طوفان الأقصى في يومها الـ 54 بحث صفقة تتضمن وقفا دائما لإطلاق النار

الصورة
آثار الدمار الذي خلفه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة 28 تشرين الثاني 2023 | المصدر: رويترز
آثار الدمار الذي خلفه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة 28 تشرين الثاني 2023 | المصدر: رويترز
المصدر

مع دخول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يومه الـ 54 بالتزامن مع سادس أيام الهدنة الإنسانية المؤقتة، ووسط ترقب الإفراج عن الدفعة السادسة من الأسرى الفلسطينيين في إطار صفقة التبادل الجزئية بين المقاومة والاحتلال، ذكرت وسائل إعلام عبرية أن اتفاقا جديدا يتم بحثه في العاصمة القطرية الدوحة يشمل إطلاق سراح كل المحتجزين في غزة مقابل تحرير أسرى فلسطينيين، فيما قالت مصادر صحفية نقلا عن مصادر مصرية مسؤولة لم تسمها، أمس الثلاثاء، إنه تم التوصل إلى اتفاق مبدئي لتمديد الهدنة ليومين إضافيين.

بحث صفقة شاملة تتضمن وقفا دائما لإطلاق النار

وقالت هيئة البث الإسرائيلي، ليلة أمس الثلاثاء، إن لقاء الدوحة بحث صفقة جديدة بين حركة حماس و"إسرائيل" تتضمن إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين في غزة بما يشمل الجنود، مقابل إفراج سلطات الاحتلال "بشكل مكثف" عن أسرى فلسطينيين من سجونه مع ضمان وقف دائم لإطلاق النار. 

ونقل موقع "والا" العبري عن مسؤول إسرائيلي قوله: 

"إن الصفقة الشاملة ستناقش من قبل المستوى السياسي قريبا".

وأفاد الموقع، أن رئيس الموساد "ديدي برنيع" أوضح خلال زيارته للعاصمة القطرية أمس أن "إسرائيل" لن تبحث صفقات جديدة قبل تحرير جميع النساء والأطفال. 

وزعم الموقع أن حماس تحتجز في غزة ما بين 30-40 امرأة وطفلا آخرين، وأن "إسرائيل" تأمل إطلاق سراحهم كجزء من تمديد الهدنة، وذكر الموقع بأن المباحثات تسعى لاستغلال الحد الأقصى من الصفقة الحالية لوقف إطلاق النار، وتمديد الهدنة حتى 9 أيام بالمجمل، مقابل تحرير 50 محتجزا إضافيا.

ومساء الثلاثاء أطلق سراح 30 أسيرا وأسيرة، من بينهم نساء وأطفال تحت سن 19 عاما من سجون الاحتلال الإسرائيلي في المقابل أطلقت المقاومة سراح 10 أسرى إسرائيليين لديها، وهي الدفعة الخامسة ضمن بنود اتفاق الهدنة في قطاع غزة.

وتمت هذه الإفراجات كجزء من صفقة تبادل جزئية بين كتائب القسام والاحتلال، والتي تم تنفيذها على مراحل، وكانت حركة حماس قد أعلنت يوم الإثنين الماضي عن التوصل إلى اتفاق بوساطة قطرية ومصرية لتمديد الهدنة الإنسانية المؤقتة لمدة يومين إضافيين، وذلك بنفس شروط الهدنة السابقة. 

اقرأ المزيد.. تعرف على آلية تنفيذ اتفاق الهدنة بين "حماس" والاحتلال برعاية قطرية

خلال الأيام الخمسة للهدنة، أطلقت كتائب القسام في غزة 60 أسيرا إسرائيليا وبعض المحتجزين الأجانب، مقابل إطلاق سراح الاحتلال لـ180 أسيرا فلسطينيا من النساء والأطفال.

واشنطن تأمل إطلاق سراح أمريكيين اليوم الأربعاء

قال البيت الأبيض إنه يأمل بإطلاق سراح بعض المحتجزين الأمريكيين ضمن الدفعة الجديدة من صفقة التبادل اليوم الأربعاء. 

وقال "منتدى أسر الرهائن والمفقودين" في دولة الاحتلال الإسرائيلي إن بعض الإسرائيليين ممن أطلق سراحهم يحملون جنسية مزدوجة، ولم يتم إطلاق سراح أي أمريكي، وذلك على الرغم من أن البيت الأبيض توقع في وقت سابق إطلاق سراح امرأتين أمريكيتين كجزء من الصفقة. 

ويأتي ذلك في وقت قالت فيه صحيفة "هآرتس" العبرية على موقعها الإلكتروني إن الاحتلال الإسرائيلي تلقى قائمة بأسماء المحتجزين الذين سيفرج عنهم اليوم الأربعاء من غزة، ضمن صفقة تبادل الأسرى.

استمرار تجاوزات الاحتلال رغم الهدنة

وواصل جيش الاحتلال ارتكاب التجاوزات رغم اتفاق الهدنة، حيث أقدمت زوارقه الحربية على إطلاق قذائف تجاه شاطئ خانيونس ودير البلح، وتسجيل تحليق للطائرات الحربية وطائرات الاستطلاع. 

في الأثناء يواصل الدفاع المدني في قطاع غزة بالتعاون مع متطوعين البحث عن مفقودين تحت أنقاض المنازل المدمرة في المناطق التي يمكن الوصول إليها رغم عدم توفر المعدات اللازمة للمساعدة في انتشال الجثامين وإزالة الأنقاض. 

وتم انتشال جثامين 160 شهيدا من تحت الأنقاض ومن الشوارع والطرقات، خلال الـ 24 ساعة الماضية، ما يرفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان الإسرائيلي في الـ 7 من تشرين الأول الماضي إلى أكثر من 15 ألف شهيد.

اقرأ المزيد.. الاحتلال يشن عدوانا واسعا على جنين وباقي مدن الضفة الغربية

مشاهد صادمة لجثث خدج متحللة بمستشفى النصر

وأظهرت لقطات فيديو تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الـ 24 ساعة الماضية، مشاهد صادمة لجثث أطفال خدج متحللة تركت في مستشفى النصر للأطفال في غزة بعد إخلائه من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي. 

وكشف تقرير لمحمد بعلوشة مراسل قناة "المشهد" المشاهد المروعة في مستشفى النصر حيث ظهرت جثث الأطفال متحللة بعد رفض جيش الاحتلال إخراجها لدفنها.

جيش الاحتلال يدمر مبنى الأرشيف المركزي في غزة

أفادت بلدية غزة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي دمر مبنى الأرشيف المركزي وأتلف آلاف الوثائق التاريخية التي يعود عمرها لأكثر من 100 عام.

في الأثناء، قال المدير العام لوزارة الصحة في غزة، منير البرش، إن الاحتلال الإسرائيلي لا يزال يمنع دخول الوقود إلى المستشفيات في القطاع، ما يعرض حياة المرضى للخطر. وأضاف البرش أن الاحتلال قام بتدمير عدد من الأجهزة الطبية الحيوية في مستشفيات القطاع، مما يعقد الأوضاع الصحية. 

وأشار إلى أن الجهود الكبيرة تبذل حاليا لإعادة تشغيل مركز غسل الكلى في المستشفى الإندونيسي، حيث يعاني 600 شخص في غزة من حاجة ملحة إلى غسل الكلى ثلاث مرات في الأسبوع، ولكنهم يجدون صعوبة في الحصول على العلاج بسبب القيود المفروضة على دخول الوقود. 

ودعا البرش الاحتلال إلى السماح بدخول الوقود إلى مستشفيات مدينة غزة وشمال القطاع لضمان توفير الخدمات الطبية الضرورية وإنقاذ حياة المرضى.

المستشفيات الميدانية المتوجهة إلى غزة لم تدخل الخدمة

من جهته قال المدير العام للمستشفيات في غزة، محمد زقوت، بأن المستشفيات الميدانية القادمة إلى القطاع لم تدخل الخدمة بعد، على الرغم من الحاجة الماسة إليها في ظل الظروف الصحية الصعبة. وأضاف زقوت أن مستشفيات الشفاء وكمال عدوان والأهلي لم يصلها الوقود حتى الآن، مما يشكل تهديدا جديا للخدمات الطبية وحياة المرضى. 

وأشار زقوت إلى أن عدم توفر المياه ومواد النظافة يزيد من خطر انتشار الأوبئة في المستشفيات، مما يعقد الأوضاع الصحية ويضعف القدرة على تقديم الرعاية الصحية الكاملة. ودعا إلى ضرورة تأمين الوقود للمستشفيات وتفعيل المستشفيات الميدانية لضمان تقديم الخدمات الطبية الضرورية والوقاية من انتشار الأمراض.

1.3 مليون شخص يعيشون بمراكز إيواء في غزة

قال مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن 1.3 مليون شخص يعيشون حاليا في مراكز إيواء في قطاع غزة، وهم معرضون للظروف الإنسانية الصعبة. وأضاف أن الاكتظاظ، ونقص الغذاء والمياه، وسوء الصرف الصحي تسبب بتفاقم الأوضاع الصحية وانتشار الأمراض في القطاع.

وحذر غيبريسوس من أن نقص الرعاية الصحية قد يؤدي إلى وفاة عدد أكبر من الناس بسبب الأمراض، مقارنة بالوفيات الناجمة عن القصف في غزة. وشدد على أن هناك حاجة ملحة إلى وقف دائم لإطلاق النار الآن، معتبرا ذلك قضية حياة أو موت بالنسبة للمدنيين الذين يعانون من آثار النزاع في القطاع.

سكان غزة يواجهون خطر "المجاعة"

برنامج الأغذية العالمي، التابع للأمم المتحدة، حذر من خطر حدوث مجاعة في قطاع غزة، مشيرا إلى أن الإمدادات غير كافية للتعامل مع مستوى الجوع الذي رصده موظفو البرنامج في الملاجئ وأماكن النزوح. وأكد البرنامج في بيان صحفي مساء الثلاثاء أن سكان غزة، خاصة النساء والأطفال، قد يكونون عرضة لخطر المجاعة بشدة إذا لم يتم ضمان الوصول المستمر للغذاء.

وأوضح البيان أن البرنامج قام بتوزيع الغذاء الضروري لأكثر من 120 ألف شخص في غزة خلال الفترة الأولية للهدنة الإنسانية، ولكن الحاجة تتسارع، مما يستدعي توفير المزيد من الإمدادات لمنع تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع.

اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني

دعت حركة حماس إلى تصعيد الفعاليات الجماهيرية في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، رفضا للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وقالت حماس:

"ندعو جماهير أمتنا العربية والإسلامية والأحرار في العالم، إلى تصعيد كل أشكال الحراك الجماهيري والفعاليات والمسيرات التضامنية مع قطاع غزة". 

في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يصادف في الـ29 من تشرين الثاني من كل عام، طالبت حركة حماس بضرورة رفع الصوت في كل المدن والعواصم لتشكيل رأي عام عالمي داعم لحقوق الفلسطينيين في الحرية والاستقلال وتقرير مصيرهم. 

وعام 1977، دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة للاحتفال في الـ 29 من تشرين الثاني من كل عام باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وهو اليوم الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة قرار تقسيم فلسطين عام 1947.

ومنذ الـ 7 من تشرين الأول الماضي، شن العدو الإسرائيلي عدوانا وحشيا على القطاع خلف دمارا هائلا في البنية التحتية وعشرات الآلاف بين شهداء وجرحى معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة

اقرأ المزيد.. إدانات المنظمات الإنسانية.. هل تتجاوز الورق لتردع الاحتلال؟

00:00:00