دخل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يومه 109 على التوالي، حيث أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل 24 ضابطا وجنديا في معارك طاحنة مع المقاومة الفلسطينية وسط وجنوبي غزة بالتزامن مع قصف إسرائيلي مكثف على مناطق بينها خانيونس، حيث استهدف جيش الاحتلال مقرا لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، مما أسفر عن إصابات بين النازحين. 

وشنت طائرات الاحتلال ومدفعيته غارات وقصفا عنيفا، اليوم الثلاثاء، على أرجاء متفرقة من قطاع غزة، مستهدفة منازل وتجمعات ومنشآت وشوارع، موقعة عشرات الشهداء والجرحى.

عشرات الشهداء في غارات على غزة ومعارك ضارية بخانيونس

وشنت قوات الاحتلال الإسرائيلي غارات عنيفة على مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة صباح اليوم الثلاثاء، مما أسفر عن سقوط أكثر من 60 شهيدا وإصابة العشرات في وقت تدور فيه معارك ضارية في مناطق مختلفة في خانيونس بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي. 

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عن مصادر محلية قولها إن طائرات الاحتلال قصفت خيام النازحين في المواصي غرب خانيونس، مما أسفر عن استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة العشرات. 

كما أوضحت مصادر طبية أن الاحتلال قصف سيارة تقل نازحين عبر الطريق الساحلي من خانيونس إلى المحافظة الوسطى في قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد وإصابة عدد منهم، وتم نقل الضحايا إلى مستشفى شهداء الأقصى. 

وفي سياق متصل، قصفت المدفعية الإسرائيلية محيط مستشفى ناصر في خانيونس، الذي يشهد معارك عنيفة بين المقاومة وقوات الاحتلال.

وأكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني استمرار إطلاق النار من المسيرات الإسرائيلية على من يتحرك في محيط مستشفى الأمل وأضافت الجمعية أن مركبات الإسعاف تعجز عن الوصول إلى المصابين في خانيونس، كما سمع دوي عدة انفجارات في المناطق الجنوبية لمدينة غزة.

وأعلن الهلال الأحمر استهداف قوات الاحتلال للطابق الرابع من مقر الجمعية في خانيونس بالقصف المدفعي، إذ تؤوي الجمعية نازحين، وتزامن هذا القصف مع إطلاق نار كثيف من الطائرات المسيرة ما أدى إلى وقوع عدة إصابات في صفوف النازحين.

وفجرت قوات الاحتلال مبنى في مكان توغلها قرب دوار أبو مازن بحي تل الهوى جنوب غربي مدينة غزة، بينما أطلقت المدفعية الإسرائيلية وابلا من قنابل الإنارة في سماء قرية المصدر ومخيم المغازي وسط قطاع غزة، كما تجدد القصف المدفعي الإسرائيلي في محيط مجمع ناصر الطبي في خانيونس.

ووصلت إصابات إلى مستشفى الشهيد أبو يوسف النجار في رفح جراء قصف الاحتلال خيام النازحين بمنطقة المواصي في خانيونس، فضلا عن إصابة عدد من الفلسطينيين جراء استهداف طائرات الاحتلال منزلا في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، كما قصفت مدفعية الاحتلال محيط مخيم الشاطئ والمناطق الغربية لمدينة غزة وشرق منطقة المصدر وسط القطاع. 

وقد وجه جيش الاحتلال رسائل إلى المدنيين في خانيونس طالبهم فيها بالإخلاء والتوجه إلى منطقة المواصي التي يزعم بأنها آمنة.

اقرأ المزيد.. مرضى الكلى على حافة الانهيار الصحي والنفسي جنوب القطاع

ويأتي ذلك في وقت أكد فيه المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان استهداف جيش الاحتلال لآلاف النازحين في منطقة المواصي غربي خانيونس في جنوب قطاع غزة، والتي سبق أن دعا إلى التوجه إليها كمنطقة آمنة، وأكد المرصد بأن ذلك يعد تكريسا لجريمة الإبادة الجماعية المستمرة في القطاع، ويعبر عن سعي "إسرائيل" لتنفيذ خططها العلنية للتهجير القسري للسكان وبث الشعور لديهم بأن لا مكان آمن في غزة.

يوم أسود على "إسرائيل".. جيش الاحتلال يقر بمقتل 24 ضابطا وجنديا بمعارك غزة

وأعلن جيش الاحتلال اليوم الثلاثاء مقتل 24 من جنوده وضباط الاحتياط خلال المعارك في وسط غزة، وذلك بعد دقائق من إعلانه مقتل 13 ضابطا وجنديا الليلة الماضية في معارك جنوب القطاع. 

ووصف المتحدث باسم جيش الاحتلال دانيال هاغاري تلك المعارك بأنها الأعنف والأقسى منذ بدء الاجتياح البري في الـ27 من تشرين الأول الماضي. 

وأوضح هاغاري أن العسكريين الـ24 قتلوا إثر قصف عمارتين بقذيفة صاروخية في مخيم المغازي كانوا يضعون المتفجرات حولهما، مشيرا إلى أن عملية إنقاذ الجنود من تحت الأنقاض استمرت لساعات طويلة الليلة الماضية.

وأكد رئيس الكيان المحتل إسحاق هرتسوغ أن صباح اليوم شديد الصعوبة على "إسرائيل" مع الإعلان عن الأعداد الكبيرة لقتلى الجيش، فيما قال وزير الحرب يوآف غالانت إن هذه الحرب ستحدد مستقبل "إسرائيل"، ويأتي مقتل الجنود لتحقيق أهداف الحرب، وفق تعبيره. 

وبذلك، يرتفع إجمالي قتلى جيش الاحتلال إلى 569 منذ بدء الحرب، منهم 239 قتيلا منذ الاجتياح البري جراء الاشتباكات المستمرة مع المقاومة الفلسطينية.

اقرأ المزيد.. 100 يوم من العدوان على القطاع ونتنياهو بين فشل وضغط

معارك المقاومة

في الأثناء أعلنت كتائب القسام عن تدميرها ناقلة جند إسرائيلية بقذيفة "الياسين 105" في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، والتي تشهد منذ فجر أمس الإثنين محاولات توغل إسرائيلية وقتالا وقصفا ضاريين. 

من جانبها، أفادت سرايا القدس أنها قصفت صباح اليوم الثلاثاء بوابل من قذائف الهاون تمركزا لجنود وآليات جيش الاحتلال، في منطقة المعسكر الغربي بخانيونس جنوبي قطاع غزة، وفي وقت سابق قالت السرايا إنها فجرت دبابة إسرائيلية بعبوة ثاقب في محور التقدم غرب خانيونس بمحيط الحي الياباني. 

وقالت كتائب القسام أمس الإثنين، إنها وبعد استهداف دبابة "ميركافا" وتدميرها حاولت قوة إنقاذ صهيونية سحب الدبابة من مكان الاستهداف فتصدى لهم مجاهدونا ومنعوهم من التقدم صوب الآلية فقام الطيران الحربي باستهداف الدبابة بعدة صواريخ وسحقها بشكل كامل بمن فيها. 

كما أكدت أن مجاهديها قنصوا جندي صهيوني وأصابوه إصابة مباشرة جنوب غرب مدينة غزة. 

وبثت الكتائب في قناتها على "تيليغرام" بعض المشاهد من التحام مجاهدي القسام مع آليات العدو وقواته بالمناطق الشرقية لجباليا البلد شمال قطاع غزة.

من جهتها، أعلنت سرايا القدس عن عملية مشتركة مع كتائب القسام حيث قصفتا بوابل من قذائف الهاون خط إمداد ومسير لآليات العدو الصهيوني شرق جباليا، كما عرضت سرايا القدس مشاهد من عملية الاستحكام المدفعي على تجمعات العدو وجنوده وآلياته العدو في خانيونس بناء على "معلومات مهمة" تحصلت عليها من إحدى الطائرات المسيطر عليها.

وفي وقت لاحق اليوم، أعلنت كتائب القسام أنها فجرت غرفة مفخخة مسبقا بقوة إسرائيلية راجلة، مما أدى إلى مقتل 3 جنود وإصابة عدد آخر غرب مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، كما أعلنت القسام عبر تطبيق "تيليغرام" استهدافها 3 جرافات إسرائيلية بقذائف "التاندوم" و"الياسين 105" المضادة للدروع غرب مدينة خانيونس أيضا.

تطورات الجبهة اللبنانية 

أعلن حزب الله اللبناني استهدافه قاعدة ميرون الجوية الإسرائيلية بالصواريخ، ردا على الاغتيالات في لبنان وسوريا كان آخرها 5 مسؤولين بالحرس الثوري الإيراني في غارة على دمشق. 

في الأثناء، أكدت وسائل إعلام عبرية انقطاع التيار الكهربائي في عدد من بلدات الجليل شمالي فلسطين المحتلة، بعد الدفعة الصاروخية الأخيرة التي أطلقها حزب الله من جنوب لبنان، وكان حزب الله أعلن قبل ساعات استهداف تلة كوبرا الإسرائيلية، وتحقيق إصابات مباشرة. 

وأفادت مصادر إعلامية بإطلاق 12 صاروخا من جنوبي لبنان باتجاه مواقع إسرائيلية في الجليل الأعلى.

اقرأ المزيد.. شهيد في جنين إثر اعتداءات على الضفة الغربية في اليوم 109 من طوفان الأقصى