طوفان الأقصى في يومها الـ110 معارك طاحنة في خانيونس

الصورة
الدمار الذي خلفه جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد انسحابه من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة 23/1/2024 | المصدر: سبوتنيك الروسية
الدمار الذي خلفه جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد انسحابه من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة 23/1/2024 | المصدر: سبوتنيك الروسية
المصدر

يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم 110 على التوالي، وقد تعرضت مناطق عدة في خانيونس لقصف عنيف، ما تسبب بارتقاء عشرات الشهداء خلال 24 ساعة، بالتزامن مع معارك ضارية بين المقاومة الفلسطينية وقوات جيش الاحتلال، ويأتي ذلك في وقت تحدثت فيه وكالة "رويترز" عن جهود وساطة قطرية مصرية أمريكية من أجل التوصل إلى اتفاق على مراحل يفضي إلى تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال. 

وبينما تتفاقم الكارثة الإنسانية وسط تحذيرات من تعرض مئات آلاف الفلسطينيين المحاصرين للمجاعة، شبه وزير الخارجية النرويجي الوضع في قطاع غزة بـ"الجحيم على الأرض".

وأعلنت وزارة التربية والتعليم في غزة أن أكثر من 4 آلاف طالب استشهدوا، وتعرض للقصف ما يزيد على 280 مدرسة حكومية، و65 مدرسة أخرى تابعة للأونروا، فيما قال المتحدث باسم وزارة الصحة إن الاحتلال يعزل مجمع ناصر الطبي في خانيونس، ويعرض حياة الطواقم والمرضى والنازحين للخطر. 

وأضاف أن الطواقم الطبية عاجزة عن نقل الحالات الخطيرة من مجمع ناصر الطبي إلى المستشفى الميداني الأردني المجاور له نتيجة القصف المتواصل. 

وشمالي القطاع، تتواصل أزمة الجوع جراء انقطاع المواد الغذائية الأساسية، مع عودة المعارك البرية العنيفة بين المقاومة وجيش الاحتلال في محاور عدة. وقال مسؤولون في جيش الاحتلال إن مقاتلي المقاومة يعودون إلى كل نقطة ينسحب منها الجيش.

خانيونس تحت النار

وأفادت مصادر إعلامية فلسطينية أن طائرات الاحتلال ومدفعيته تواصل قصف خانيونس بعنف، وسط حصار خانق يستهدف الجزء الغربي من المدينة، وأعلنت جمعية الهلال الأحمر استشهاد 3 نازحين وإصابة اثنين آخرين جراء استهداف الاحتلال البوابة الشمالية لمقر الجمعية في خانيونس.

وناشدت 5 عائلات محاصرة في أحد المنازل لإخراجهم بعد وقوع إصابات وحريق جراء قصف مدفعي إسرائيلي غرب خانيونس، بينما عبرت منظمة أطباء بلا حدود عن قلقها على سلامة الموجودين داخل مستشفى ناصر في خانيونس، وقالت: 

"يجب حمايتهم والسماح لهم بالمغادرة إذا أرادوا".

وتعرضت مباني المستشفى لقصف إسرائيلي متكرر أمس، ما أدى إلى حالة فزع في صفوف النازحين والطواقم الطبية، كما شنت قوات الاحتلال غارات عنيفة على خانيونس على شكل حزام ناري في وقت مبكر صباح اليوم الأربعاء.

كما سجلت إصابات جراء قصف إسرائيلي استهدف نازحين في مدرسة مصطفى حافظ بجوار مستشفى ناصر الطبي بخانيونس.

ولا يزال جيش الاحتلال يواصل عدوانه الواسع غربي خانيونس ويواصل استهداف النازحين في منطقة المواصي، ويحكم حصاره على خانيونس منذ مساء الأحد الماضي، وأفادت مصادر طبية بوصول 52 شهيدا و120 إصابة إلى مستشفى ناصر جراء العدوان على خانيونس خلال الـ24 ساعة الماضية. 

واضطر الأهالي لدفن جميع الشهداء في ساحة المستشفى لتعذر وصول الأهالي إلى منطقة المقابر التي تتمركز فيها قوات الاحتلال.

ووصل عدد من الشهداء والجرحى جراء غارات إسرائيلية على مخيم النصيرات والزوايدة وسط قطاع غزة، كما وصل عدد من الجرحى إلى مستشفى أبو يوسف النجار إثر قصف استهدف منطقة المطار ومنزلا لعائلة أبو عاذرة شرقي رفح.

وقصفت مدفعية الاحتلال المناطق الغربية لمدينة غزة، كما شنت طائرات الاحتلال غارتين على جباليا شمال قطاع غزة.

اقرأ المزيد.. مرضى الكلى على حافة الانهيار الصحي والنفسي جنوب القطاع

جهود وساطة مكثفة تركز على هدنة في غزة

قالت ثلاثة مصادر إن حركة حماس و"إسرائيل" وافقتا بنسبة كبيرة على مبدأ تبادل الأسرى، خلال فترة هدنة مستمرة لمدة شهر. وأفادت وكالة "رويترز" بأن الخطة الإطارية تأخرت بسبب خلافات حول كيفية إنهاء الحرب في غزة، وذلك وسط جهود دبلوماسية مكثفة تقودها قطر والولايات المتحدة ومصر. 

وقالت المصادر إن المفاوضات تركزت على تقديم مقترحات تتيح الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين تدريجيا مقابل وقف الأعمال القتالية وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين. وفي هذا السياق، طرحت حماس فكرة هدنة لعدة أشهر في البداية، لكن التوصل إلى تفاهم حول فترة أقصر بحوالي 30 يوما يعكس تقدما في المفاوضات.

من جهتها، تسعى دولة الاحتلال إلى المفاوضة على مراحل متدرجة لإطلاق سراح الأسرى، بينما تسعى حماس إلى صفقة شاملة تتضمن وقفا دائما لإطلاق النار قبل أي تقدم في تبادل الأسرى. 

وأكد مسؤول فلسطيني مطلع على جهود الوساطة أن المفاوضات مستمرة، مع التركيز على ضرورة توفير ضمانات لتنفيذ المراحل اللاحقة من الاتفاق. ورغم التحسن في الاتفاقات، لا تزال هناك تحديات، حيث تطالب حماس بضمانات لضمان عدم استئناف الاحتلال العدوان بعد إطلاق سراح الأسرى. 

تجدر الإشارة إلى أن أحد العروض المطروحة من جانب حكومة الاحتلال يتضمن إخراج حماس قادة بارزين من غزة على رأسهم يحيى السنوار ومحمد الضيف، ولكن حماس رفضت بشكل قاطع هذا الاقتراح.

نتنياهو يحرض على دولة قطر

وكشفت القناة 12 العبرية عن تسجيلات لبنيامين نتنياهو، خلال جلسته مع عائلات الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، وكان قد حرض خلالها على دولة قطر، معتبرا أنها "إشكالية أكثر من الأمم المتحدة والصليب الأحمر"، كما عبر فيها عن خيبة أمله بالإدارة الأمريكية، "لأنها لا تمارس ضغطا كافيا على دولة قطر"، حسب ما قال. 

وذكرت القناة، الليلة الماضية، أن نتنياهو وجّه انتقادات لدولة قطر الوسيط في صفقة المحتجزين، وأوضح بأنه لا يعرب عن شكره لقطر على الملأ، وأنه يعتقد بأن بإمكانها ممارسة ضغط أكبر على حركة حماس.

القسام تنفذ عملية معقدة في مخيم المغازي 

وأمس الثلاثاء، أعلنت كتائب القسام عن تنفيذها عملية معقدة ومركبة شرق مخيم المغازي وسط قطاع غزة، والتي أسفرت عن مقتل 21 جنديا إسرائيليا، وأوضحت القسام أنها استهدفت منزلا شرق مخيم المغازي تحصنت فيه قوة إسرائيلية ما أسفر عن انفجار الذخائر التي كانت بحوزتها. 

وأضافت أنها فجرت حقل ألغام في قوة إسرائيلية أخرى كانت في المكان نفسه، ما أدى إلى إيقاع أفرادها بين قتيل وجريح.

كما دمرت كتائب القسام أيضا دبابة "ميركافا" كانت تؤمّن القوة المتحصنة في المنزل شرق مخيم المغازي بقذيفة "الياسين 105" وقالت كتائب القسام في بيان أمس: 

"أكد مجاهدونا بعد عودتهم من خطوط القتال، تفجير مركبتين عسكريتين من نوع "همر"، بعد وقوعهما في حقل ألغام تم إعداده لهما في منطقة جحر الديك شرق المنطقة الوسطى".

كما استهدف مجاهدو القسام ناقلة جند بقذيفة "الياسين 105" في مدينة خانيونس والاستيلاء على طائرتي "درون" جنوب شرق المدينة، كما استهدفت حفارا عسكريا بقذيفة "الياسين 105" شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة.

من جانبها أعلنت سرايا القدس، عن قصف مكثف لمواقع قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، وأكدت السرايا أن مجاهديها نجحوا في تفجير دبابة إسرائيلية باستخدام عبوة ناسفة من نوع "ثاقب/ برميلية" في محور التقدم غرب خانيونس، بالقرب من الحي الياباني. 

وأشارت السرايا إلى أن مجاهديها نفذوا سلسلة من المهام، منها استهداف دبابة صهيونية وجرافة عسكرية بقذائف "آر بي جي" شرق المغازي، وقصف تجمعات للجنود وآليات العدو جنوب شرق مخيم البريج بوابل من قذائف الهاون وصواريخ "بدر 1". 

كما أفادت السرايا بتوجيه صواريخ موجهة من نوع "107" نحو مجموعة من قناصة العدو في أحد المباني بمخيم المغازي. 

اقرأ المزيد.. شهيد وتفجير منزل في الضفة الغربية خلال اليوم 110 من طوفان الأقصى

00:00:00