القضية الفلسطينية.. هل ما زالت حاضرة في مدارس الأردن؟

الصورة
القضية الفلسطينية في المناهج الأردنية
القضية الفلسطينية في المناهج الأردنية
المصدر

لا يختلف اثنان على أن تنشئة الأطفال وتثقيفهم بتاريخ القضية الفلسطينية لا ينحصر على ورودها داخل المناهج التعليمية الأردنية، ورغم إلغاء مبحث القضية الفلسطينية كمنهج مستقل من المنهاج التعليمي الأردني منذ زمن، إلا أن المديرة التنفيذية للمركز الوطني لتطوير المناهج شيرين حامد تؤكد أن القضية الفلسطينية لا زالت حاضرة بقوة في باقي المباحث التعليمية الأردنية وبما يتناسب مع طبيعة كل مبحث دراسي، بحيث تختلف مواضع ذكرها في مبحث التربية الإسلامية عن مبحث اللغة العربية أو التاريخ أو غيره. 

وفي معرض ردها على ملاحظات وردت حسنى من قبل أولياء أمور حول ما اعتبروه تراجعا لذكر القضية الفلسطينية في المناهج التعليمية الأردنية، قالت حامد لـ حسنى إن المناهج التعليمية الأردنية تعد سلسلة متكاملة منذ الصف الأول ولغاية الصف الثاني عشر، حيث يرد ذكر القضية الفلسطينية في مختلف تلك المراحل وهي حاضرة في كل الصفوف الدراسية، حيث شرحت المناهج التعليمية تفاصيل عن القضية وتطورها منذ بداية الاحتلال الصهيوني لفلسطين في القرن التاسع عشر وحتى يومنا هذا.

أين ذكرت فلسطين؟

وأشارت حامد إلى أن مبحث الاجتماعيات يضم محورا رئيسيا يتعلق بتاريخ الأردن، مبينة أنه حيث ما جاء الحديث عن تاريخ الأردن سيكون هناك حديث عن القضية الفلسطينية؛ باعتبارها جزءا أصيلا وأساسيا.

وقالت إن مجلس التربية في وزارة التربية والتعليم أقر إطار الدراسات الاجتماعية عام 2022، حيث يحتوي منهاج مبحث الاجتماعيات للصفوف من الرابع وحتى الثامن على شرح وعرض للقضية الفلسطينية ومواقف الأردن الداعمة لها، وأضافت:

"منهاج الصف الحادي عشر يشتمل على عرض للقضية الفلسطينية والموقف الأردني الداعم لها، كما أن منهاج الصف الثاني عشر يضم شرحا عن العلاقة الخاصة بين الأردنيين والفلسطينيين ومواقف الهواشم، إضافة إلى سردية كاملة عن تاريخ الحروب العربية الإسرائيلية والشهداء الأردنيين على ثرى القدس وفلسطين".

القضية الفلسطينية في المباحث الدينية

أما فيما يتعلق بذكر القضية الفلسطينية من الناحية العقائدية ذكرت حامد أن المركز الوطني لتطوير المناهج نشر عبر صفحته الرسمية على الفيسبوك موضوعا محوريا عن فلسطين.

وأفادت لـ حسنى أن منهاج التربية الإسلامية للصف الحادي عشر يقدم شرحا عن فضائل الشهداء ومكانتهم عند الله تعالى، كما يأتي على ذكر شهداء الأردن الذين دافعوا عن المقدسات الإسلامية في القدس، عدا عن إشراك الطلبة بكتابة مواضيع تعبير تتحدث عن صلاح الدين الأيوبي وتحريره لبيت المقدس. 

وقالت إن مبحث التربية الإسلامية للصف العاشر يحتوي على محاور تتحدث عن مكانة المسجد الأقصى المبارك ودور القوات المسلحة الأردنية/ الجيش العربي في الدفاع عن كامل التراب الفلسطيني، وأضافت:

"مبحث التربية الإسلامية للصف التاسع يأتي على شرح قصة الإسراء والمعراج، كما يتحدث عن إفساد بني إسرائيل وعقاب الله تعالى لهم، وفي الوقت نفسه يذكر المبحث الخاص بالصف السادس الدروس والعبر المستفادة من واقعة الإسراء والمعراج، ومن يريد التأكد من ذلك بإمكانه الاطلاع على النسخ الإلكترونية للكتب المنشورة عبر موقع المركز".

من يؤلف ويطور المنهاج الأردني؟

المديرة التنفيذية للمركز الوطني لتطوير المناهج شيرين حامد قالت إن العاملين على تطوير المناهج التعليمية هم خبرات وطنية من أكاديميين جامعيين ومعلمين ومشرفين تربويين. 

وأكدت حامد أن المركز الوطني يحصل على ميزانيته من قبل الحكومة الأردنية ولا يتلقى أي منح مشروطة من قبل جهات غربية كما يشيع البعض.

كيف يتم وضع المنهاج؟

ويعد بناء المناهج التعليمية علما مستقلا بحد ذاته يخضع لمبادئ وأسس، ويحتوي بنائية معرفية وقيما مهاراتية.

وبينت حامد أن البداية في تطوير المنهاج تستند على الإطار العام للمناهج الأردنية، ثم تخضع للإطار الخاص بالمبحث ذاته، مشيرة إلى أن الإطار يمثل خارطة طريق لجميع المؤلفين من الصف الأول ولغاية الثاني عشر، وتابعت:

"الإطار المتعلق بالمنهج يحدد طريقة التعلم ومؤشرات الأداء والمجالات وطبيعة المضمون الذي سيتعلمه الطالب وشكل نتاجات التعلم، إضافة إلى أنه يمكن من خلال هذا الإطار تقييم مخرجات التعلم، ما يجعله بمنزلة دستور في عملية التأليف".

وقالت إن مخطوطة المنهاج بعد تأليفها تعرض على محكمين في الجامعات الأردنية ليقدموا ملاحظاتهم حول ما جاء في المخطوطة.

اختيار المؤلفين

ويستند المركز الوطني لتطوير المناهج في عملية اختياره لمؤلفي المباحث التعليمية من الأكاديميين على مرجعيات تتمثل بأبحاثهم ومؤلفاتهم، عدا عن إنجازاتهم ونجاحاتهم. 

كما يختار معلمين لتأليف المباحث من خلال التشاور مع وزارة التربية والتعليم وإخضاع المعلم الذي يريد المشاركة تقديم عينة لتأليف درس تعليمي، على سبيل المثال لا الحصر. 

وأشارت حامد إلى أن الذي لا يشارك كمؤلف للمباحث التعليمية يشارك في ما يعرف بمجموعات التركيز والتي يناط بها دور استعراض المخطوطة وتقديم الملاحظات حولها.

على من تعرض المناهج قبل إقرارها؟

وتمر عملية تطوير المناهج بمراحل متعددة قبل إقرارها من قبل مجلس التربية في وزارة التربية والتعليم، حيث يعرض في المرحلة الأولى على مجموعات التركيز المتكونة من معلمين ومشرفين تربويين، ويتم أخذ ملاحظاتهم حول مضمون المنهاج. 

ومن ثم توجه المخطوطة للتحكيم من قبل أكاديميين في الجامعات الأردنية حيث توضع أسماء المحكمين لكل مبحث على غلافه الرئيسي، وفق المديرة التنفيذية للمركز الوطني لتطوير المناهج شيرين حامد. 

وتستمر العملية لتعرض المخطوطة في المرحلة الثالثة على المجلس التنفيذي بالمركز الوطني يتبعه عرضها على المجلس الأعلى للمركز. 

وفي المرحلة الختامية تعرض المخطوطة على مجلس التربية في وزارة التربية والتعليم لإقرارها، حيث تستخدم المخطوطة بشكل تجريبي في المرحلة الأولى بعد نشرها؛ للحصول على ملاحظات المعلمين وأولياء الأمور.

وقالت حامد لـ حسنى إن المركز الوطني يوفر حسابا إلكترونيا ونافذة خاصة عبر موقعه الرسمي؛ لاستقبال الملاحظات والآراء والأفكار حول مضامين المناهج، ويتم الرد على كافة الملاحظات وتؤخذ بعين الاعتبار من قبل المختصين.

اقرأ المزيد.. "الباركود" يأخذ حيزا في كتاب اللغة العربية المطور تماشيا مع جيل التكنولوجيا

00:00:00