"المستعربون".. لسان عربي ومهمات احتلال قذرة
برزت إلى الواجهة من جديد تسمية وحدة المستعربين في جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد تنفيذهم عملية اغتيال 3 شهداء مؤخرا في محافظة جنين الفلسطينية لأسير محرر وفردين من الاستخبارات العسكرية الفلسطينية.
فما هي هذه الوحدة وما هي طبيعة المهمات التي تنفذها.
المستعربون كلمة تعني الذين ينتحلون الصفة العربية و المتنكرين بها
هي من وحدات النخبة في الجيش الإسرائيلي مدربة على تقنيات حديثة ومسلحة بشكل حديث و تتمتع بمهارات الاشتباك المباشر و السيطرة على الخصوم وتنفيذ المهمات الخاصة.
تخضع هذه الوحدة لإشراف مباشر من جهاز الشاباك الإسرائيلي و لا يعرف اسم أو هوية المدير الميداني للوحدة ولا يسمح لأفرادها بالتعريف بهوياتهم حتى داخل المجتمع الإسرائيلي، بل يعرفون أنفسهم على أنهم موظفون في وزارة الدفاع الإسرائيلية.
المستعربون أقدم من دولة الاحتلال و أفرادها عرب باللغة والهوية
يقول الخبير بالشؤون الإسرائيلية عزام أبو العدس لـ حسنى إن هذه الوحدة تعتبر الأقدم في جيش الاحتلال الإسرائيلي.
بدأت فكرة إنشائها مع بداية جهاز الاستخبارات التابع لعصابات الهاغانا الصهيونية في الثلاثينيات قبل تأسيس دولة الاحتلال، وكانت الوحدة نواة جهاز الشاباك الإسرائيلي.
أفرادها هم من اليهود الشرقيين من دول عربية كسوريا ولبنان ومصر واليمن ، لأنهم يتقنون اللهجات العربية والعادات والتقاليد وهي اللغة الأم بالنسبة لهم بسبب نشأتهم داخل تلك المجتمعات.
طبيعة عملها استخباراتي – عسكري بسبب قرب أفرادها الشديد من المجتمع العربي وصعوبة كشفهم لملامحهم العربية ولهجتهم السليمة.
سيطر اليهود الشرقيون على هذه الوحدة منذ تأسيسها وحتى اليوم .
كان الهدف من تأسيسها – بحسب أبو العدس - الامتزاج مع المجتمع العربي وجمع كل ما يمكن من معلومات عن نمط الحياة العربي والآراء السائدة داخل المجتمع، والشخصيات الفاعلة على المستوى الاجتماعي، والمحركين للمقاومة، إضافة إلى بث الشائعات وخلخلة صفوف المقاومين، واغتيال شخصيات في بعض الأحيان، واختراق الجيوش العربية، و القيام بعمليات داخل القرى الفلسطينية.
مهمات جديدة قديمة ...والشرقيون لهم الحظوة
لم تتغير طبيعة خصائص الأفراد العاملين في هذه الوحدة حيث ما زالوا يفضلون ذوي الملامح الشرق أوسطية ونادرا ما نجد أوربيا أو روسيا ضمن طاقمها.
ما يختلف الآن هو أنهم لم يعودوا من أصول عربية فقط او يتحدثون اللهجة العربية كما كان أجدادهم بل اليوم يتم تدريبهم عليها بشكل دقيق.
مهمات هذه الوحدة لم تختلف كثيرا بل توسعت وأصبحت تشمل اعتقال المتظاهرين ميدانيا والاغتيالات المباشرة للأفراد.
اتسمت العمليات خلال السبعينات والثمانينات بالعمل على المدى الطويل من خلال زرع أفراد داخل المجتمع وتنفذ مهام معينة أما اليوم يتم الاكتفاء بالعمليات قصيرة المدى والمحددة فيما يتم الاستعانة بالمتعاونين على الأرض من الفلسطينيين والتكنولوجيا الحديثة كالتنصت والاختراق.
بيري : تنكر أفراد الوحدة بزي الفدائيين و تجولوا بين القرى
وحدة المستعربين قامت بالكثير إبان الثورة الفلسطينية وخلال الكفاح المسلح في لبنان.
يعقوب بيري قائد الشاباك السابق كتب في مذكراته "الآتي لقتلك " عن مهمات جهاز الشاباك ووحدات المستعربين وذكر أن أفراد الوحدة كانوا يتنكرون بزي الفدائيين ويحملون سلاحهم ويتجولون بين القرى الفلسطينية بحثا عن المجموعات الفدائية أو من يتعاطف معهم من السكان.
من أكبر العمليات التي نفذتها الوحدة
نفذت وحدة المستعربين على مدار تاريخها عمليات كبيرة بعضها فشل وبعضها الآخر حقق الهدف منه ولكن المؤكد أن أغلب تلك العمليات بقي سريا حتى اليوم.
ولكن ثمة عمليات عرفت تفاصيلها ومنها :
اعتقال الأسير كرم المصري
اعتقلت قوة خاصة من المستعربين الأسير كرم المصري عام 2015 من داخل المستشفى التخصصي بمدينة نابلس أثناء تلقيه العلاج إثر إصابة تعرض لها، وتم نقله الى الجانب الاسرائيلي لمشاركته في عملية إطلاق نار على مستوطنة إسرائيلية.
اغتيال الشهيد عماد عقل
قامت مجموعة خاصة من قوات المستعربين باغتيال الشهيد عماد عقل القيادي في كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس عام 1993م في حي الشجاعية بعد عامين من التحريات الإسرائيلية لمعرفة مكانه.
بعد ذلك بثلاثة أسابيع ردت المقاومة بقتل مائير مينز قائد وحدة المستعربين في قطاع غزة آنذاك.
عملية حد السيف 2018
في هذه العملية الكبرى قامت مجموعة من المستعربين بمحاولة التسلل إلى قطاع غزة لتنفيذ عملية زرع أجهزة تنصت على شبكة الاتصالات الداخلية للمقاومة.
المجموعة تم ايقافها عند حاجز أمني للمقاومة للاشتباه بها لدخولها طريقا غير معتاد للمدنيين.
طلبت المقاومة الهويات الشخصية و كانت الوحدة الإسرائيلية تحمل هويات فلسطينية مزورة.
بعدها دار اشتباك مسلح انتهى باستشهاد القائد نور بركة ومقتل اثنين من المجموعة الإسرائيلية ونجاتها من محاولة أسر وشيكة على يد المقاومة.
يستخدمون كل ما هو فلسطيني للخداع وتحقيق الهدف
هذه القوات تعرف بتنكرها الكبير حيث تستخدم سيارات فلسطينية مدنية وأحيانا تكون عمومية لنقل الركاب أو لنقل البضائع.
يرتدون الملابس القريبة للشبان الفلسطينيين ويضعون الكوفية ويستخدمون كافة المصطلحات الدارجة لدى الشباب للتمويه.
وعند الاقتحام لا يكون المستعربون وحدهم بل برفقة طائرات استطلاع ووحدات من الجيش جاهزة لإسنادهم خلال دقائق عند الحاجة.
تكتيك معقد مقابل طرق حذر بدائية
يقول الخبير بالشؤون الإسرائيلية عزام أبو العدس لحسنى إن الفلسطينيين يتعاملون مع هذه الوحدات بأسلوب بدائي بسيط عبر الحذر من السيارات التجارية والمغطاة التي لا يظهر محتواها بشكل واضح.
وفي حالة التظاهرات يضع الشبان قمصانهم داخل البنطال لأن المستعرب لا يستطع فعل ذلك لحمله أسلحة داخل ملابسه.
كما يلجأ الشبان لعدم ذكر أسماء بعضهم بعضا وترميز الكلمات حفاظا على حياتهم .