شهد المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل ليلة أمس الإثنين سابقة، حيث استباحه آلاف المستوطنين، الذين أقاموا حفلات راقصة وغنائية في ساحاته رغم
مستوطنون يستبيحون المسجد الأقصى والاحتلال يغلق المسجد الإبراهيمي
المتطرف بن غفير يستدعي ما يسمى بحرب "الهيكل" المزعوم
شهد المسجد الأقصى والمسجد الإبراهيمي اليوم الخميس تصعيدا خطيرا من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه، حيث اقتحم مستوطنون المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، مما أدى إلى تقييد دخول المصلين ومنع حراس المسجد من أداء واجبهم.
في الوقت نفسه، أغلقت سلطات الاحتلال المسجد الإبراهيمي في الخليل أمام المصلين، وسمحت للمستوطنين بدخوله لأداء طقوس دينية تلمودية، بحجة الأعياد اليهودية.
استباحة المسجد الأقصى والوضع خطير
مع بدء أول أيام الأعياد اليهودية، اقتحمت أعداد كبيرة من المستوطنين، صباح اليوم الخميس، باحات المسجد الأقصى تحت حماية قوات كبيرة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي. وقد منعت الشرطة حراس المسجد من مرافقة أفواج المقتحمين، وفرضت قيودا مشددة على دخول المصلين إلى الباحات، حيث أدى المستوطنون سجودا ملحميا ونفخوا بالبوق في تحدٍ واضح للواقع الديني في المنطقة.
في تصريحات صحفية، وصف أحد مساعدي مدير عام أوقاف القدس، الوضع في باحات الأقصى بالخطير؛ إذ نفذ المستوطنون عدة طقوس توراتية تضمنت النفخ في البوق والسجود الملحمي، بالإضافة إلى الغناء والرقص في المنطقة الشرقية بالقرب من مصلى باب الرحمة. وأضاف أن إدارة الأوقاف الإسلامية في القدس تتابع هذه الانتهاكات عن كثب وتقوم بتوثيقها لإطلاع المسؤولين في وزارة الأوقاف الأردنية.
أعداد المستوطنين والاقتحامات
أشار المتحدث إلى أن ما مجموعه 230 مستوطنا شاركوا في الاقتحامات حتى الآن، حيث تجمعت أعداد كبيرة منهم، من بينهم حاخامات، في باحة البراق عند باب المغاربة.
واستمرت جولة الاقتحام الأولى للمسجد الأقصى حتى الحادية عشرة والنصف قبل الظهر، وتلتها الجولة الثانية من بعد صلاة الظهر حتى الساعة الثانية والنصف.
بينما أفادت مصادر إعلامية بأن عدد المستوطنين الذين اقتحموا المسجد وصل إلى 350 مستوطنا.
تعزيزات أمنية مشددة تحول دون الوصول للمسجد الأقصى
عززت سلطات الاحتلال من وجودها في البلدة القديمة بالقدس وعلى بواباتها، حيث وضعت حواجز تفتيش أدت إلى منع العشرات من الشبان من الوصول إلى المسجد الأقصى. كما أعاقت تلك الإجراءات وصول أصحاب المحال التجارية إلى أسواق البلدة القديمة. ويأتي هذا في الوقت الذي كثفت فيه جمعيات الاستيطان اليهودية دعواتها لاقتحام الأقصى وبسط السيطرة اليهودية، خاصة تلك التي تعرف بجبل الهيكل المزعوم.
دعوات لتجسيد السيطرة اليهودية
في تصريحات مثيرة للجدل، وصف أحد المقربين من وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال، المتطرف إيتمار بن غفير، محاولات تجسيد السيطرة اليهودية على المسجد بأنها "حرب الهيكل".
وفي رسالة له خلال الاقتحام، قال بنتزي غوبشتاين، المقرب من بن غفير:
"في رأس السنة العبرية… نحن نحارب من أجل الهيكل".
مشيرا إلى دعم الاستيطان والنشاطات التي تستهدف الوجود الإسلامي في الأقصى.
إغلاق المسجد الإبراهيمي أمام المصلين وفتحه للمستوطنين
أغلقت سلطات الاحتلال، اليوم الخميس، المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة أمام المصلين، في الوقت الذي شددت فيه إجراءاتها العسكرية حوله، بينما سمحت للمستوطنين بدخوله بمناسبة عيد رأس السنة العبرية.
وأوضح مدير المساجد في مديرية أوقاف الخليل، أكرم التميمي:
"المسجد مغلق طوال هذا اليوم وحتى ساعات متأخرة من المساء".
فيما قال التميمي:
"جيش الاحتلال الإسرائيلي يمنع دخول موظفي الأوقاف الإسلامية وإدارة المسجد، ويفرض إجراءات عسكرية مشددة على دخول الفلسطينيين إلى البلدة القديمة من الخليل بمناسبة حلول عيد رأس السنة العبرية".
وفي إدانته لهذه الانتهاكات، أكد التميمي أن "المسجد مستباح اليوم أمام المستوطنين لأداء طقوس دينية تلمودية ورقصات واحتفالات، مما يمثل انتهاكا لحرمته". وشدد على أن "المسجد حق خالص للمسلمين ولا حق لليهود فيه".
اقرأ المزيد.. كيف تدار "إسرائيل" من الملجأ المحصن في حالات الطوارئ