطين وسط العدوان على غزة، الأمر الذي قوبل بتدخل الأمن المصري للتشويش عليها، ما تسبب بحالة من الهلع في الحرم الجامعي وغضب بين أعضاء هيئة التدريس.
التاريخ الأمريكي شهد حراكات طلابية متعددة لدعم الشعوب المناضلة حول العالم
وقال الناشط السياسي الفلسطيني المقيم بأمريكا خالد الترعاني لـ حسنى اليوم الأربعاء إن الحراكات الطلابية في الجامعات الأمريكية كان لها الأثر الكبيرة خلال التاريخ الأمريكي في إجبار الإدارة على اتخاذ مواقف معينة تجاه بعض القضايا، ونشطت هذه الحركات بدءا من حرب فيتنام ومن ثم إسقاط نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا وصولا لدعم القضية الفلسطينية، وأضاف أن هذه الحراكات شارك فيها طلبة أمريكيون ليسوا من أصول عربية أو مسلمين، وذلك يشير إلى أنه كم سيكون من الصعوبة بمكان على دولة الاحتلال الإسرائيلي أن تعيد برمجة صورتها السابقة في أذهان هؤلاء الطلبة، حيث من الممكن أن يستغرق ذلك 75 عاما آخر من الاحتلال والدعاية الكاذبة من أجل تحقيق ذلك.
وتدعي الولايات المتحدة الأمريكية منذ عقود بأنها الدولة الأكثر ديمقراطية في العالم، لكن الإدارة الأمريكية يكاد يجن جنونها عند تنظيم أي مظاهر دعم للقضية الفلسطينية في أنحاء البلاد، وتقابل ذلك بالاعتقالات والقمع.
اقرأ المزيد.. ماذا تعرف عن الفصح اليهودي